«لاقينا الطبطبة».. قصص إنسانية لعشاق الحيوانات في عيد الحب

قصص إنسانية لعشاق الحيوانات في عيد الحب
قصص إنسانية لعشاق الحيوانات في عيد الحب

عبدالصبور بدر

كان محسن بطل رواية "عصفور من الشرق" للكاتب توفيق الحكيم، شاب مصري يدرس الحقوق والآداب في فرنسا، وفي باريس تعلق قلبه بـ"سوزي ديبون" صاحبة العينين الفيروزيتين التي تقطع التذاكر لرواد مسرح "الأوديون"، ولكنه حين أراد أن يشتري لها هدية لم يجد شيئا يقدمه لها !

 

تعجب صديقه آندريه وهو ويقول له: "إن فرنسا لم تخلق إلا من أجل النساء"، واقترح عليه باقة من الزهور أو قارورة عطر، إلا أن محسن رفض، وقادته أقدامه إلى سوق الطيور، وهناك وجد ضالته.. ببغاء يقول: "بحبك.. بحبك.. بحبك".

 

 اشتراه على الفور ومنحه اسمه، ليصبح محسن الببغاء أوفر حظا، وهو يعيش مع سوزي ويقول لها كلما يشاهدها بصوت عال "بحبك.. بحبك.. بحبك".

 

"بوابة أخبار اليوم" سألت عشاق الحيوانات عن قصص لتنشرها في "عيد الحب 2020"، فتحدثوا عن حكايات تقطر "الشهد والدموع":

 

تحكي دعاء حسن عن قطة تعيش في العمارة التي تسكن فيها والدتها، وكلما ذهبت إلى زيارتها استقبلتها بلهفة، وكأنهما صديقتين حميمتين، وإذا لم تقابلها على السلم، ودخلت دون أن تراها، فإن القطة تقف على باب الشقة تصرخ و«تخربش» الباب، حتى تفتح لها، وترتمي في أحضانها، في الوقت الذي لا تفعل فيه ذلك أبدا حين لا تكون دعاء موجودة. 

 

اقرأ أيضًا| الفلفل الحار.. لعيد حب صحي ورومانسي

 

لم تنته قصة دعاء مع الحيوانات عند هذا الحد؛ حيث تقول: «حين أخرج من بيتي في الصباح الباكر لأي سبب فإن كلاب الشارع تصنع حولي دائرة لتحميني حتى استقل وسيلة مواصلات، وتظل واقفة حتى تطمئن أن السيارة التي تقلني قد انطلقت بسلام».

 


ومن دعاء إلى أحمد زايد الذي كشف قصة جده مع القطة التي يعيش معها، والتي كانت تنتظره حتى يعود من الشغل، وحين يصلي تقف بجواره حتى ينتهي، وبمجرد أن يبدأ في التسبيح ترقد وتستكين في حجره وتنام على صوت الذكر.

 

لم تكن القطة كبيرة في السن، يقول أحمد، لكن جده حين اشتد عليه المرض مرضت معه، وحين مات، رقدت حزنا عليه، حتى فارقت الحياة.  

 

ولم يختلف الأمر كثيرا مع والد هدى الذي كان يمتلك محلا كلما ذهب إليه في الصباح يحمل معه اللانشون والجبنة واللبن للقطط، ما جعله ينال سخرية زملائه، لكن المسألة اختلفت حين مات، وشاهدوا القطط التي كان يقوم بإطعامها تمشي خلف جنازته. 

 

وتقسم منى الدسوقي أن كلبها حين يشاهد شخص حزين من أسرتها يذهب إليه ويطبطب عليه، وتقول: "مرة كنت بعيط جنبه جيه مسحلي دموعي بلسانه واداني حضن والله"، مستكملة: "بيستنى أمي تصلي ورا الباب وبيمشي وراها في أي حتة كنوع من الوفاء والتقدير".

 

وتشارك د. نهى عبد المقصود بموقف غريب حدث لها مع قطتها، فتقول: "كنت بلعب مع قطتي زي ما متعودين، وفجأة خربشتني، ضربتها على أيدها اللي خربشتني بيها وقلت لها عاجبك كده وجعتني؟!.. مش هلعب معاكي تاني".

 

كانت د. نهى تتوقع أن القطة سوف تجري أو تعضها، أو حتى تعود للخربشة لكن المفاجأة أنها نظرت إليها بانكسار وهي تفرد ذراعيها، وكأنها تعتذر وتقول لها: "أنا غلطت عاقبيني بس سامحيني"، ولم تفعل مثل الإنسان الذي يكرر الخطأ ويهرب من المواجهة والعقاب. 

 

 

ولم تبخل وفاء البغدادي بحكايتها مع قطتها كنزي، فتقول: "كان عندي قطة مكنتش بتاكل غير من أيدي وبتمشي جنب الكرسي المتحرك اللي بقعد عليه لدرجة كنت بأخاف أدوس عليها.. القطة كانت حافظة ميعاد نومى، تسيب الأوضه والصبح أول ما تصحى تيجى جنب الباب وتنونو.. كانت شيرازى لو تعبانة ومشلتهاش تطلع تنام جنبى كان بابا الله يرحمه يقوللى: دى بنتك".

 

وتضيف: "لكن الجليسة التي تساعدني في شؤوني خيرتني بين أن تستمر معي أو أن أتخلص من  القطة، فاخترت البقاء مع القطة، لكن نظرا لمسؤولية تربيتها التي لم أعد قادرة عليها خاصة بعد وفاة والدتي، أهديتها  لصديقة ، ومن يومها وكلما سمعت أحد بينادي (كنزي) أرفع  يدي للسماء وأدعو الله: يارب تكون بخير".

 

آخر قصة من شيماء سالم التي تعيش في الصعيد بالتحديد في سوهاج؛ إذ تقول: "في تانية إعدادي كنت بروح المدرسة وحدي، وبمشي مسافة كبيرة جدا، حوالي 2 كيلو في الصحراء، ومافيش مواصلات ولا غيره،  ولا صديقة تونسني  ولا حد يحميني من الذئاب اللي ممكن فعلا تطلع فجأة من زروع القصب،  لأني كنت الوحيدة بقريتي اللي كملت تعليم".

 

وتضيف: "الكائن اللي كان مهتم يوصلني ويينتظرني لغاية ما أخلص مدرسة عشان يرجع معايا هو كلبي صخر، رغم إنه كلي عادي جدا من الكلاب اللي ممكن تشوفوهم في الشوارع".

 

وتواصل: "في اليوم اللي خلف فيه معاده معايا وما لقتلوش موجود قدام المدرسة منتظرني، اضطريت أروح لوحدي، وفي نص السكة شوفته قدامي مرمي، ومش قادر يحرك نصه التحتاني من الألم، بعد ما حد ضربه وكسر عضمه، مافيش جروح، بس كأنه مقسوم نصين، وقفت محتاحسة وشنطتي تقيلة وهو قدامي وأعيط من ألمه".


واختتمت بقولها: "شلته لحد بيتنا لأنه كان مش كبير قوي، أشيله حبة وأقعد أعيط حبة،قعد كام يوم ومات،الجيران كانوا بيتعاملوا معايا بمنتهى السخافة والسخرية وأسئلة من نوعية هتعملي له صوان فين؟.. وإحنا نجي نعزي،والمرحوم مات إزاي؟.. ومن وقتها بطلت أتعلق بحيوانات!"