بعد 80 سنة.. لورديانا تثأر للبرازيليات من تحية كاريوكا

تحية كاريوكا
تحية كاريوكا

كتب: أحمد الإمام

في صيف 1940 قدمت الراقصة "تحية النيداني" رقصة الكاريوكا البرازيلية الشهيرة، في أحد العروض المقدمة على مسرح بديعة مصابني، ذلك المسرح الأهم والأشهر في مصر في مطلع القرن العشرين.

وتجاوب الحاضرون بشدة مع الرقصة التي أدتها الراقصة ابنة الـ25 ربيعا، لدرجة أن بعضهم أقسم أنها تفوقت على الراقصات البرازيليات صاحبات الموطن الأصلي لهذه الرقصة الشهيرة، التي اجتاحت العالم في منتصف القرن الماضي.

ومنذ هذا اليوم، أصبح الاسم الفني للراقصة الشابة هو تحية كاريوكا، وظل ملتصقا بها حتى وفاتها عام 1999.

وانهالت العروض على تحية كاريوكا التي لم يعد أحد ينطق اسمها إلا مقرونا بلقب راقصة مصر الأولى، وأصبحت صاحبة مدرسة خاصة في الرقص الشرقي، واقترنت باسمها وهي مدرسة الهرمونية الشرقية القديمة، التي أغرقت في الإيقاع الشرقي مقارنة بغيرها من الراقصات في جيلها مثل سامية جمال التي سعت لخلق مزيج بين الإيقاع الشرقي القديم والإيقاع الغربي الحديث.

وظلت تحية كاريوكا متربعة على عرش الرقص الشرقي بلا منازع لسنوات طويلة اقتربت من 20 عاما، قدمت خلالها عشرات الأفلام الاستعراضية التي كان اسمها وحده على الأفيش كفيلا بأن يكتب لها النجاح ويجلب الجمهور إلى شباك التذاكر مثل منديل الحلو ولعبة الست وحماتي قنبلة ذرية وغيرها من الأفلام الناجحة حتى اضطرت لاعتزال الرقص مع تقدمها في العمر والزيادة الملحوظة في وزنها، واكتفت بالتمثيل في عشرات الأفلام السينمائية التي ظهرت فيها كممثلة فقط مثل أم العروسة وخلي بالك من زوزو ووداعا بونابرت والصبر في الملاحات وإسكندرية كمان وكمان، الذي قامت فيه بأداء دورها الحقيقي في حركة اعتصام أعضاء اتحاد النقابات الفنية.

كما قدمت مع زوجها السابق فايز حلاوة، عددًا من المسرحيات الشهيرة منها روبابكيا ويحيا الوفد وصاحب العمارة.

وتزوجت تحية كاريوكا خلال مسيرة حياتها 17 مرة أبرزها من الطيار حسين عاطف والممثل رشدي أباظة والمطرب محرم فؤاد والمخرج المسرحي فايز حلاوة، وفي عام 1973 انحسرت عنها الأضواء بعد زيادة وزنها، وأفول نجمها، لتجد نفسها بلا مال بعد أن كانت تتقاضى أعلى أجر بين راقصات مصر وأيضا الممثلات، واضطرت أن تسكن شقة فوق السطوح في حارة متواضعة، وكانت تعاني من الماء الأبيض في العين، فتكفل بعلاجها الأمير السعودي الراحل فيصل بن فهد، ولاحقا حصلت على شقة كهدية من شيخة كويتية من الأسرة الحاكمة وظلت تقيم فيها حتى وفاتها.


وعلى الرغم من مرور 21 عاما على وفاة تحية كاريوكا، إلا أن نجمها عاد للسطوع بقوة خلال السنوات الأخيرة، بعد أن سيطرت الراقصات الأجنبيات على ساحة الرقص الشرقي في مصر بداية من الراقصة الأرمينية صافينار، التي أصبح أجرها يتخطى الـ60 ألف جنيه في الليلة، ولحقت بها الراقصة الروسية جوهرة التي أصبحت المنافسة الأولى لها على عرش الرقص الشرقي، والأكثر طلبا في الحفلات الفنية والأفراح وأيضا الأفلام السينمائية، في حين توارت الراقصات المصريات في الظل وأشهرهن دينا وانخفض الطلب عليهن مقارنة بالراقصات الأجنبيات اللائي تحول الرقص الشرقي على أيديهن وأجسادهن إلى ما يشبه رقصات التعري "الاستربتيز" التي تقدم في النوادي الليلية في أوروبا، وكلما تخففت الراقصة من ملابسها وكانت سخية في عرض مفاتنها كلما ارتفع الطلب عليها وارتفع معه أجرها وبدأ الجميع يتندر على حال الرقص الشرقي الذي تحول إلى غربي بشدة.

وكانت آخر العنقود في قائمة الراقصات الأجنبيات اللاتي اقتحمن الساحة مؤخرًا الراقصة البرازيلية لورديانا، التي لم يكن يعرفها أحد حتى قدمت وصلة رقص داخل أحد مراكز التجميل على أنغام أغنية المهرجانات "أخواتي"، وانتشر هذا الفيديو كالنار في الهشيم وأصبحت بين يوم وليلة أشهر تريند على كل مواقع التواصل الاجتماعي، وانهالت عليها العروض من مطربي المهرجانات لمشاركتها في كليبات غنائية مثل حمو بيكا وعمر كمال، اللذين استعانا بها في كليب أغنية "أنتي معلمة"، التي حققت نسبة مشاهدة عالية للغاية، وتلاها مشاركتها في أغنية "قشطة بالزبادي" مع المطرب الشعبي محمود الليثي.

وأصبحت لورديانا مطلوبة أيضا في عدد من الأفلام السينمائية الجديدة التي وقعت عقودها بالفعل، وبدا الأمر وكأن لورديانا تثأر للراقصات البرازيليات بعد 80 سنة، من تفوق راقصة مصر الأولى تحية كاريوكا عليهن في أربعينيات القرن العشرين، وهزيمتها لهن بالضربة القاضية الفنية.

اقرأ أيضا: حوار | تصالح الأزواج والحموات.. صفية المهندس مذيعة بدرجة «مأذونة»