حرص وخونّ.. العواجيز.. ضحايا "صنايعية" البيوت!

المتهم
المتهم

كتب: ضياء جميل - أسماء سالم

 

- بيد سباك ونجار ومكوجي.. ثلاث جرائم قتل للمسنين وسرقة أموالهم

- فني تكييف وراء سرقة منازل حدائق القبة

- ليس تخويفًا ولكن فلنأخذ الحيطة والحذر..!

 

اتذكر في الماضي، اقصى ما كان يفعله أي صنايعي يدخل البيت؛ أن يشارك أهله الحديث وكأنه أحد أفراد العائلة، ولو تمادى قليلًا بفعل الشيطان؛ يسرق شيئا تافها قبل أن يغادر المنزل، لكن في هذه الأيام نجد بعض أصحاب الحرف أو كما نطلق عليهم "صنايعية"، يتجرأون إلى حد القتل.

 

خاصة لو كان المجني عليه رجلًا أو امرأة عجوز يعيش بمفرده، فالقاعدة تقول بعدما تكررت جرائم الصنايعية داخل البيوت؛ أن الحرص واجب، لأن أصحاب النفوس الضعيفة، يبحثون دائماً عن أسهل طريق للوصول إلى مبتغاهم بالسرقة سواء بالإكراه، أوعبر دخول البيوت من أبوابها باسم أنهم عمال وحرفيين يستقدمهم المجني عليه لبيتك ويكون وحده معهم، خاصة لو كان هذا الشخص، سيدة عجوز أوحتى رجلا مسناً، وللأسف في الآونة الأخيرة تكررت جرائم الحرفيين مثل السباكين والنجارين والمكوجية وعمال الديليفري، ولم تكن السرقة وحدها هي الجريمة رغم أنها هي الدافع الأساسي وأم الجرائم، بل استتبعها القتل في كل مرة، والضحايا مسنون استأمنوا وأكرموا في بيوتهم من لا يستحقون الإكرام!

 

قبل أيام قليلة تلقى المقدم محمود أبو الحسن رئيس مباحث حدائق القبة بلاغا بأن هناك فني تكييفات يقوم بسرقة المساكن بعد مغافلة أصحابها وأنه وراء ارتكاب العديد من الوقائع.

 

معلومات خطيرة، معها طلب رئيس المباحث من معاونيه تكثيف التحريات حول المتهم.. بدأ رجال المباحث تجنيد المصادر السرية في الشارع للمد بأي معلومة تساعد في القبض على المتهم.

 

وأثناء جمع التحريات توصل رجال المباحث إلى أن وراء ارتكاب الوقائع "ا.م" له معلومات جنائية بعد قيامه بمزاولة نشاط إجرامى تخصص فى مجال إرتكاب وقائع سرقات المساكن بدائرة قسم شرطة حدائق القبة بـأسلوب المغافلة عقب إيهام قاطنيها بعمله كفنى تكييف.

 

على الفور أخطر رئيس المباحث اللواء أشرف الجندي مدير أمن القاهرة الذي أمر بسرعة تشكيل فريق بحث برئاسة اللواء نبيل سليم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة وضم اللواء محمد عبد الله نائب المدير العام لسرعة القبض على المتهم.

 

وعقب تقنين الإجراءات وبعمل العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة تمكنت قوة أمنية من ضبط المتهم وبمواجهته أمام العميد محمد راسخ مفتش المباحث اعترف بارتكاب 3 وقائع سرقة بذات الأسلوب وتم بإرشاده ضبط كافة المسروقات بمسكنه.

 

تم تحرير محضر وأحاله النقيب حسام فؤاد رئيس العمليات إلى النيابة العامة التي أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.

- نجار المرج

رجل مسن في العقد السادس من العمر، يعيش بمفرده في منزله بالمرج بعد أن توفيت زوجته، وتزوجت ابنته، معتمداً علي محبة الجيران، ورعاية نجلته وأقاربه، لذلك لم يشعر بالوحدة مطلقاً، كانت ابنته تأتي إليه يومياً، لتقضي احتياجاته، وفي يوم اقترحت عليه أن تأتي بـ "فوزي" النجار المعروف بالمنطقة ليصلح أبواب وشبابيك الغرف بالشقة، فوافق. اتصلت بالنجار، وجاء إليهم، وقال لهم: أنه لن ينتهي من هذا العمل في يوم واحد، وأثناء عمله، شاهد ابنة المسن تعطي والدها مالاً.


 وفي الليل ذهب النجار الي المقهى التي اعتاد الجلوس بها، وجاء إليه صديقه طارق، وروى له عما شاهده، فاقترح طارق سرقة المسن، فأعجب فوزي بالفكرة، وبدأ الاثنان يخططان للجريمة. وفي اليوم التالي، اتصل فوزي بالرجل المسن، وأخبره أنه سيأتي إليه في الليل لان لديه عمل كثير في مكان آخر، لذلك طلب المسن من نجلته ان تحضّر طعامًا للنجار قبل أن تنصرف، وبالفعل جهزت ماطلبه والدها ووضعته في الثلاجة، ليتعشى به النجار خاصة وأنه طوال اليوم في عمل متواصل كما أخبرها والدها مشفقا عليه.

 

وفي الليل أثناء حديث المسن علي الهاتف مع نجلته، دق جرس الباب، فقال لها والدها أن النجار وصل، وأغلق الخط، وبالفعل كان فوزي النجار ومعه صديقه طارق أمام البيت، فذهب المسن الي المطبخ لتحضير الطعام لهما، ولكن وجد فوزي دخل اليه، ومعه سكين ويقول له: فين الفلوس الكتيرة اللي عندك؟!، حاول المسن الصراخ، بطلب النجده، فكتم فوزي فمه بكفه، ليكتم أنفاسه، ثم طعنه في بطنه بالسكين، أما طارق فكان يبحث عن المال، وبالفعل وجد ألف جنيه وموبايل، أخذا الأموال وفرا هاربين، وفي اليوم التالي للجريمة جاءت ابنة المسن كالمعتاد في الصباح لوالدها، فوجدت باب الشقة مفتوحاً، دخلت وكانت المفاجأة الصاعقة.

 

رأت والدها ملقيًا علي الأرض غارقا في الدماء، صرخت واجتمع الجيران واتصلوا بالشرطة والإسعاف، وبدأت المباحث والنيابة التحقيق في الجريمة، فقالت ابنة الضحية؛ إن آخر شخص جاء الي والدها كان فوزي النجار، فاستدعته النيابة لكنه أنكر مجيئه الي المسن في هذا اليوم، ولكن المحقق حاصر النجار بالأدلة، خاصة حين شهد أحد الجيران أنه بالفعل رآه يدخل شقة جاره في ذلك المساء، وبتفتيش الشرطة لمنزل المتهم عثروا على هاتف محمول خاص بالمجني عليه، فانهار النجار معترفًا بتفاصيل الجريمة كاملة، وأحالت النيابة المتهمين فوزي وصديقه طارق إلى محكمة جنايات القاهرة التي أصدرت حكمها بالسجن المشدد15 عاماً للمتهمين.

 

- سباك كفر الشيخ

وفي السياق ذاته شهدت محافظة كفر الشيخ جريمة مروعة، الجاني النذل قتل "منى" قبل أن تضع حملها بساعات وسرق مصوغاتها الذهبية!

 

منى سيدة في منتصف العقد الثاني، تعيش مع أمها في كفر الشيخ، بعد سفر زوجها إلى الخارج، يتواصلان بالرسائل، والاطمئنان عليها يومياً عبر الهاتف منتظرًا أحلى خبر  في حياتهما حين تضع "منى" مولودهما الأول ، كما انه كالمعتاد كان يرسل لها ماتحتاجه من أموال.

 

في العمارة التي تعيش بها مني، سكن جار جديد اسمه شعبان السباك، والذي تعرف علي مني وأمها، وعرض عليهما المساعدة من حين إلى آخر، وفي يوم طالبت والدة مني المساعدة من جارها الجديد، بتصليح بعض الأشياء في المنزل، وفي ذلك الحين، شاهد شعبان المصوغات الذهبية التي تزين صدرها وعنقها ويديها، اختطف بريق الذهب أنظاره، ومن هنا تحول من جار يريد مساعدة جيرانه إلى التخطيط لسرقة الذهب.

