إحالة «معلم» بالتعليم الفني للمعاش.. تحرش بطالبات لمدة 8 سنوات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أسماء سالم
 

رغم أنه كان يطلق عليه في الماضي "المربي الفاضل" إلا أن هذا المعلم ضرب بالمبادئ عرض الحائط، وتخلى عن أي أخلاق أوفضيلة، وزعزع الأمان في قلوب طالبات صغيرات تعبرن من الطفولة إلى بدايات المراهقة ولا خبرة لهن بشيء.

وبدلا من أن يكون حضن الأمان لهن كمعلم وأب، اختار أن يتحرش ببعضهن لسنوات طويلة، ولم يرتدع؛ حيث إنه اعتاد على إنهاء الأمر وديًا مع بعض الأهالي بالاعتذار الزائف، ولم يبلغ عنه أحد، إلا أن إحداهن تجرأت وحررت محضرًا رسميًا بقسم شرطة شبرا، وتمت إحالته إلى النيابة الإدارية ومنها إلى المحكمة الإدارية العليا التي قررت إحالته إلى المعاش.

اقرأ أيضا|«القادرة» خطفت عشيقها من أمام منزله بسبب 10 آلاف جنيه

معلم خبير متخصص في الزخرفة والإعلان بمدرسة ناصر الثانوية الصناعية بنات التابعة لإدارة شبرا التعليمية، بدأ تحرشه بالطالبات بقوله لهن مباشرة "لازم فلوس المجموعة وعليها بوسة".

ومن هنا استمر في التحرش ليس بمعظم طالبات المدرسة، بل وبطالبات من مدارس أخرى، خلال الدروس الخصوصية، وكان "المعلم الخبير" يصطحب بعض الطالبات في سيارته الخاصة، إلى مقر مسابقة أوائل الطلبة، وبكل تبجح داخل السيارة يلمس أجسادهن، مما كان يثير زعر للفتيات.

 ولم يكتف بذلك بل إنه أثناء حصص المدرسة، تحرش بطالبة، ما جعلها تغادر المدرسة وتجري مسرعة إلى بيتها وهي باكية وارتمت بين أحضان أمها وروت لها ما حدث، فذهبت الأم مسرعة الي قسم الشرطة لتقديم محضر ضد المعلم الخبير.

وشهدت الضحية قائلة: "إنه اعتاد التعرض للطالبات منذ سنوات"، وهو ماجعل جهات التحقيق توسع الدائرة وتسأل معظم الطالبات والمدرسين.

وفي هذا الإطار شهدت مسئولة المكتبة بالمدرسة بقولها: "أنها تعمل بالمدرسة منذ عام 2005 وأن  المتهم دأب على التحرش بطالبات المدرسة منذ ثمان سنوات، وحضر أولياء أمورهن الضحايا لمدير المدرسة فى ذلك الوقت لتقديم الشكاوى الشفهية  ضد المتهم بالتحرش ببناتهن والتحدث معهن فى أمور تخدش الحياء، إلا أن المدير كان يقوم بحل الموضوع وديًا.

كما قالت إحدى المعلمات بالمدرسة، إنها شاهدت بعينيها المتهم يتحسس وجه الطالبات في الطرقات بين الفصول في أثناء مروره أمام غرفة المدرسين، وهو ما شهد به كذلك مدرس آخر.

وبعد تداول المحكمة الإدارية العليا للقضية، أشارت حيثيات المحكمة إلى أن المتهم اعتاد التحرش بطالبات المدرسة عبر سنين، غير خائف من عقاب من لا يغفل ولا ينام وغير عابئ بحرمات الطالبات وغير متذكر لصغيراته.

وأوضحت الحيثيات، أن سيل الطعون التي فصلت فيها المحكمة لكثير من المعلمين الذين تحرشوا بالتلميذات والطالبات بل والأطفال في جميع مراحل التعليم تستنهض همة وزارة التربية والتعليم عن طريق أجهزتها التربوية المختصة، إلى وضع النظم اللائحية الصارمة، وإيجاد العلاج.

وقالت المحكمة في حيثياتها؛ إن المتهم - بناءً على ما ذكرته طالبات ومدرسي المدرسة - اعتاد على التحرش بطالبات المدرسة دون استثناء، وضجت منه العائلات على مدار ثمان سنوات ولم تتخذ الوزارة ضده أية إجراءات طيلة هذه السنوات إلا عام 2016 مما يكشف عن خلل في مواجهة مثل هذه الخروجات والفظائع اللا أخلاقية. 

وبناءً عليه؛ قضت المحكمة الإدارية العليا برئاسة المستشار عادل بريك نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين سيد سلطان والدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى ونبيل عطالله وشعبان عبد العزيز نواب رئيس مجلس الدولة بمجازاة  المدرس (إ.م.خ) معلم خبير تخصص الزخرفة والإعلان بمدرسة ناصر الثانوية الصناعية بنات التابعة لإدارة شبرا التعليمية بعقوبة الإحالة إلى المعاش.