الانتخابات الأمريكية | الضوء دومًا على الفائز.. لكن كيف تبدو الخسارة؟

 المرشح الجمهورى دونالد ترامب والديمقراطى جو بايدن
المرشح الجمهورى دونالد ترامب والديمقراطى جو بايدن

نوال سيد عبد الله
 
لا يعرف الجمهور الأمريكى من سيفوز فى الانتخابات الرئاسية التى تجرى اليوم بين المرشح الجمهورى دونالد ترامب والديمقراطى جو بايدن.

وفى حين يسلط الإعلام دوما الضوء على الفائز حيث ينقل أجواء الفرح الجامح والتزكية والتصفيق والضحك والأحضان للاحتفال بأكبر جائزة فى السياسة، لا نعرف ماذا يحدث فعلا للخاسر وما أجواء الهزيمة؟
فى كتابه، "فن الكبح السياسى"، روى الكاتب كريس لامب قصة توماس ديوى، المرشح الجمهورى للرئاسة عام 1948، الذى كان مرشحاً بشدة للفوز فى الانتخابات - لكنه خسر أمام هارى ترومان، الذى شغل المنصب حينها.
وبحسب لامب، فإن خسارة الرئاسة خيبة أمل وهزيمة ساحقة.. تذهب الساعات التى لا تحصى من إلقاء الخطب وتنظيم الحملات وجمع التبرعات سدى.. يشعر المرشح أنه خيب آمال الملايين من الناس الذين آمنوا به، والذين ساهموا فى الحملة، وصوتوا لصالحه.
 
الألم المرتبط بخسارة الانتخابات الرئاسية يدوم طويلاً ولا ينسى بسهولة. بعد عشر سنوات من خسارة جورج ماكجفرن فى الانتخابات الرئاسية عام 1972 بأغلبية ساحقة لصالح ريتشارد نيكسون، سئل عن المدة التى استغرقها للتعافى. قال ماكجفرن: "سأعلمك عندما أصل إلى هناك".
 
بعد خسارته الانتخابات الرئاسية لعام 2008، قال جون ماكين إنه نام كالطفل ونصح الذين يخسرون الانتخابات قائلاً: "نم ساعتين، استيقظ وابكى".
 
فى عام 2016، استيقظت المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون فى يوم الانتخابات واعتقدت أنها ستصبح أول امرأة تتولى منصب الرئاسة. بحلول الوقت الذى انتهى فيه اليوم، تلاشت تلك الآمال، ولاسيما عزمها ان تتصل بخصمها ترامب بحجة مساعدته فى كتابة خطاب تنازل واعتذار لناخبيه.
 
وقالت كلينتون لمؤيديها: "هذه ليست النتيجة التى أردناها أو أننا عملنا بجد من أجلها"، مضيفة: "أعلم مدى خيبة أملكم لأننى أشعر بها أيضًا.. هذا مؤلم، وسيبقى الألم لفترة طويلة".
 
لاتزال الانتخابات الرئاسية لعام 1960 بين الديموقراطى جون ف. كينيدى وريتشارد نيكسون، نائب الرئيس الجمهوري، واحدة من أقرب الانتخابات فى التاريخ. قال نيكسون إن الرئيس دوايت أيزنهاور نصحه بالطعن فى النتائج بسبب الغش من قبل الديمقراطيين لكنه رفض، على حد قوله، لأن ذلك سيؤدى إلى "أزمة دستورية" و"تمزق البلاد". وأضاف أن هذا سيؤدى إلى وصفه بـ "الخاسر المؤلم" ويعرض للخطر أى فرصة لترشحه للرئاسة مرة أخرى.
 
وأصبح الرئيس جيمى كارتر، الذى هزمه رونالد ريجان عندما سعى لإعادة انتخابه فى عام 1980، ناشطًا دوليًا فى مجال حقوق الإنسان وفاز بجائزة نوبل للسلام فى عام 2002. أصبح جون كيرى، الذى خسر أمام جورج دبليو بوش عام 2004، وزيراً للخارجية فى إدارة باراك أوباما. وبقى جون ماكين، الذى خسر أمام أوباما عام 2008، فى مجلس الشيوخ الأمريكى. وميت رومنى، الذى خسر أمام أوباما عام 2012، أصبح عضوا حاليا فى مجلس الشيوخ الأمريكى.
شكك الرئيس دونالد ترامب مرارًا وتكرارًا فى ما إذا كان سيقبل نتائج الانتخابات ويسلم السلطة بسلام إذا خسر أمام بايدن. قد يؤدى هذا إلى الأزمة الدستورية التى أشار إليها نيكسون.
فى أوائل عام 2020، عندما كانت الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين لاتزال جارية، أعرب ترامب مرة أخرى عن عدم رغبته فى إخلاء البيت الأبيض - وهو ما قوبل برد من بيت بوتجيج، الذى خسر فى النهاية ترشيح الحزب الديمقراطى لصالح بايدن. قال بوتجيج إن لديه فكرة للتعامل مع ترامب، مازحًا "إذا لم يغادر ترامب البيت الأبيض، أعتقد أنه إذا على استعداد للقيام بالأعمال المنزلية، فيمكنه البقاء فيه وعمل شيء ما".