صور | محافظ جنوب سيناء: متحف شرم الشيخ يتسع لعرض 20 ألف قطعة أثرية

متحف شرم الشيخ يبرز السياحة التاريخية والأثرية
متحف شرم الشيخ يبرز السياحة التاريخية والأثرية

المتحف يعتبر منتج سياحي واضافة جديدة لشرم الشيخ

خبير آثار: متحف شرم الشيخ نافذة السياحة الثقافية والتاريخية لرواد مدينة السلام

متحف شرم الشيخ القومى يعد أحد المشروعات القومية العملاقة التي تم تنفيذها على أرض مدينة السلام العالمية شرم الشيخ، حيث استطاع  أكثر من 700 عامل العمل ليلاً ونهاراً، لاستكمال و إنجاز المشروع فى وقت قياسي استعداداً لاستقبال الرئيس السيسي لافتتاحه.

ويقع المتحف الجديد على بعد مسافة قريبة من مطار شرم الشيخ الدولي، في المنطقة المجاورة لمسجد السلام أحد المعالم الشهيرة بالمدينة، ويجرى تنفيذه على مساحة أكثر من 50 فداناً، بهدف إدخال منتج سياحي جديد إلى مدينة «السلام»، بجوار السياحة الترفيهية، بالإضافة إلى تخفيف العبء عن المتحف المصري الكبير فضلاً عن استغلال الكثير من القطع الأثرية المكدّسة في المخازن.

اقرأ أيضا.. حوار | رئيس جامعة أسوان: تطبيق التعليم الهجين وإنشاء جامعة أهلية على 50 فدانا

من جانبه، أكد اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء أن مساحة المتحف تبلغ نحو حوالي 192 ألف متر مربع، وتضم المرحلة الأولى من المشروع المبنى الإداري و4 قاعات عملاقة الأولى قاعة التهيئة المرئية لعرض الآثار الموجودة والثانية قاعة الحضارات وتشمل كل الحضارات المصرية القديمة والحضارات الأخرى، والثالثة قاعة العرض المتحفي، أما القاعة الرابعة فمخصّصة لكبار الزوار ويوجد ممر كبير يربط بين هذه القاعات ومن المخطط أن يحتوي الممر على تمثال «الربة حتحور»، وقطع أثرية أخرى.

ويتسع المتحف لعرض 20 ألف قطعة أثرية، متنوعة من الآثار الفرعونية والإسلامية والقبطية وقد بدأت أعمال المشروع عام 2003 وتوقفت عام 2011 وتم استئناف الأعمال به مرة أخرى في عام 2018، حيث بلغت تكلفة المشروع 812 مليون جنيه.

ولفت إلى أنه من المخطط أن يحتوي المتحف على مخزن للآثار ومعامل لترميم القطع ألأثرية بالإضافة إلى مسطحات خضراء بمساحة أكثر من 15 ألف متر مربع وسيضم فى قاعته.

ونوه بجاهزية المتحف لاستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لافتتاحه، بما يجعل من مدينة شرم الشيخ مدينة سياحية متكاملة وبعد افتتاح المتحف سيتم فتحه للزيارة طوال أيام الأسبوع لفترتين إحداهما صباحية من الساعة 10 صباحا حتى الساعة 1 ظهرا، والأخرى مسائية من الساعة 5 مساء وحتى 11 مساء، وذلك ليتمكن السائحين من الاستمتاع بشواطئ شرم الشيخ الخلابة وبشمسها الدافئة وممارسة الرياضات المائية الممتعة صباحاً، وزيارة المتحف ليلاً للتعرف على الحضارة المصرية القديمة، وذلك في إطار دمج السياحة الشاطئية بالسياحة الثقافية.

علي الجانب الآخر علمت "بوابة أخبار اليوم" أن فكرة سيناريو العرض المتحفي لمتحف شرم الشيخ ستعكس مظاهر الحياة اليومية عند المصري القديم وكذلك فى العصر الحديث، بحيث تروى القطع الأثرية مدى التقدم الحضاري الذي كان يعيشه المصري القديم، حيث برع فى صناعة الكراسي والمناضد والأسرة المريحة وكان يزين المائدة بالزهور ويأكل ويشرب فى أطباق وكؤوس من الخزف مختلفة الأشكال والألوان وكان يلبس أحدث الأزياء.

كما يشمل سيناريو العرض المتحفي عرضا للحياة البرية وكيف اهتم المصري القديم بالحيوانات والطيور والزواحف والحشرات من حيث تربيتها أو تقديسها أو استئناسها أو علاجها، مؤكدا أنه سيتم لأول مرة عرض ضخم لأشكال الحيوانات والطيور

ويعكس سيناريو العرض المتحفي الأوجه المختلفة للحضارة المصرية عن طريق عرض 5200 قطعة أثرية منتقاة، تم اختيارها بعناية من المخازن المتحفية بقصر المنيل وكوم أوشيم وسقارة ومتاحف السويس والإسماعيلية واليوناني الروماني بالإسكندرية والمتحف المصري بالتحرير، وكذلك مخازن مدينة الأقصر والأشمونين بالمنيا وغيرها.

