"إن العلم الحق لم يكن أبداً مناقضاً للدين بل إنه دال عليه مؤكدا بمعناه".. من أشهر أقوال المفكر الدكتور الراحل مصطفى محمود، الذي رحل عن عالمنا في 31 أكتوبر 2009 عن عمر يناهز 88 عاما.
وكان دكتور مصطفى محمود مثيرا للجدل، والإعجاب، فقد استطاع أن يقوي عقيدته بعلمه، وكان يرى إن نصف العلم هو الذي يوقع العقل في الشبهة والشك، وبخاصة إن كان ذلك العقل مزهوّاً بنفسه معتدّاً بعقلانيته، وبخاصة إذا دارت المعركة في عصر يتصور فيه العقل أنه كلّ شئ، وإذا حاصرت الإنسان شواهد حضارة ماديّة صارخة تزأر فيها الطائرات وسفن الفضاء والأقمار الصناعيّة .. هاتفةً كلّ لحظة.. أنا المادة.
"مصطفى محمود" ما بين الإلحاد والايمان
ولكي يثبت المفكر الراحل مصطفى محمود، صحة نظريته، خاض العديد من المعارك التي اتهم خلالها بالكفر والإلحاد، رغم ان هدفه الأساسي كان قوة الإيمان وتأكيده بالعلم، وعندما اصدر كتابه "الله والإنسان"، اتهمه البعض بالكفر فأمر من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بتقديمه للمحاكمة، واكتفت المحكمة بمصادرة الكتاب ومن دون إبداء أسباب للحكم، وعقب تولي الرئيس الراحل أنور السادات رئاسة الجمهورية، أعرب عن إعجابه بالكتاب، وتم إعادة طبعه مرة أخرى، بعنوان "حوار مع صديقي المُلحد"، وتجددت الأقوال حوله مرة أخرى واتهامه بالإلحاد.
ميلاد مصطفى محمود ونشأته
ولد مصطفى محمود في 27 ديسمبر 1921 بقرية شبين الكوم في محافظة المنوفية، وكان له شقيق توأم توفي وبقي مصطفى على قيد الحياة.
درس مصطفى محمود الطب وتخرج في الجامعة عام 1953، وبعد تخرجه عمل بالطب والصحابة واصدر مجموعة من الكتب تعدت الـ50 كتاب في مجالات إبداعية مختلفة.
زيجات مصطفى محمود
تزوج المفكر الدكتور مصطفى محمود مرتين، المرة الاولى استمرت مايقرب من 10سنوات وأنجب خلالها طفليه، ولكن انفصلا بسبب غيرة الزوجة الزائدة عن الحد، وفي المرة الثانية تغلق بزوجته كثيرا واستمر الزواج لمدة 4 سنوات.
وكان لمصطفى محمود مجموعة مقربة من الشخصيات العامة سواء كانوا سياسيين او رجال دين وحتى فنانين، من بينهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات حيث كان يقول إنه يتمتع بدهاء عالي وخفة دم وحنكة سياسية، وكانت علاقة صداقة قوية تربطه بإحسان عبد القدوس والشيخ متولي الشعراوي، والموسيقار محمد عبد الوهاب
رحل دكتور مصطفى محمود عن عالمنا في 31 أكتوبر 2009، عن عمر يناهز 88 عاما، بعد صراع مع المرض.
