شباب المشروعات الصغيرة.. لا يعرف المستحيل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 - 2.9 مليار جنيه ضخها الجهاز لتمويل 102 ألف مشروع

- ونسبة المتعثرين لاتزيد على 1%

- عادل: أتعامل معه منذ 14 عاماً.. وأزمة فوق المليون مستمرة 

- أمانى: التسويق أهم العقبات.. والجهاز قدم لى دورات

وجد البعض من المشروعات الصغيرة ملاذاً من شبح البطالة، والبعض سعى لها لابتعاده عن الوظيفة والروتين اليومى.. وآخرون وجدوها مصدراً للتعبير عن مهارات، إبداعات وأحلام يسعى لتحقيقها بمشروع يحمل اسمه وعمله. هكذا بدأ عادل ناجى بكالوريوس تجارة تحقيق حلمه ومشروعه، منذ 14 عاماً بـ 50 ألف جنيه بتمويل كامل من جهاز تمويل المشروعات الصغيرة، ونجح فى تسديدها خلال عامين، واليوم تضاعف رأس المال أضعافاً مضاعفة ليكون مثالاً لنجاح خطته ولتحقيق حلمه.


«أنا شخص لا أحب التقيد والعمل الروتينى فلم أبحث منذ البداية عن وظيفة» هكذا بدأ كلامه، متابعاً «بدأت فى المشروع عام 2006، مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة، وما شجعنى فائدته البسيطة مقارنة بفائدة البنوك».


«البداية كانت مصنعاً لتصنيع كشافات الطوارئ»، لوجود أزمة فى الكهرباء فى هذا التوقيت، لذا فكر فيها كمشروع، واليوم أضاف أكثر من 20 صنفاً من المنتجات، منها (الكاتل) غلاية المياه الكهربائية بأنواعه، وشاشات ومفرمة وغيرها، قائلا «واليوم فتحنا سوق تصدير للخارج».


وأشار عادل، أنه حتى اليوم يتعامل مع جهاز تمويل المشروعات، مؤكداً أن التعامل مع الجهاز مريح جداً، ولكن من المشكلات التى يواجهها أن الجهاز لا يقدم تمويلاً للمشروعات التى يزيد رأس مالها عن المليون، قائلاً «المشروع صاحب رأس المال الأعلى لديه عماله أكثر ويحتاج لمزيد من الدعم، لمزيد من التوسع وإتاحة مزيد من فرص العمل، لذا لابد من تغيير هذا البند».


وتابع «بالنسبة للسداد عمرى ما تخلفت عن سداد قسط واحد مع الجهاز طوال 14 عاماً، فنحن نأخذ الفلوس لكى نعمل وننجح، وهذه نصيحة لأى شخص يريد أن يعمل مشروع، أن يجتهد ويلتزم فهذا هو طريق النجاح».


الجمارك


ومن المشاكل التى تواجهه معظم أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة المعتمدة على الاستيراد يعانون من «الجمارك»، ففى حين أن مكونات الإستخدام التى يستخدمها فى منتجاته يدفع عليها 10% جمارك، هناك منتجات خارجية تدخل بصفر جمرك، معلقًا على أن هذا يعنى رفع سعر تكلفة المنتج، مطالباً أن تخفض تكاليف الجمارك للمشروعات الصغيرة ، لتقديم منتج بأقل أسعار ممكنة.


 وإستكمل قائلاً، «من مشاكلنا حين نضطر للقرض من البنوك وضع فوائد عالية، بالإضافة إلى أن نظام السداد غير مريح»، قائلاً إن طبيعة الشخص هى التى تحكم وتحدد ما إذا كان يمكنه أن يؤسس مشروع أم لا، وأن يكون لديه القدرة على وزن الأمور كلها فى نفس التوقيت، لأنه سيكون مطالب بإتخاذ قرارت سريعة وتحت مسؤوليته.


