شىء من الأمل

أبو الأمة.. وأم الشعوب

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

يزور مصر نهاية هذا الاسبوع الزعيم الافريقى سام نوجوما الذى قاد شعب نامبيا حتى تحقق لها استقلالها، وصار اول رئيس لها منذ استقلالها عام ١٩٩٠ وحتى عام ٢٠٠٥، والذى يحظى باحترام واسع داخل بلده وفى كل القارة الافريقية لذلك يعتبرونه الرئيس الشرفى لنامبيا، وأطلقوا عليه لقب أبو الأمة فى نامبيا، خاصة أنه لم يتوقف عن خدمة بلده بعد مغادرته منصب رئاسة الجمهورية، حيث اسس مؤسسة مجتمع مدنى تحمل اسمه لمساعدة الطلبة الناميبين الذين يدرسون العلوم والتكنولوجيا، وايضاً مساعدة اليتامى والأطفال المصابين بمرض نقص المناعة.
وهذا الزعيم الافريقى الذى يزور مصر بدعوة من جمعية بطرس غالى الدبلوماسى المصرى الكبير الذى كان مهتما بافريقيا، حرص خلال زيارته القصيرة لمصر ان يزور مقر منظمة تضامن الشعوب الافريقية والاسيوية وان يلتقى رئيسها الدكتور حلمى الحديدى ويتحدث مع عدد من كوادرها لانه يدرك اهميةَ هذه المنظمة، التى أسسها فى بداية الخمسينات من القرن الماضى الزعيم المصرى جمال عبدالناصر مع عدد من الزعماء الافارقة والآسيويين البارزين، فى دعم حركة الاستقلال الوطنى فى القارة السمراء وتوطيد العلاقات بين الشعوب فيها وفى قارة اسيا ايضا وأضحى مقرها فى القاهرة التى استضافتها منذ اليوم الاول من تأسيسها هو البيت الذى يتجمع فيه المناضلون والمكافحون الافارقة من اجل استقلال شعوبهم من الإستعمار الذى سلب خيرات بلادهم، ولذلك اطلق عليها ام الشعوب.. فهى كانت دوما الملاذ والداعم لحركة الاستقلال الوطنى، وبعد ان ظفرت كل شعوب القارة الافريقية وقارة آسيا باستقلالها عملت منظمة التضامن ان تكون هى الآلية الشعبية لتوطيد العلاقات بين دولها، لتنتصر هذه الدول فى معركة التنمية الاقتصادية التى خاضتها بقوة بعد الاستقلال، لتتخلص شعوبها من الفقر والمرض والتخلف..
واللافت للانتباه ان هذا الاهتمام الكبير الذى يمنحه زعماء افارقة وقادة آسيويون لمنظمة تضامن الشعوب الافريقية والاسيوية والذى يظهر فى استقبالهم لوفودها الذين يزورن بلادهم، لا تحظى به داخل مصر من قبل البعض الذين لا يدركون انها منذ اليوم الاول لتأسيسها صارت دوما احد الأسلحة الناعمة المهمة لمصر فى الدفاع عن مصالحها وحماية أمنها القومى وتعزيز مكانتها إقليميا وعالميا، حينما أسهمت فى توطيد ودعم العلاقات بين بلادنا والعديد من الدول الافريقية والاسيوية.. حيث تضم هذه المنظمة الان ورغم عوامل التجريف الذى تعرضت له تاريخيا نحو ٥٩ لجنة وطنية بعد ان نجحت قيادتها فى تأسيس عدد جديد من هذه اللجان فى السنوات الاخيرة فى موريتانيا والسنغال ومالى وبوركينافاسو ونيجيريا والكونغو برازافيل واحياء اللجنة الروسية واللجنة اليمنية وقبلها اللجنة السودانية والتونسية.. كما تحظى هذه المنظمة، التى تستضيفها القاهرة ويرأسها مصرى، بوضع المراقب فى حركة عدم الانحياز واللجنة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب، ووضع استشارى فى المجلس الإقتصادى والاجتماعى للأمم المتحدة ومنظمات اليونسكو واليونيدو.. فضلا عن المنظمات المتخصصة التى أنشأتها المنظمة فى السنوات الخمس الاخيرة مثل اتحاد اعلامى آسيا وإفريقيا، ومجلس الاستثمار الصينى الافريقى، واللجنة الدولية لدعم الشعب الفلسطينى، مع احياء اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا، ويتم الان التجهيز لتأسيس اتحاد للفنانين والرياضيين الافارقة والآسيويين، واتحاد للشباب والمرأة الأفرو أسيوى واتحاد التدريب المهنى والاتحاد الثقافى العلمى الأفرو أسيوى، واتحاد للمستثمرين الأفرو أسيوى.. وربما لذلك كله تطمح بعض الدول أن ينتقل مقر هذه المنظمة لها لتظفر برئاستها ايضا.. لذلك علينا الحفاظ عليها