3 «وزات» تكشف جريمة في الخمسينيات

3 «وزات» تكشف جريمة في الخمسينيات
3 «وزات» تكشف جريمة في الخمسينيات

«النيابة تأمر بتشريح 3 «وزات» للكشف عن جريمة.. الطبيب، يشرحها ويقرر أنها ماتت بالخنق، وليس بالسم».. عنوان مُثير طريف نُشر على صفحات جريدة الأخبار في عددها الصادر في 1 نوفمبر 1954.

 

تعذيب الحيوانات كلمة السر في تلك القضية التي مر عليها قرابة الـ 66 عامًا.. من مدينة طوخ كشفت 3 أوزات، وهي المجني عليها في القضية عن جريمة أودت بصاحبتها للحبس، ورفض استئنافها على الحكم.

 

بحسب ما نشرته جريدة الأخبار، أبلغت وداد على الشيمي، من طوخ أن ثلاث أوزات لها تركت منزلها وسارت في الطريق حتى وصلت أمام منزل فضيلة علي عمران، وكان ذلك في اليوم السابق على البلاغ، وفي الساعة الخامسة مساءً كلفت ابنها «محمد» بإحضار الأوز من الشارع فطاردها إلى المنزل حتى نفقت بعد ربع ساعة من وصولها.

 

اقرأ أيضا: طبيبة مشاغبة.. أول نائبة «باطنة» بقصر العيني

 

واتهمت وداد، جارتها فضيلة بقتل الأوزات الثلاث عمدًا بسب ضغائن بينهما ترجع إلى خلاف على «جمعية»، وذكرت أن فضيلة قدمت للأوز طعامًا به مواد سامة مما تسبب في نفوق الأوزات الثلاث، كما زعمت أنها كلفت ابنها محمد بجمع فضلات الطعام المسموم الذي تخلف أمام منزل فضيلة، وسئل محمد عما إذا كان رأى فضلات الطعام أمام بيت فضيلة فأجاب بالنفي مكذبًا والدته.

 

وعرضت الأوزات الثلاث النافقة على مفتش بيطري المركز، فلم يستطع معرفة أسباب الوفاة، فاستأذن وكيل النيابة في تشريح الجثث، فأذن له، وقدم تقريره الذي انتهى فيه إلى القول: «.. مما تقدم نرجح أن يكون سبب النفوق هو إسفكسيا كتم النفس بانسجاد المجاري الهوائية من الخارج.. وقد قمنا بدفن الجثث»، وتقدم المفتش البيطري بطلب لوكيل النيابة لتقدير أتعاب تشريح جثث الأوزات فقدر له مبلغ جنيه ونصف صرفها من خزانة المحكمة.

 

اقرأ أيضا: «طبق بسلة» يدفع محمود المليجي للهرب من المنزل

 

ولما كانت وداد، ترمي من وراء بلاغها إلى أن تلصق بفضيلة الجريمة المنصوص عليها في المادة 357 من قانون العقوبات التي تعاقب «بالحبس مدة لا تزيد عن 6 أشهر وبغرامة لا تتجاوز 10 جنيهات كل من قتل عمدًا بدون مقتض أو سم حيوانًا من الحيوانات المستأنسة أو أضر بها ضررًا كبيرًا»، فقد أقامت الأخيرة جنحة البلاغ الكاذب ضد وداد علي الشيمي بطريق الجنحة المباشرة وقد تداولت القضية أمام محكمة طوخ الجزئية بجلسات عديدة.

 

وتولى أيمن العمروسي، المحامي المرافعة عن فضيلة مؤكدًا قيام جريمة البلاغ الكاذب مع سوء القصد في حق وداد علي الشيمي، وقد أخذت محكمة أول درجة بوجهة نظر الدفاع عن المدعية بالحق المدني «فضيلة» وقضت بحبس وداد شهرًا واحدًا مع إيقاف التنفيذ مع إلزامها بتعويض قدره عشرة جنيهات لفضيلة والمصروفات، واستأنفت وداد، هذا الحكم أمام محكمة بنها، فقضت بجلسة 30 أكتوبر 1954 بتأييد الحكم المستأنف.

اقرأ أيضا: من مطبخ سعاد حسني.. عبد الوهاب «دسم» والأطرش «مسلوق»
 

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي