قريباً من السياسة

الأغلبية.. أفضل

محمد الشماع
محمد الشماع

محمد الشماع

نجحت الدولة ممثلة فى أجهزة الحكومة والهيئة الوطنية للانتخابات بامتياز فى توفير كل ما يلزم لاجراء العملية الانتخابية لمجلس النواب بطريقة شفافة بعيدا عن التزوير أو ابعاد أى صاحب حق عن التصويت فى ظل ظروف استثنائية «جائحة الكورونا».. غير مسبوق واجهت مصر والعالم.
كشفت النتائج عن عدد من الظواهر القديمة  المتجددة منها حدوث بعض الاحتكاكات بين المرشحين وانصارهم لم ترق الى العنف أو  الجريمة، كما كان يحدث فى السابق وحالات اختراق الصمت الانتخابى وتقديم بعض الناخبين «مصالح» مادية أو معنوية لم تكن حكرا على مرشح دون الآخر، وهذا فى حد ذاته يكشف الاستمرار فى القواعد القديمة للانتخاب على اساس المصالح الفردية والخدمات الخاصة بالدائرة التى يقدمها المرشحون وليس على اساس رؤية حزبية للقضايا الاقتصادية والسياسية والتعليم والصحة وهذه مسئولية الناخب.
ارتفاع نسبة الاصوات الباطلة بالنسبة للقوائم مليونا صوت باطل مقابل مليون للفردى فى المرحلة الاولى، وهذا يؤكد عدم قيام الاحزاب عامة ومرشحو القائمة والفردى خاصة فى القيام بدورهم لشرح كيفية التصويت والاختيار.
هناك مظاهر  ايجابية منها نتائج المرحلة الاولى بصرف النظر عن تصدر حزب مستقبل وطن للقوائم والفردى وهى مؤشر لما ستكون عليه نتائج المرحلة الثانية، وتلك النسبة كافية لتأمين الاغلبية للحزب تحت القبة وهذا فى رأىى اهم تطور تشهده الحياة الحزبية واصبح لدينا حزب بالاغلبية  بدلا من الحزب الاوحد وهذا مفيد لحزب الأغلبية ومستقبل العملية الديمقراضية نفسها.
الفرق كبير بين الحزب الأوحد وحزب الاغلبية فالحزب الأوحد مثل فريق يلعب الكرة منفردا وعليه التهديف فى شبكه خالية وغير محمية بلاعبين آخرين، المؤكد ان مباراة من هذا النوع لن تجد من يتحمس لمشاهدتها. وهذا بالتأكيد كان فى السابق هو السبب فى انصراف الغالبية العظمى  من المصريين عن الممارسة السياسية!