كما يعرض المتحف بشكل استثنائي 10 قطع أثرية من كنوز الملك توت عنخ آمون، وذلك قبل عرضها بالمتحف المصري الكبير، مما يعد بمثابة عنصر جذب أمام زوار المدينة لمشاهدة جزء من كنوز الملك الشاب لأول مرة.

ومن أهم القطع الأثرية بالمتحف قطعة نادرة من الموزاييك من الإسكندرية ترجع إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وتمثال للإله "ايروس" وهو يصطاد الغزلان والتي تعرض بمدخل المتحف، وتمثال آخر نادر للإله "بس" من الطين غير المكتمل ويوضع في قاعة "الإنسان والحياة البرية“،بالإضافة إلى القطع التي تم اكتشافها حديثاً ببعض المواقع الأثرية لعرضها لأول مرة بما يعمل على إثراء منظومة العرض المتحفي بالمتحف.

من جانبه، أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء ومدير عام المركز العلمي للآثار والفنون الإسلامية بطور سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن مدينة شرم الشيخ تمتلك مقومات السياحة الترفيهية وسياحة الغوص والرياضات البحرية ومجتمع البادية والخيمة البدوية وهي رائدة سياحة المؤتمرات وارتبط اسمها بمؤتمرات السلام العالمية فأطلق عليها مدينة السلام وكانت تفتقر إلى السياحة الثقافية والتاريخية المتمثلة فى الآثار.

وتابع: "بافتتاح متحف شرم الشيخ اكتملت منظومة السياحة بها حيث يمثل شرم الشيخ نافذة الحضارة المصرية على العالم بمدينة السلام".

وأوضح الدكتور ريحان أن سيناريو العرض المتحفى بشرم الشيخ  يتعرض للحضارة المصرية بكل بمفرداتها وعصورها  تحكيها 20 ألف قطعة أثرية متنوعة من الآثار الفرعونية والإسلامية والقبطية تم تجميعها من مخازن المتحف المصرى بالتحرير والمخازن المتحفية بعدة مناطق أثرية.

وطالب الدكتور ريحان بأن يضاف إلى المتحف مقتنيات تمثل لوحات صخرية مكتشفة بمنطقة سرابيط الخادم والتي تجسّد الكتابة "البروتو سيناتك" أقدم أبجدية في التاريخ، وقد اكتشف بمنطقة سرابيط الخادم 378 نقشًا منذ عصر الأسرة الثانية عشرة كشف عنها علماء آثار أجانب ورحّالة منذ عام 1930حيث اكتشف عالم الآثار البريطاني فلندرز بتري، 12 نقشًا عام 1905، ودرس هذه النقوش عالم الآثار وليم أولبرايت واستطاع عام 1917 اكتشاف سر «الأبجدية السينائية» التي تعد أصل الكتابة في العالم أجمع وتخصص لهم قاعة بعنوان مصر أصل أبجديات العالم.

ويشير الدكتور ريحان إلى أنه منذ تأسيس الشركة العالمية للملاحة البحرية لقناة السويس نتيجة حفر قناة السويس قام علماء أجانب ومن أشهرهم الفرنسي جون كليدا بأعمال حفائر بمناطق عديدة بشمال سيناء واستخرجت العديد من الآثار الهامة،كانت نواة متحف الإسماعيلية.

كما طالب الدكتور ريحان بأن تؤخذ من متحف الإسماعيلية الآثار الهامة المرتبطة بتاريخ سيناء ومنها لوحة هامة مستخرجة من شمال سيناء غاية فى الروعة والجمال تتوسط متحف الإسماعيلية من الموزايك طولها 485 سم عرضها 300 سم عثرت عليها البعثة الفرنسية برئاسة جون كليدا بأحد القلاع قرب تل أبو غانم وتحكي اللوحة أسطورة مقسمة لـ3 مناظر: الأول يمثّل سيدة تدعى هيدرا تجلس في قصرها وترسل خطاب غرامي إلى ابن زوجها هيبوليت عن طريق خادمها تروفيس وقد رفض إبن زوجها طلبها فوشت به فأرسله أبيه إلى الغابات ليعاقبه.


وطالب الدكتور ريحان بتخصيص قاعة للمقتنيات الأثرية المستخرجة من سيناء بواسطة بعثات الآثار المصرية والأجنبية منذ استرداد سيناء حيث كشفت بعثات الآثار المصرية والأجنبية منذ استرداد سيناء العديد من المقتنيات الأثرية فى مواقع الآثار المصرية القديمة بطريق حورس بشمال سيناء، وطريق التعدين بجنوب سيناء وكذلك مواقع الآثار المسيحية والإسلامية بطريق الحج المسيحي القديم بسيناء منذ القرن الرابع الميلادي ومسار العائلة المقدسة بشمال سيناء من رفح إلى الفرما ودرب الحج المصر القديم عبر وسط سيناء، وقلاع سيناء الإسلامية والموانئ البحرية فى عصر الأنباط مثل ميناء دهب وفى العصر الإسلامي مثل ميناء طور سيناء وهذه المقتنيات تحتفظ بها المخازن المتحفية بالقنطرة شرق ورشيد والفسطاط ومتحف السويس ويجب أن توضع جميعها بمتحف شرم الشيخ.

