العرب الأمريكان منقسمون بين ترامب وبايدن.. وخبراء: غير مؤثرين

الولايات المتحدة الأمريكية
الولايات المتحدة الأمريكية

فاطمة بدوي - أحمد بهجت أيمن عامر

مع كل استحقاق انتخابي في الولايات المتحدة الأمريكية، يثور الجدل حول دور أصوات العرب والمسلمين فيه. ومن المهم التمييز بين العرب الذين ينتمون للعديد من الدول العربية ويحملون معهم الهموم الخاصة بالمواطن العربي العادي ومشكلات الاندماج داخل المجتمع الأمريكي، وبين المسلمين الذين ينتمون للعديد من الدول في آسيا وأفريقيا، خاصة ما ارتبط في التاريخ الأمريكي من حركة جلب العبيد بداية من القرن 17 من القارة الأفريقية.

 

ومن خلال استقراء مواقف المرشحين، الجمهوري ممثلاً في الرئيس الحالي دونالد ترامب والديمقراطي ممثلاً فى جو بايدن، نجد أن الأخير خاطب المسلمين ذات مرة واستشهد بحديث نبوي، كما استخدم تعبير “إن شاء الله” للسخرية من الرئيس ترامب في المناظرة الرئاسية الأولي.

 

وينتشر العرب في العديد من الولايات خاصة في فلوريدا، والتي تمثل حجر الزاوية في السباق الرئاسي، لكن ما يقال عن مدى تأثير الصوت العربي يبدو مختلفاً لأن الكونجرس شهد اثنين من النواب العرب والمسلمين متمثلاً في النائبة من أصل صومالي الهان عمر والثانية من أصل فلسطيني رشيدة طليب.  

 

ويرى السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تأثير أصوات العرب والمسلمين في الانتخابات الأمريكية محدود، مشيراً إلى أنه لا يوجد دراسات أو استطلاعات رأي فى الولايات المتحدة الأمريكية تحدد تأثيرهم الفعلي موضحاً أنهم يمثلون 3.7 مليون ناخب بنسبة %1  من الأصوات الأمريكية، لافتاً إلى أنه لا يوجد إحصائية تحدد التوزيع الجغرافي والانتخابي وهل هم موجودون في الولايات الزرقاء أم الحمراء أم الولايات الديمقراطية أم الولايات الجمهورية، مشيراً إلى أن الجاليات العربية والإسلامية بالولايات المتحدة ليس لها تنظيم موحد يوجهها وكل جالية متقوقعة على نفسها نظراً لظروفهم المعيشية الصعبة وبعضهم يعملون مع جماعة الإخوان وبعضهم يعملون مع إيران وبعضهم يدينون بالولاء لوطنهم ولذلك سيكون هناك انقسام في أصواتهم الانتخابية.

 

وأظهرت بيانات رسمية، أمس الجمعة، أن أكثر من 50 مليون أمريكي أدلوا بأصواتهم في الاقتراع المبكر بالانتخابات الرئاسية. وتقود هذه الوتيرة، بحسب مشروع الانتخابات الأمريكية، إلى تحقيق الانتخابات هذه المرة نسبة إقبال قد تكون هي الأعلى فيما يربو على 100 عام.

 

ويعد هذا العدد المثير للدهشة مؤشراً على اهتمام بالغ بنتيجة المنافسة بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن وكذلك على رغبة الأمريكيين في تقليل خطر تعرضهم للإصابة بفيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 221 ألفاً في بلادهم حتى الآن.

 

ووسع العديد من الولايات نطاق التصويت المبكر والتصويت عبر البريد قبل موعد يوم الانتخاب المقرر فى 3 نوفمبر المقبل على أساس أنها طريقة أكثر أمناً فى ظل جائحة كورونا. ودفع المعدل المرتفع للتصويت المبكر مايكل ماكدونالد، الأستاذ الجامعي في جامعة فلوريدا، الذي يدير مشروع الانتخابات الأمريكية إلى التنبؤ بإقبال قياسى بمشاركة نحو 150 مليون ناخب بما يشكل 65% ممن يحق لهم التصويت وسيكون ذلك أعلى معدل منذ عام 1908 إذا تحقق.

 

وأثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن الأعداد غير المسبوقة من بطاقات الاقتراع عبر البريد وأنها ستؤدي إلى تزوير واسع النطاق من جانب الديمقراطيين فى الانتخابات الرئاسية التى ستجرى في نوفمبر، قلق الديمقراطيين من أن تسعى حملة ترامب للطعن على نتائج الانتخابات، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى واحدة من عدة حالات قانونية وسياسية يمكن أن تتحدد فيها الرئاسة عبر مزيج من المحاكم وساسة الولايات والكونجرس.

 

وتظهر بيانات التصويت المبكر أن الديمقراطيين يصوتون عبر البريد بأعداد أكبر بكثير من الجمهوريين. وفي ولايات مثل بنسلفانيا وويسكونسن التي لا تفرز بطاقات الاقتراع بالبريد حتى يوم الانتخابات، يقول خبراء إن النتائج الأولية قد تميل لصالح ترامب، بينما من المتوقع أن تكون بطاقات الاقتراع البريدية التي يتم فرزها بوتيرة أبطأ في صالح بايدن. وعبر الديمقراطيون عن قلقهم من أن يعلن ترامب فوزه ليلة الانتخابات ثم يقول بعد ذلك إن بطاقات الاقتراع عبر البريد التي يتم فرزها في الأيام التالية مشوبة بالتزوير.

 


أقرا أيضا:

أحمد مجدي من نيويورك: الانتخابات بين بايدن وترامب الأهم في التاريخ