حكايات| يكرهن الاستحمام ويكتفين بوجبة واحدة.. أسرار نساء «هيمبا»

عاريات ويكرهن الاستحمام ويكتفين بوجبة واحدة.. أسرار نساء «هيمبا»
عاريات ويكرهن الاستحمام ويكتفين بوجبة واحدة.. أسرار نساء «هيمبا»

يستيقظن يوميًا من النوم تحت أشعة الشمس الحارقة ليبدأن في رحلة البحث عن طعامهن وحلب الأبقار، بين الأغنام والماعز تعيش مجموعة من السيدات على الأطلال، لا يعرفن الموضة أو الأزياء، تقتصر حياتهن على تربية الأطفال وإعداد الطعام والخضوع لقرارات أزواجهن دون مناقشة.

في عالم «الهيمبا» تكمُن العديد من الأسرار التي لا يعرفها أحد لأنهم يعيشون في عزلة عن العالم الخارجي.. كلمة «هيمبا» تعني المتسول الذي يبحث عن الطعام والشراب ويطالب المساعدة من القبائل الأخرى باستمرار، تستوطن تلك القبيلة في الشمال الغربي لدولة ناميبيا وما زالت تحتفظ بعاداتها وتقاليدها دون خضوع لمواكبة العصر الحديث.

تهتم نساء «الهيمبا» بأجسادهن وشعورهن ويحرصن على تصنيع كريم «المغرة الأحمر» وهو عبارة عن تقطيع حجر «الهيماتيت» إلى قطع صغيرة، وخلطه مع الزبد وتسخينه قليلًا باستخدام الدخان ووضعه على الجلد والشعر.

ترجع هذه العادة إلى شيوخ القبيلة الذين حاولوا من خلالها وضع كريم «المغرة الأحمر» التفرقة بين الرجال والنساء.

وتعيش سيدات «الهيمبا» أغلب الوقت في الهواء الطلق في جو حار ويحرصن على وضع تلك الطبقة الحمراء على بشرتهن لمقاومة أشعة الشمس الحارقة، بالإضافة إلى أن تلك المادة تساهم في الحفاظ على الجلد نظيفًا ورطبًا، وتمنع نمو الشعر على الجسم وتفادي لدغات الحشرات، وفقًا لما جاء في موقع «افريكا جيوجرافيك».

تسريحات شعر سيدات «الهيمبا» مميزة للغاية، فهي عبارة عن ضفيرة تختلف على حسب أعمارهن وشكلهن ويهتمن بارتداء عظام الحيوانات في رقبتهن كنوع من أنواع الحُلي.

صباح ومساء يحرصن تلك السيدات على تصنيع وجبة واحدة فقط أساسية وهى «العصيدة»، يقمن بتسخين الماء وينتظرن عندما يغلي ويضفن دقيق الذرة والزيت ويقدمن الطعام، وهناك بعض الاستثناءات في الطعام، يقمن بتناول اللحوم في المناسبات النادرة فقط مثل حفلات الزفاف وأحيانًا يتناولن حليب الأبقار.

من أبرز سمات «الهيمبا» لا يُسمح للنساء باستخدام الماء للاستحمام ولا يرتدن ملابس، لأن القبيلة تحتفظ بمصطلح "البدائية" لذا فالملابس لا تعني لهن الكثير ولا تُستر أجسادهن سوى تنورة صغيرة من جلد الأبقار ويبقى النصف العلوي مكشوفًا للتناسب مع الأجواء الحارة التي يقطن فيها.

ويتم استبدال الاستحمام بالبخار الساخن من خلال وضع قطع من الفحم المشتعل في وعاء صغير يحتوي على أوراق الشجر والأغصان الصغيرة الأشجار وينتظرن حتى تتصاعد أبخرة الدخان وينحين فوق الوعاء ويبدأن في التعرق لغسل الجسم بالكامل، ويُسترن أنفسهن بقطعة من القماش حتى يحتبس الدخان في أجسادهن.

وتنخرط النساء في الأنشطة اليومية لحلب الأبقار ورعاية الأطفال بينما يذهب الرجال للصيد، وأحيانًا يغادرون لفترات طويلة من الزمن، تسير النساء الأكبر سناً مسافة كيلومترات لجمع الحطب والماء، بينما تركز مجموعة أخرى على طهي ما يكفي من الطعام لإطعام 30 فمًا في المسكن.

وتؤمن الفتيات الصغيرات في قبيلة «الهيمبا» بأن دورهن الأساسي هو حماية الأبقار والأغنام وتربية أشقائهن الأصغر سنًا.

ويبلغ عدد سكان «الهيمبا» أكثر من 50 ألف نسمة، وهم شعب متعدد الزوجات، يتم تزويج «فتيات الهيمبا» من ذكور يختارهم آباؤهم بمجرد وصلهن إلى سن البلوغ.

ومن ضمن عاداتهم وتقاليدهم إهمال رأي المرأة لا يهتمون به فالنساء معدومات القرار ويستسلمن لكل مطالب أزواجهن دون نقاش.

وهناك ثقافة غريبة تنتشر بين قبائل «الهيمبا» عندما يطرق أي زائر الباب لدى أسرة معينة، يقوم الرجل بإهداء زوجته للضيف ليقضي الليل معها يسمى هذا التقليد «إهداء الزوجة للضيف» وفي لغتهم «أوكوجيبيسا أوموكازيندو» بينما ينام الزوج في غرفة أخرى، وفي حالة عدم توفر غرفة ينام زوجها خارج المنزل، اعتقادًا منهم هذه الحركة تُقلل من الغيرة وتعزز العلاقات بينهم.

تقليد آخر صمد أمام اختبار الزمن، وهي عبادتهم لإله يُدعى موكورو الذي يتواصلون معه من خلال النار المقدسة، يرتفع دخان النار المقدسة نحو السماء، لا يسمح بعبور ذلك الخط المقدس إذا كنت من خارج القبيلة، وإذ كسرت قواعد القبيلة لن تتم دعوتك إلى القرية مرة أخرى.

يُسيطر إحساس الرعب والقلق على تلك القبيلة ويعتقدون أن نهايتهم تقترب بسبب عزلتهم الاجتماعية وحياتهم البدائية.