جوليت المصرية «إيزادورا وحابي».. قصة الحب «الحزين»

 جوليت المصرية «ايزادورا و حابي».. قصة حب حزينة
جوليت المصرية «ايزادورا و حابي».. قصة حب حزينة

من هنا من مصر ومنذ فجر التاريخ، عرف العالم معنى الحب قبل أى قصة حب فقبل آلاف السنوات، وعلى أرض مصر كانت تدور أحداث قصة حب حزينة بين «إيزادورا» الفتاة المصرية ذات الجذور الإغريقية ابنة حاكم إقليم يقع فى منطقة المنيا الحالية وبين الضابط المصرى «حابى».
يروي الباحث الأثري«مجدي شاكر»، أن الحب لا يعرف الطبقات الاجتماعية ولا يفرق بين الحكام والمحكومين فقد ربط بين قلبى الشابة الجميلة «إيزادورا» والتى يعنى اسمها «هبة إيزا» وبين ضابط مصرى بسيط الحال قصة حب عنيفة ومحزنة.

اقرأ أيضا| تعرف على قصة «إيزادورا» أول شهيدة في الحب..  
تابع «مجدي شاكر» ، حديثه لـ «بوابة أخبار اليوم»، عن إيزادورا كانت تعيش في مصر في مدينة انتنـيوبولس «الشيخ عبادة حالياً» على الجانب للنيل وكان أبوها حاكماً للإقليم المعروف حالياً بمحافظة المنيا، وكان قصره الكبير موجوداً في مدينة انتنيوبولس حيث يطل على النيل والحقول الخضراء.
وأضاف «شاكر» ، أن «ايزادورا » كانت فتاة تبلغ من العمر 16 سنة، حين التقت الحب لأول وآخر مرة في حياتها حين وقعت عيناها على الضابط المصري «حابي»، والذي كان يعيش على الجانب الغربي من النيل في مدينة خمنو (الأشمونين حالياً) وكان من قوات الحراسة الموجودة في المدينة ومن ثم يعتبر من أبناء عامة الشعب المصري ولم يكن من علية القوم. 
فلا يوجد وجه للمقارنة بينهما من حيث المسـتوى، رغم ذلك قال الحب كلمته وساقها القدر لتقابل حبيبها.

أوضح «شاكر »، أن «إيزادورا» خرجت من مدينتها عبر النهر لحضور إحدى الاحتفالات الخاصة بـ «تحوتي» رمز الحكمة والقلم في مصر القديمة وهناك قابلت الضابط حابي فتعلقت به وافتتن هو الآخر بها، حتى أنهما كانا يتقابلان كل يوم وكل ليلة.
وتابع شاكر، الحكاية بقوله : كانت تذهب إليه عند البحيرة وكان يأتي إليها بجوار قصر أبيها وبعد ثلاث سنوات من الحب الصادق علم أبوها بذلك وقرر أن يمنع هذا الحب من الاستمرار، ففي عرفه لا يجب أن ترتبط ابنته ذات الأصول الإغريقية بشاب مصري وأبلغ الحراس بتتبعها، وأن يمنعوا ذلك الشاب من مقابلتها. 
وبالفعل كان تضييق الخناق عليها حتى قررت هي أن الحياة دون حبيبها ولا معنى لها فقررت «الانتحـار»، ولكن كان يجب أن تراه للمرة الأخيرة، وبالفعل تمكنت من مغافلة حراستها وذهبت إلى ذات المكان عند البحيرة ولم تخبره بما همت أن تفعله وهو الانتحار ودعته وذهبت حتى إذا بلغت منتصف النهر ألقت بنفسها في أحضان النيل.
ندم أبوها أشد الندم على ما فعله بابنته فبني لها مقبرة جميلة وكتب بها مرثيتين من الشعر وهي «أيتها الصغيرة الجميلة، أيتها الطيبة البريئة، والزهرة الناضرة، التي ذبلت في ربيع العمر، يا ملاكي الطاهر الذى رحل دون وداع»، آخر ما دون باليونانية على جدران مقبرة تقع بقرية تونا الجبل بمحافظة المنيا، التي تضم رفات الأميرة إيزادورا، أول شهيدة للحب في التاريخ، وكانت هذه الكلمات من رثاء الأب الذي حرم أميرته الصغيرة من حق الحب والحياة.  
 أما حبيبها فكان مخلصاً ووفياً فكان يذهب كل ليلة يشعل شمعة بداخل مقبرتها حتى لا تبقى روحها وحيدة وظلت جثتها محنطة وموضوعها على سرير رخامى أبيض حتى الآن .
وعندما علم عميد الأدب العربي طه حسين بقصتها بنى استراحة بمنطقة تونا الجبل بجوارها مقبرتها وكتب لها رواية كبيرة تحمل اسم «إيزادورا شهيدة الحب»، وكان كل يوم أثناء إقامته يوقد لها شمعة مثلما كان يفعل حبيبها حابى بل كتب فى هذه الاستراحة روايته الشهيرة دعاء الكروان، وذكر أنه مثلت بعض لقطات الفليم فى استراحة د. سامى جبرة، عالم المصريات المصرية، الذى أعطى له طه حسين، المال اللازم عندما كان وزيراً للمعارف ليكمل حفائرة فى تونا الجبل.