تقرير: قاتل السفير الروسي ينتمي للقاعدة وتدعمه رموز بنظام «أردوغان»

مولود التيناس ضابط الأمن التركي الذي اغتال السفير الروسي
مولود التيناس ضابط الأمن التركي الذي اغتال السفير الروسي

كشفت التحقيقات الخاصة بضابط الأمن التركي الذي اغتال السفير الروسي أندريه كارلوف في أنقرة، عن ارتباطه بأحد العناصر الداعمة للإرهابيين من رجال الأعمال الأتراك ممن هم على صلة بجماعات العنف والإرهاب، وعلى صلة كذلك برجل الأعمال والسياسي التركي بيرات البيرق صهر الرئيس التركي رجب أردوغان.

وبينت تحقيقات استخباراتية غربية حول واقعة قتل السفير الروسي لدى أنقرة التي يعود تاريخها إلى ديسمبر عام 2016 أن العنصر الإرهابي تحسين سينليك الذي يعمل مقاولا ويحمل الجنسية التركية كان على اتصال بمولود التيناس ضابط الشرطة التركي البالغ من العمر 22 عاما الذي كان مكلفا بحراسة السفير الروسي وقتله بالرصاص على مسمع ومرأى من العالم خلال أحد المؤتمرات في أنقرة. 

وقال المرصد الأوروبي لمكافحة التطرف في ستوكهولم في تقرير له إن أجهزة استخبارات "لم يسمها" قد رصدت اتصالات هاتفية قديمة يعود تاريخها إلى الخامس من سبتمبر 2016 بين المقاول التركي المتورط في عمليات تمويل للإرهابيين والمرتزقة في سوريا وبين قاتل السفير الروسي في أنقرة القابع الآن في أحد السجون التركية. 

وتبين أن هذا المقاول التركي كان يستخدم منظمة إغاثية تدعى "مؤسسة مصعب بن عميرة" لجمع الأموال لعصابات الإرهاب في سوريا ومناطق أخرى وذلك تحت ستار جمع أموال للمؤسسة تستخدمها في إعمار المساجد وصيانتها وأنشطة ثقافية وتعليمية أخرى مزعومة تستخدم كستار لتمويل أنشطة عصابات الإرهاب وجماعات المليشيات المرتبطة بنظام أردوغان في سوريا والعراق ومناطق أخرى في الشرق الأوسط. 

وأكدت تحقيقات استخبارية غربية تورط المقاول التركي ومؤسسته المزعومة في إنفاق جانب من التمويلات الخيرية التي تأتي إليه في تمويل شراء عربات الدفع الرباعي التي عادة ما يستخدمها الإرهابيون في عملياتهم الدموية.

كما تبين أن للمنظمة التي يديرها هذا المقاول التركي "مؤسسة مصعب بن عميرة" علاقات ارتباط جيدة بمؤسسة "ديانة" التركية التي يديرها مقربون من عائلة أردوغان من أبرزهم بيرات البيرق وزير الخزانة والمالية التركي وصهر أردوغان - الذي قدم استقالته قبل يومين على إثر تدهور الليرة التركية وأوضاع الاقتصاد – ومنظمة ديانة هي في الظاهر منظمة دينية ودعوية لكن حقيقة أنشطتها وارتباطاتها تؤكد وجود دور لها كمنصة تنسيقية بين الجماعات المتطرفة المتأسلمة فضلا عن دورها في مجال نشر الفكر المتطرف وطباعة كتبه وترويج أدبياته في سوريا والعراق. 

ولفتت التحقيقات إلى أن "مؤسسة مصعب بن عميرة" لها كذلك اتصالات مريبة مع المدعو سادات بيكار، وهو أحد أقطاب العصابات التركية التي كانت تعمل في روسيا ممن تبين اتصالهم ببيرات البيرق صهر أردوغان ووزير المالية التركي المستقيل قبل يومين، وسبق لسادات بيكار أن هدد باستهداف رجال أعمال روس، ويقال إنه سعى لدى الاستخبارات التركية لكي تقدم العون التدريبي للعناصر الشيشانية المتطرفة وإعادة دفعهم في عمليات موجهة ضد المصالح الروسية، إلا أن استخبارات موسكو كانت أسرع منه فقبضت عليه داخل الأراضي الشيشانية. 

وكشفت مصادر إخبارية غربية كذلك أن سادات بيكار كان قد دعا إلى تهديد المصالح الاقتصادية الأوروبية والإسرائيلية من خلال عمليات ابتزازية وهو ما أوقع الدولة التركية في حرج خاصة بعدما تكشفت علاقات سادات بيكار ببيرات البيرق زوج ابنه الرئيس التركي أردوغان الذي مكنه من مغادرة الأراضي التركية بعدما أعلنت سلطات الإدعاء العام في أنقرة أنه من الملاحقين المطلوبين للعدالة، كما تبين أن لسادات بيكار اتصالات مع نور الدين يلدز مفتي الجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا في الأراضي السورية وكذلك له علاقات بقيادات بارزة من تنظيم القاعدة الإرهابي الذي تبين انتماء قاتل السفير الروسي إليه وإغداق السلطات التركية الأمنية الميزات المالية عليه بكثافة خلال فترة العامين السابقين على واقعة القتل.
 

اقرأ أيضا

بعد تدهور الاقتصاد التركي.. أردوغان يقبل استقالة صهره من منصب وزير المالية