زعيم داعش.. أبلغ عن 88 إرهابيًا للمخابرات الأمريكية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

دينا جلال

وثائق رُفعت عنها السرية منذ أيام قليلة، لتتزامن مع رحلة بحث جديدة تخوضها السلطات الأمريكية للإيقاع بالزعيم الجديد لتنظيم داعش الإرهابي، حيث رصدت وزارة العدل الأمريكية مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات عنه بعد التأكد من هويته.

وتأتي تلك الخطوة بالتزامن مع صدور تلك الوثائق للكشف عن التاريخ المشبوه لزعيم الدواعش أمام أتباعه بعد تعهده بالسير على خُطى قائده الإرهابي أبو بكر البغدادي بعد مقتله في أكتوبر الماضي.

وأعلنت السلطات الأمريكية تأكدها من هوية زعيم داعش في مارس الماضي، وهو "أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولي" وعمره 44 عاما، واعترف به الإرهابيون على مدار الأشهر الماضية ليبايعونه ويتعاهدون على استكمال منهجهم الدموي الإرهابي في محاولة لجمع شتاتهم من جديد، ووصفوه بأمير الحرب الذي واجه القوات الأمريكية أثناء قتاله في تنظيم القاعدة حيث تولى منصب نائب زعيم القاعدة كما تولى مهام الإشراف على عمليات الخطف والإعدام.

ومن هنا بدأت خطة رصد أمير المولي لدى الأمريكان وإسقاطه لتبدأ بالكشف عن ماضيه في وثائق سرية لتقارير التحقيقات والاستجوابات لمركز مكافحة الإرهاب الذي تم تأسيسه فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر داخل الأكاديمية العسكرية في ولاية نيويورك، وتكشف الوثائق قبول أمير المولى التعاون مع محققي أجهزة الاستخبارات الأمريكية أثناء خضوعه لثلاث جلسات استجواب تلقى فيها تساؤلات حول هوية عدد من العناصر الإرهابية المتورطة في عمليات الخطف والاغتيال.

وصدرت المعلومات السرية لتصف زعيم داعش الحالي بالعميل أو الجاسوس السابق لدى الاستخبارات الأمريكية والذي تعاون معهم في أثناء سجنه في عام 2008 ليرشد عن 88 من زملائه الإرهابيين، وتفانى فى تقديم أسمائهم الحقيقية وأسمائهم الحركية أو المستعارة و أوصافهم.

كما كشف عن تفاصيل عمليات الخطف والاغتيال، وبالفعل قادت تلك المعلومات القوات الأمريكية لتعقب زملائه وأتباعه وإلقاء القبض عليهم وسجنهم، وتنصل السجين أمام المحققين من التهم التي وجهت إليه ليؤكد انه كان على علم بأخطر العمليات الإرهابية دون المشاركة فيها بما في ذلك عمليات الإعدام والخطف في العراق.

كما أنكر تورطه فى وقائع خطف واستهداف قوات التحالف الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 في العراق.

ويشير التقرير إلى أن هناك 4 أشخاص ممن ارشد عنهم ظلوا في السجن حتى أواخر عام 2016  بسبب شهادته لتكشف عن استعداده لتقديم زملائه للوصول إلى أهدافه وتقليل فترة عقوبته.

وصدر إعلان وزارة العدل الأمريكية بالكشف عن صورة شخصية لزعيم داعش الجديد الذي يمتلك أسماء مستعارة عديدة مثل الحاج عبد الله أو أبو عمر التركماني وقرداش الذي ولد فى الموصل وتولى مهام التفجيرات والاغتيالات والاتجار بالبشر فى العراق.

ونشرت وزارة العدل بياناته ضمن ملصق مكافأة بالملايين لمن يدلي بمعلومات حول أخطر المطلوبين للعدالة بالتزامن مع كشف حقيقة اعترافاته للمخابرات الأمريكية فربما تشجع تلك المعلومات عناصر جماعته الإرهابية للإبلاغ عن قائدهم من اجل المال مثلما فعل هو فى السابق لتحقيق أهدافه.

فيما يكشف تقرير مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي الذي نشرت تفاصيله جريدة "ديلي ميل" عن الصعوبات التي تواجه أمير المولى بعد أن لقي أبو بكر البغدادي مصرعه في غارة أمريكية في سوريا في أكتوبر 2019 حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه قتل نفسه بتفجير سترة ناسفة بعد هروبه إلى نفق مسدود في سوريا وتم التأكد من هويته من خلال اختبارات الحمض النووي بعد 15 دقيقة.

وتكمن الصعوبات أمام زعيم الإرهاب الجديد في تهاوى التنظيم وتشتت قواته بالاضافة إلى اختلاف الزعيم الجديد العرقي عن كبار العناصر الإرهابية فى تنظيم داعش حيث ينحدر من مناطق التركمان في العراق.

وبالرغم من توالى خسائر التنظيم الإرهابي فى سوريا والعراق إلا أن المحللين يحذرون من تشكيله تهديدًا عالميا حيث تؤكد الحكومة الأمريكية أن داعش تطور ليتحول إلى شبكة عالمية تلهم الإرهابيين في أماكن متفرقة بالعالم كما أكد رئيس الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف في تقريره بالشهر الماضي إن المسلحين يتحركون بحرية بين سوريا والعراق، فهناك أكثر من 10 آلاف مقاتل داعشي ما زالوا نشطين في البلدين وتضاعفت هجماتهم بشكل كبير هذا العام ولكن يبدو أن القيود المفروضة على الحركة بسبب جائحة فيروس كورونا حدت من الهجمات الإرهابية في العديد من البلدان.