بعد عامين.. الجنايات تقتص من قتلة طالب الحقوق بالإعدام

طالب الحقوق
طالب الحقوق

كتبت : منى ربيع

 

 

الحقد والغل ملأ قلب يوسف تجاه صديق عمره أحمد، بسبب المال نسى انه في مقتبل العمر ولديه الفرصة لتحقيق ذاته ونفسه، نسى دراسته واحلامه، بعد وفاة والده، اصبح شغله الشاغل فقط هو احمد صديقه الذى ينعم في أموال والده، لدرجة انه قرر الخلاص من صديق عمره وسرقته، استدرجه بمساعدة اثنين اخرين ليكتبوا نهاية احمد بقتله وسرقته، والبكاء عليه امام الجميع حتى لا يشك في امره احد، الا ان رجال المباحث استطاعوا فك لغز الجريمة وتم القبض على يوسف وشركاه وتقديمهم للعدالة والتى أصدرت قرارها بإحالة اوراق الثلاثة لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي بشأن إعدامهم.

 

نشأ احمد ويوسف في احدى القرى بمحافظة الشرقية، اعمارهما المتقاربة  ونشأتهما في نفس الحي جعلت منهما شقيقان وليس صديقان، التحق الاثنان بنفس المدرسة والفصل، كان لا يفترقا الا عند النوم، ظل الاثنان كذلك حتى المرحلة الثانوية ليفترقا دراسيًا،

 

حيث التحق احمد بكلية الحقوق بينما التحق يوسف بكلية التجارة، وفي تلك الفترة حدث ماقلب حياة يوسف رأسًا على عقب حيث توفى والده، فالأب هو العائل الوحيد لتلك الأسرة لتتولى والدته المسئولية من اجل تربيته هو واشقاؤه، ولأول مرة يشعر بالإحتياج للمال بعد ان كانت كل طلباته مجابة، وقف احمد بجانبه الا ان يوسف كان يكره مساعدات صديقه والذى كان يعتبرها بمثابة الشفقة عليه،

 

لكنه مع الوقت اعتاد عليها لدرجة انه كان ينظر اليها كحق مكتسب على صديق العمر الذى يمتلك الكثير لكون والده من أثرياء القرية، مشاعر الحب والأخوة التى جمعت يوسف بأحمد تحولت الى كره وحقد وغل، حتى عرف يوسف ان صديق عمره يريد شراء سيارة،

 

ومن هنا كانت فكرة الخلاص من احمد والحصول منه على ثمن السيارة، لأنه يرى انه أحق بتلك الأموال منه، لكنه لم يكن يعرف كيف يفعل ذلك، ليستعين باثنين من أصدقاءه شجعاه على فكرته خاصة بعدما عرف يوسف من احمد ان والده اعطاه 200 الف جنيه، اختمرت فكرة الخلاص من احمد في رأس الثلاثة، وبدأوا يدبرون لاستدراجه وقتله والحصول منه على تلك الأموال، اتصل يوسف بصديق عمره واخبره بأنه يعرف معرض سيارات بمركز الحسينية واتفق الاثنان على ان يتقابلا في اليوم التالى ذهب احمد في الميعاد المحدد في العاشرة صباحا،

 

استقل معهما سيارة ملاكى اخبروه انها ملك صديق لهم، وفي احد المناطق النائية توقفت السيارة، ليسألهم احمد عن سبب توقفهم وبمجرد ان نزل احمد التف حوله الثلاثة اوسعوه ضربًا، وخنقه يوسف، وكانت المفاجأة ان احمد لم يكن معه سوى هاتفه المحمول ومبلغ 500 جنيه فقط، بعدها حملوا احمد والقوا به بالمصرف والمفاجأة انه كان ما زال على قيد الحياة حيث لفظ انفاسه الاخيرة غرقا، وعاد يوسف الى منزله وكأنه لم يفعل شيء وفي المساء اتصلت والدة احمد به تسأله عن ابنها، ليخبرها انه كان بينهما ميعاد لكن احمد لم يحضر،

 

دب القلق اكثر في قلب اسرة احمد خاصة بعدما اكد احد اهالى القرية انه رأي احمد بصحبة يوسف واثنين اخرين عند موقف السيارات في العاشرة صباحًا، تم تحرير محضر بإختفائه في اليوم التالي، لتظهر جثته وتعرفت عليها اسرته وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث لكشف لغز الجريمة، واتجهت كافة الشكوك ليوسف وباستدعائه انكر رؤيته لاحمد الا انه تم مواجهته بأحد الشهود والذى رآهما سويا يوم الحادث وقتها لم يستطع يوسف الانكار واعترف بجريمته،

 

بأنه استدرجه خارج القرية، بعد الاتفاق والتخطيط مع 2 من معارفه وهما "محمد.أ" طالب بالصف الثالث الثانوى الصناعى، و"أحمد.ع" 18 سنة عامل بمحل حلويات، واعتدوا عليه بشومة، ليتم القبض على شركاء يوسف واحالة الثلاثة الى النيابة والتى قررت حبسهم واحالتهم الى محكمة جنايات الزقازيق برئاسة المستشار سلامة سالم جاب الله وعضوية كل من المستشارين وائل عمر الشحات ومحمود مجدى عبده وسكرتارية نبيل شكرى والتى أصدرت قرارها بإحالة اوراق المتهمين الثلاثة الى فضيلة المفتى وحددت جلسة 20 سبتمبر للنطق بالحكم.