النقطة السوداء في القميص الأبيض

من الآخر
من الآخر

لا زالت تتردد صدى أخبار الفرز الاحصائي لاصوات الناخبين عن دائرة ميت غمر أثناء كتابة تلك السطور والتي أسفرت عن زاحة مرتضى منصور عن مقعده بمجلس النواب وعدم تمكنه حتى من المنافسة على دخول جولة الاعادة وهي نتيجة متوقعة بالنسبة لي وليست مفاجئة، فمرتضى استطاع بكل ما اوتي من قوة أن يشوه نفسه بنفسه وأن يخسر محبيه أو مؤيديه في دائرته وحتى داخل أروقة نادي الزمالك يوما بعد يوم بعجرفة وتكبر وغرور منقطع النظير، فقد فعل مرتضى بنفسه ما لم يستطع أن يفعله الد اعداءه به.

ولكن حديثي هنا ليس عن انتخابات مجلس النواب ولكن عن نادي الزمالك عن القميص الأبيض الذي لوثته نقطة سوداء منذ أن تولى مرتضى رئاسة النادي، فرغم التاريخ العريق والناصع والمشرف على المستوي الإداري لنادي الزمالك منذ نشأته الأولى عام 1911 على يد البلجيكي جورج مرزباخ وكان رئيس المحاكم المختلطة بمصر  وقتها مرورا بالدكتور محمد بدر أول رئيس مصري لنادي الزمالك ثم الفريق محمد حيدر باشا الذي كان وزيرا للحربية في عهد الملك فاروق.

هذا ما كان قبل عام 1952 ثم بعد ثورة يوليو المجيدة لم ينقطع حبل توارد الدرر الإدارية على نادي الزمالك وترك بصماتهم على النادي حيث جاء عبد اللطيف ابو رجيلة الذي قام ببناء ملعب نادي الزمالك وعلوي الجزار الذي استضاف نادي ريال مدريد علي حسابة الخاص وقتها.

ثم تولي اشهر ايقونة ادارية لنادي الزمالك عبر تاريخة المهندس محمد حلمي زامورا منذ عام ١٩٦٧ حتي ١٩٧١ بالتعيين ثم عاد مرة اخرى لرئاسة نادي الزمالك في الفترة من ١٩٧٤ الى ١٩٨٤ نهاية بالدكتور كمال درويش الذي قاد الزمالك للحصول على ثلاث بطولات دوري ممثاز في عهده و بطولتين لدوري الأبطال الإفريقي وكأس السوبر الافريقي والسوبر المصري والسوبر المصري السعودي وهي كانت اخر فترة ينعم بها الزمالك بالاستقرار والتي انتهت عام ٢٠٠٥ وهو العام الذي ترك فيه الدكتور كمال درويش نادي الزمالك بعد أن قادة تسع سنوات متتالية زاخرة بالبطولات والالقاب في عديد من اللعبات وفرق النادي.

ولكن منذ أن تردد اسم مرتضى منصور داخل اروقة مجلس ادارة نادي الزمالك عام 2005 بدأت تهب رياح المنازعات القضائية و اصبح اسم نادي الزمالك متداولا داخل اروقة وجلسات المحاكم بدل من منصات التتويج.

وهنا احب أن اوجه كلمة لجمهور نادي الزمالك باعتباري واحد منهم ( أن نادي الزمالك لن يتأثر بغياب احد لطالما حاول ايهامكم أنه من يحمي نادي الزمالك  وفي الحقيقة هو من ورط الزمالك في مشاكل ادارية وقضائية لم نراها قبل ظهوره و ان لم يجد مشاكل اخترعها وتعهد بحلها وفي النهاية لم يستطيع مرتضى منصور رد اي حق للزمالك وكان اخرها خصم ثلاث نقاط في دوري الموسم المنتهي).

فنادي الزمالك يستحق أن يرأسه قيمة إدارية من أحد ابناءه وما أكثرهم  بعيدا عن السباب واللعن وتوجيه التهديدات لهذا وذاك و بدون عمل مداخلات تلفزيونية عمال على بطال وتحولها لمادة للسخرية في كثير من الأوقات و حديث عن الاعمال والسحر بمناسبة وبدون مناسبة، الزمالك يحتاج رئيس يليق بعظمة وتاريخ و اسم النادي كالعظماء الذين ذكرت بعضهم وهذا اقل حقوق الزمالك. 
وأن كان الحديث من بعض جماهير الزمالك بدافع الخوف على بطولة أفريقيا فازاحة مرتضى عن الزمالك هي أهم بطولة في تاريخ الزمالك ورغم ذلك فأنا اثق في سيادة الوزير أشرف صبحي الذي تعهد بالحفاظ على فريق نادي الزمالك بغض النظر عما سيتخذ من قرارات.

وكما قال ‏العظيم حلمي زامورا أعظم رئيس في تاريخ نادي الزمالك:

"مكانة نادى ‎الزمالك أكبر و أعظم من أى شخص مهما بلغت رفعة منصبه، مهما بلغ قدر الأشخاص فلن يضيفوا شيئًا لإسم نادي الزمالك بل نادي الزمالك هو من سيضيف إليهم"

وكما بدأ عام 2020  بالفوز بالسوبر الأفريقي والسوبر المصري ها هو ينتهي بإزاحة تلك النقطة السوداء عن قميصه وتاريخة.