تعرف علي سيرة القديس لاون الكبير 

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يعد القديس لاون الكبير هو أول بابا تم إطلاق كلمة "الكبير" عليه، وهو أيضاً معلم الكنيسة ومن أشهر مؤلفاته مجلد لاهوتي كان من الأساسيات التي استند إليها مجمع خلقدونيا المسكوني علم 451م في إصدار توصياته ، وتعد فترة حبريته من 29 سبتمبر 440م – 10 نوفمبر 461م أسقف لروما.

ولم يعرف تاريخ ميلاده على وجه التحديد إلا أن موسوعة الأحبار للمؤرخ القديس چيروم تخبرنا أنه من مواليد إقليم توسكانا (إيطاليا)، وينحدر إلى أصول أرستقراطية، بدأ يظهر نجمه في الأوساط الكنسية منذ كان شماساً عام 431م، حيث احتلّ مكانة هامة لدى القديس كيرلس الكبير السكندري المعروف بـ"عمود الإيمان"، والذي تتلمذ على يديه، فأسند إليه مهمة مواجهة مطالبات في فلسطين تخص السلطة الأبائية بها.

كان القديس لاون خبيرًا في الشئون الكنسية، وفي العلاقات الدبلوماسية، أُرسِل في مهمَّة دبلوماسية إلى بلاد الغال (فرنسا)، سنة 440م، وفي أثناء مهمَّته هذه توفي الأسقف سيليستين، فجرى انتخاب لاون أسقفًا على رومية ، ميّزت سيرة لاون الأسقف حرصُهُ على دحض الهرطقات، وسعيه إلى توطيد السلام والنظام في كنيسة المسيح، وانتهاجه سبيل الوساطة في التعاطي مع المتخاصمين.

إن أول ما سعى إليه لاون عند اعتلائه سُدَّة الأسقفية في رومية، كان التجديد الإكليريكي وتوطيد النظام في كنائس أفريقية وصقلية بعد هجمات قبائل الغندال. دعم أسقف سالونيك وما إليها إذ كانت بعد من توابع الكرسي الرومي. حال دون انفصال كنيسة الغال ، تصدّى لعبث المانوية والبلاجية، وكلتاهما هرطقة شاعت في زمانه ، اهتم بالنظام الطقوسي، ورعى الشعب والكهنة بالوعظ والتعليم والمثال الطيب ، وأولى بناء الكنائس وتزينها وتشييد المضافات أهميّة بيّنة، وأكثر ما برز اسمُهُ في مجال الحرص على سلامة العقيدة.

دحض هرطقة أفتيشيس القائل بطبيعة الرّب الواحدة بعد التجسد.. حارب المجمع الهرطوقي المنعقد في أفسس سنة 449م وأطلق عليه صفة "اللصوصي".

قام لاون بإنقاذ رومية من قبائل الهانس، بعد أن خرج للقاء قائدهم أثيلا بموكب يضم عددًا كبيرًا من الكهنة والشمامسة وهو يرتدي كامل لباسه الأسقفي،  مما ترك أثرًا كبيرًا في نفس أثيلا. جعله يعترف أنه رأى بطرس الرسول يحمل سيفًا مسلول بجانب الأسقف لاون، وهذا ما أقره واعترف به لبرابرته عندما سألوه عن موقفه المتسامح تجاه أهل رومية، حيث إنه فرض عليها جزية مالية فقط، دون أن يدخلها ويعبث وينهب ممتلكاتها.

توفى لاون سنة 461م بعد واحد وعشرين عامًا من الأسقفية المخصبة، التي عمل خلالها على ضبط النظام في كنيسة المسيح وحفظ الإيمان القويم.
 

اقرأ أيضاً

أين ذهب بايدن في أول زيارة بعد انتخابه رئيسا لأمريكا؟