قروض الجهاز


جهاز تنميمة المشروعات وفقاً لإدارة الإعلام به خلال الفترة من يناير وحتى سبتمبر 2020 قام بضخ حوالي 2.987 مليار، موزعة مابين قروض لتمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية بإجمالي تمويل حوالي 2.890 مليار جنيه، مولت حوالي 102.8 ألف مشروع صغير ومتناهي، ووفرت حوالي 159.3 ألف فرصة عمل، بالإضافة إلى منح بإجمالي تمويل 97.1 مليون جنية لمشروعات البنية الأساسية والتنمية المجتمعية والتدريب، وفرت حوالي 255.8 ألف يومية عمل.


دورات تدريبية


وعمل الجهاز لايقتصر على التمويل وتقديم قروض ميسرة لتمويل المشروعات الجديدة والقائمة، وإنما يقدم دورات تدريبية متخصصة ومساعدات فنية وإدارية، بالإضافة إلى إصدار التراخيص، والعمل على التسويق لإنتاج المشروعات من خلال المشاركة فى المعارض الداخلية والخارجية.


إبدأ مشروعك


أمانى حماد بدأت مشروعها من تصنيع المنتجات الجلدية في مارس2018، برأس مال 2000 جنيه، بعد أن حاولت تعلم نفسها من خلال اليوتيوب والفيديوهات الأجنبيه خلال 4 شهور، وانتجت أول شنطة، قائلة «لم أكن وقتها أعرف أحد فى المجال».


ولم تكن تعرف أمانى وقتها أن هناك مايسمى «جهاز تنمية المشروعات»، وعلمت به صدفة من خلال أحد الأصدقاء، ولم يكن تعاملها مع جهاز التمويل، وإنما دورات تدريبية وكورسات فى مجالها، وكورسات إدارة أعمال وبرنامج( إبدأ مشروعك)، وقامت من خلالهم من (الشباك الواحد) بعمل السجل التجاري والبطاقة الضريبية.


التسويق


وأوضحت أمانى أن المشكلة الأكبر التى واجهتها منذ بداية عملها فى مشروعها والتى تواجه أى مشروع هى «التسويق» وكيفية إبراز المنتج في السوق المصري وبعد التطوير العالمي، لافتة إلى أن الجهاز حقق هذا بعمل المعارض الدورية.


ولفتت إلى أنه الآن أصبح لديها شركة للمصنوعات الجلدية اليدوية، بالإضافة إلى قيامها بتدريب ربات البيوت على الحرفة، وإتاحة الفرصة لهم لأخذ المشغولات لمنازلهم لتقفيلها وإعادتها مرة أخرى من أجل التسويق، وهذا أدى إلى توفير فرص عمل ومصدر دخل للبيوت البسيطة.


شروط الجهاز


ومن أهم الشروط الواجب توافرها فى طالب التمويل الأهلية القانونية وإجادة القراءة والكتابة، والتفرغ للمشروع وإدارته، والتواجد بنفس المحافظة محل النشاط أو محافظة مجاورة، وتابعت أن الفئات التى يستهدفها الجهاز هم رواد ورائدات الأعمال، وشباب الخريجين، وأصحاب الأفكار المبتكرة، والمرأة المعيلة، وذو الإحتياجات الخاصة، وأصحاب الحرف والمهارات اليدوية.


وعن نسبة المتعثرين فى السداد كشف الجهاز أنها لاتزيد عن 1%، وحتى فى هذه الحالة إذا كان الأمر خارج إرادة المستثمر صاحب المشروع، فيكون هناك مرونة فى التعامل وإعادة جدولة وتأجيل أقساط، ويكون هذا بناءاً على الإجراءات المتاحة، وفى أزمة كورونا تم إتخاذ حزمة إجراءات للتسهيل على المستثمرين، من تأجيل سداد أقساط وعمل قروض استثنائية لمصاريف التشغيل.ًِ
 

اقرأ أيضا

التنمية المحلية: تقديم قروض لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة