خبراء: لا تقلق من مشاهدة طفلك لأفلام الرعب!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عندما يتعلق الأمر بتحديد ما يجب وما لا يجب السماح لطفلك بمشاهدته، فستميل تلقائيا إلى حجب نوعية معينة من الأفلام وعلى رأسها "الرعب"، لكن هل حقا تضر تلك النوعية طفلك؟ وإلى أي مدى من الممكن أن تؤثر عليهم.. هذا ما ستتناوله "بوابة أخبار اليوم" في السطور القادمة.

 

في البداية دعونا نتعرف هل من الممكن أن تخيف تلك الأفلام الأطفال مدى الحياة؟

قال الدكتور مايكل ريتش، طبيب الأطفال، أستاذ بجامعة هارفارد، ومدير مركز الإعلام وصحة الطفل، في إحدى تصريحاته، : "أنت تعرف طفلك أفضل من أي شخص آخر، فإذا كانوا يميلون إلى الخوف من الأشياء بسهولة ، فربما لا تكون فكرة جيدة أن يشاهدوا أفلام الرعب حتى يكبروا قليلاً، لكن في نفس الوقت بعض الأطفال ليس لديهم مشكلة في ذلك".


وأضاف أنه مؤخرا سألت إحدى الدراسات المشهورة طلاب الجامعات عن أفلام الرعب التي شاهدوها وهم أطفال ، وأظهرت النتائج أنها تسببت في آثار سلبية مثل القلق لدى معظمهم ، لكن نصف الطلاب قالوا إن هذه النتائج اختفت في غضون أسبوع، بينما قال 26 % فقط إنهم ما زالوا يشعرون بالآثار السلبية لتلك المشاهدة على المدى الطويل.


لذا ، فإن المفتاح هنا هو التأكد من الفئة التي يقع فيها طفلك ، وهذا له علاقة بالمزاج أكثر من العمر.

 

- اندفاع الأدرينالين

"لا بأس في الإعجاب بالأفلام المخيفة،  لا يوجد شيء خطأ بطبيعته مع الأطفال الذين يستمتعون حقًا بالخوف"... هكذا قال دكتوؤ ريتش مؤكدا  أن البعض منا لديه رغبة أولية في اندفاع الأدرينالين الذي يمكن أن نحصل عليه من الرعب والتشويق.


وقال: "إن مشاهدة شيء مخيف من خلال الشاشة يمنح المشاهد أيضًا شعورًا بالسيطرة على الخطر ، حتى في سن أصغر، فقد لاحظت أن بعض الأطفال سيشاهدون عن قصد شيئًا يخيفهم مرارًا وتكرارًا ليجعلوا ما يرونه أكثر أمانًا ويمكن التحكم فيه".

 

علاقة الرعب بالعنف
أما رون ستولبيرج، دكتور في علم النفس السريري وأستاذ في كلية كاليفورنيا للمحترفين فقال: "ما تعلمناه هو أنه بالنسبة للأطفال الذين يميلون إلى العنف أو العدوان، فإنهم يشاهدونهم أو يستمعون أو يتحدثون عن العدوان والعنف، لكن بالنسبة للغالبية العظمى من الأطفال الأصحاء، عندما يلعبون ألعاب الفيديو العنيفة أو يشاهدون العنف على التلفزيون أو في فيلم أو يشاهدون هذا العدوان ، فإن ذلك لا يثيرهم" ، لذا لانستطيع الربط بين العنف والرعب".


وأشار إلى أن أفلام الرعب  لا تدربهم بطبيعتها على أن يصبحوا عدوانيين أو عنيفين أو على استخدام الغضب كأداة، قائلا : "لقد صادفت أطفالًا ربما لا تتجاوز أعمارهم 5 أو 6 سنوات يحبون تلك النوعية من الأفلام ، وليس لديهم أي تداعيات سلبية، كما تحدثت بالفعل مع أطفال في سن 12 عامًا لا يمكنهم البقاء في حفلة لمجرد انهم شاهدوا فيلما يبدو مرعبا.


وأضاف ستولبيرج: "قد يتذكر الطفل في الواقع المرة الأولى التي شاهد فيها فيلمًا مخيفًا مع أصدقائه أو المرة الأولى التي شاهد فيها فيلم رعب، وهي مناسبة خاصة أو ذكرى ممتعة ، لكنها ليست صادمة ".


لذلك، إذا كان طفلك يشاهد أحدث فيلم عنيف أو فيلم أشباح ، فقد يستيقظ مع كوابيس، نعم، وقد يتذكر ما رآه لسنوات، لكنه سيكون بخير.