"لعنة الفراعنة".. كلمتان تثير خوف البعض، واستهزاء البعض الأخر وما بين مصدق وكذب وقعت أحداث حقيقية عاصرها أخرون، لم تجد تبرير سوى أن السبب ورائها "لعنة الفراعنة"، لتصبح تلك اللعنة التي ظهرت أول مرة عقب فتح مقبرة الفرعون الشاب "توت عنخ آمون"، وموت فريق البحث بالكامل في ظروف غامضة، هي الملهم لأغلب الأعمال الأدبية والسينمائية والدرامية، التي جسدت لعنة الفراعنة، وكان أبرزها "الفرعون الأسود" في سلسلة ما وراء الطبيعة، للعراب أحمد خالد توفيق.
"لعنة الفرعون"
كتب العراب الراحل أحمد خالد توفيق، سلسلة "لعنة الفرعون" ضمن مجموعته الأشهر "ما وراء الطبيعة"، والتي يتم تجسيدها دراميًا، على إحدى المنصات الإلكترونية، وشهدت رواجًا كبيرًا، بعدما ظهر أول الأبطال الما ورائيين وهو "الفرعون الأسود".
حقيقة الفرعون الأسود
لم يكن ذلك اللقب من وحي المؤلف ليصنع نسيج درامي منسجم، ومخيف مشيرًا إلى لعنة الفراعنة، بفرعون شرير أراد أن ينتقم من البشرية أجمع، ولكنه اسم تاريخي موجود بالفعل، فقد ذكرت إحدى الأبحاث الآثرية الصادرة عن وزارة الآثار المصرية بأن الفرعون الأسود، هو أحد الملوك الكوشيين ويدعى طرهاقا وكان فرعون مصر وخامس ملوك الأسرة المصرية الخامسة والعشرون وأكثرهم شهرة إلى جانب ابيه "بعنخي" الذي ورد ذكره في الأنجيل على أنه حامي أورشليم من الأشوريين.
وامتدت فترة حكم "الفرعون الأسود من 690 ق.م إلى 664 ق.م، حيث استقر في طيبة، وبنى العديد من الآثار، وذلك لتدعيم وضعه، ومن أهم هذه الآثار مجموعة الأعمدة التي أقيمت في الساحة الكبيرة بمعبد آمون العظيم بالكرنك، والتي لم يبق منها سوى عمود واحد فقط، بالإضافة إلى المنحدر الملكي الذي شيده في منتصف المعبر الثاني لمعبد الكرنك ليقسمه إلى ثلاثة أقسام بعد تشييد هذا المنحدر.
الفرعون الأسود في ما وراء الطبيعة
ورغم أن "الفرعون الأسود" الحقيقي لم يُعرف عنه أنه كان شريرًا أو قاتلًا إلا أن الحبكة الدرامية، غيرت تاريخه، فشاهدنا في أولى حلقات "ما وراء الطبيعة"، أنه قتل أخيه وتزوج جبيبته، واستولى على الحكم، وأراد إيقاف أي محاولة لاستكشاف مومياء أخيه وجمعها بحبيبته في حياتهم الأبدية، فبدأ بالانتقام من فريق التشريح الذي كان يحاول استكشاف هوية المومياء، وقتلهم، وغيب الشمس بسحابة سوداء، ونشر وباء لم يعرف له العالم دواء، حتى استطاع البطل من ايقاف تلك اللعنة بوضع مومياء الأخ المقتول بجانب حبيبته فانتهت لعنة الفرعون الأسود.
توت عنخ آمون.. صاحب أول لعنة للفراعنة
ورغم ذلك الاختلاف بين الفرعون الأسود الحقيقي، والمُجسد في "ما وراء الطبيعة"، إلا أن لعنة الفراعنة ما زالت محل بحث وجدل بين التخصصين منذ حدوثها أول مرة مع اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، الذي نُقش عليها "سيضرب الموت بجناحية السامين كل من يعكر صفو الملك"، وهذا ما يراه البعض أنه تحقق عند موت الكثير من العمال والمستكشفين بعد فتح المقبرة، مما جعل المؤمنون بلعنة الفراعنة يفترضون بأن سبب الموت هو بكتيريا أو فطريات تم وضعها لتقتل أي لص يحاول فتح المقبرة وفرضيات أخرى تقول إنها أشعة من مواد ذرية غير فرضية السحر الأسود، وذلك وفق ما ذكره دكتور أحمد خالد توفيق في أسطورة لعنة الفرعون على لسان بطل الأسطورة دكتور رفعت إسماعيل.