ونوه بنماذج من مقتنيات هامة تعد خبيئة أثرية في الفنون الإسلامية ومنها 27 طبقا كاملا من الخزف ذو البريق المعدني الفاطمي بزخارف متنوعة آدمية وحيوانية ورسوم طيور وزخارف نباتية وزخرفة النجمة السداسية على 3 أطباق وهي زخرفة إسلامية مستخرجة من حصن رأس راية بطور سيناء و7 أطباق كاملة من الخزف تشمل طبقين من البريق المعدني و3 من الخزف ذي اللون الواحد وطبق بورسلين صيني وآخر المعروف بطراز الفيوم مكتشفة بدير الوادي بطور سيناء وآنية فخارية كاملة من الفخار الأحمر والفخار الأبيض ومجموعة أواني الشهيرة بأواني الحجاج والذي استخدمها الحجاج المسيحيون أثناء عبورهم لطريق الحج المسيحي الشهير بسيناء اكتشفت في تل المشربة بمدينة دهب

ويشيد الدكتور ريحان بوجود بازارات ومتاجر للحرف الأثرية بالمتحف لكنه يطالب بقاعة خاصة للتراث السيناوي داخل المتحف بكل أشكاله فى المأكل والملبس والإكسسوارات وأدوات الحياة اليومية وشباك وأدوات الصيد المختلفة وكيفية استخراج الفيروز من أرض الفيروز والصناعات الغذائية القائمة على المنتجات السيناوية من التمور والزيتون والصناعات المختلفة القائمة على خامات متواجدة بسيناء وإشراك كل الجمعيات الأهلية السيناوية فى تنظيم معارض تراثية بين وقت لآخر بهذه القاعة لربط الماضي بالحاضر وسرد تاريخ سيناء منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث.

ويشير الدكتور ريحان إلى أن رواد المؤتمرات فى شرم الشيخ المشاركون فى مؤتمراتها المختلفة والسياح من كل الجنسيات القادمون لمدينة السلام عن طريق الطيران العارض أو الشارتر من خلال رحلات خاصة لزيارة  شرم الشيخ فقط كانوا يعودون إلى بلادهم دون مشاهدة آثار مصر محط أنظار العالم وبوجود المتحف سيشجع الطيران العارض إلى شرم الشيخ بحيث يقضى الزائر عدة ليالٍ سياحية بين شرم الشيخ والغردقة يستمتع بكل مقومات السياحة من سياحة الآثار والسياحة الترفيهية وثقافة البادية مع توافر أكبر متحفين للآثار بشرم الشيخ والغردقة

ويتابع: " المتحف سيساهم فى تنشيط السياحة فى كل جنوب سيناء بما تمتلكه من مقومات متعددة فى محافظة واحدة تشمل السياحة الروحية المرتبطة بالحج إلى سانت كاترين ملتقى الأديان والسياحة البيئية المتمثلة فى محميات طبيعية نادرة والسياحة العلاجية المتمثلة فى الكهوف الكبريتية والرمال البيضاء وبالتالي ستكتمل منظومة السياحة الشاملة بشرم الشيخ".

فيما أشار سامح فخري خبير التسويق السياحي إلى أن متحف شرم الشيخ القومي يعد متحفا عالميا بكل المقاييس سواء كان من ناحية الحجم أو العمارة إضافة إلى الآثار التي سيجرى وضعها بداخلها.

وأوضح أن إقامة متحف بمدينة شرم الشيخ رسالة للعالم بأن مصر أرض الحضارات وتزخر بمقتنياتها الأثرية وإظهار قدرة المصري القديم عن التعبير بالحياة التي كان يعيشها بطريقة عبقرية باستخدام الفن سواء كان عن طريق النحت وإقامة التماثيل أو النقوش والزخارف.
وأوضح أن المتحف سيكون كبسولة لتشويق السائحين لزيارة الآثار المصرية ليس التى توجد فى المتحف فقط بل زيارة آثار وادي النيل، لافتا إلى أن الانتهاء من المرحلة الأولى لتطوير المتحف تعد خطوة إيجابية وإنجازا غير متوقع.

من جانبه، أكد الخبير السياحي وجدي سعد أن المتحف سينقل صورة من حضارة مصر المتنوعة إلى داخل المتحف كنوع من تشويق السائحين لمشاهدة الآثار الأصلية في سيناء و أسوان والقاهرة وباقي مدن الصعيد وتساعد إلي مزيد من الجذب السياحي إلى شرم الشيخ.