 

وفي ذات اليوم بدأت مني تشعر بآلام الولادة، فخرجت والدتها مسرعة من المنزل تبحث عن طبيب، وبسبب سرعتها، تركت باب الشقة مفتوحًا، انتهز شعبان السباك الفرصة ودخل المنزل، ولكن "منى" شاهدته فخاف أن تصرخ فيأتي على صوتها الجيران، ضربها على رأسها، فسطت أرضاً قتيلة، واستولى على ما وجده من حلي ومصوغات وفر هارباً، عادت الام بالدكتور ولكن الصدمة كانت في انتظارها ، وجدت ابنتها ميتة، فحصها الطبيب، وحاول إنقاذها دون جدوى، وأكد لأم الضحية أن الولادة ليست هي السبب في موت "منى" بل تعرضت لضرب، واتصل بالشرطة، والتي بدأت التحريات، تبين أن شعبان مسجل خطر، وبعد البحث عن المتهم، تم القبض عليه واعترف بالجريمه كاملة، وأحالته النيابة للمحاكمة.

 

مكوجي السيدة

وفى السيدة زينب، استيقظ الأهالى على جريمة بشعة، مقتل سيدة مسنة حرقاً تعيش بمفردها بعد وفاة زوجها، حيث أبلغ الاهالي قسم شرطة السيدة زينب بنشوب حريق في إحدى الشقق بالعقار، وعثروا على جثة مالكة الشقة فى العقد السابع من العمر، مكبلة اليدين ومربوطة من العنق بمرحاض دورة المياه باستخدام  قطعة قماش، وبها إصابات عبارة عن تفحم بالجزء السفلى وآثار خنق بالعنق، وتبين وجود بعثرة بمحتويات الشقة.


 وبدأت تحريات المباحث حول كل المترددين علي المسنة الضحية، وتبين اختفاء إبراهيم المكوجي، وكان هذا بداية الخيط الذي قادهم للجاني، وبدأ البحث عن ابراهيم والذي تم القبض عليه في محافظة المنيا، وبمواجهته اعترف بالجريمة، قائلا: أنه نظراً لمروره بضائقة مالية، وعدم تمكنه من سداد 15 ألف جنيه قيمة القرض الذي اقترضه من بنك التنمية الزراعية، ومطالبة البنك له بسداد المبالغ المالية المتأخرة عليه.

 

 وأضاف أنه أثناء تردده على مسكن المجنى عليها من خلال عمله مكوجي، كان يأخذ منها ملابس لكيها، علم من حديثها معه باحتفاظها بمبالغ مالية بمسكنها فخطط لسرقتها، وفي يوم الجريمة توجه لمسكن المجنى عليها لتسليمها بعض الملابس، طلب منها إحضار كوب مياه، وأثناء دخولها للمطبخ، تعدى عليها وخنقها فى محاولة للتخلص منها، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، فقام بإحضار "إيشارب"، وخنقها مرة أخرى، حتى تأكد من مقتلها وكبل يديها وربط عنقها بمرحاض دورة المياه وإحضار بعض الملابس الخاصة بها ووضعها على الجثة وإضرام النيران بها، وعقب ذلك استولى على 20 ألف جنيه من داخل دولاب غرفة نومها وفر هاربا.

 

وحول السؤال المكرر: لما تزايدت جرائم العمال في الفتره الاخيرة؟، تجيب د. فادية أبو شهبة أستاذ القانون الجنائي بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية إن ذلك يحدث بسبب عدم وجود عمال فنية، مسجله بيانتهم سواء في نقابة او حتي مكتب عمالة، فمن الممكن يكون ذلك العامل العشوائي مسجل خطر، وأحياناً يكون ضمن تشكيل عصابي يستهدف المنازل ويتسلل إليها في صورة الفني، لذلك يجب تقنين هؤلاء للحد من معدل السرقة والجرائم.