بسيارة والدها.. تدهس طفلة حتى الموت وهي بصحبة أمها

الطفلة الضحية لمار
الطفلة الضحية لمار

محمود صالح

لم تكن الأم تعلم حينها أن ابنتها التى تمسك يدها في تلك اللحظة هي المرة الأخيرة التي تحيا فيها، هي المرة الأخيرة التى سترى ضحكتها، يكفيها من وجع الفراق ما رأته وابنتها تموت أمام عينيها، بعد أن صدمتها سيارة مسرعة تقودها فتاة طائشة، وكأن القدر اختار الصغيرة وحدها لتموت وهى تمسك بيد والدتها، تفاصيل أكثر عن تلك الواقعة التى شهدت أحداثها مدينة طنطا بمحافظة الغربية فى السطور التالية.

كانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة بعد عصر يوم الجمعة الماضية، لم يكن هناك أي علامة تدل على أن كارثة ستحدث، كل ما هنالك أن الأم التى تعد الطعام لزوجها وأولادها تذكرت أن عليها أن تحضر بعد الخضراوات اللازمة فى إعداد الطعام، وعندما همت للخروج من المنزل لتشتري ما تريده، إذ بابنتها "لمار" صاحبة الثلاث سنوات تصر على أن تذهب معها، حاولت أن تثنيها عن ذلك معربة لها أنها لن تتأخر، وما هي إلا دقائق وستعود إلى المنزل، وأن والدها على وشك المجيئ، لكن الطفلة، التى كان لدمعتها أثرا حزينا لا أحد يتحمله من الأسرة كلها، بدأت فى البكاء، ولم تجد الأم مفرًا إلا أن تأخذها معها!.
متمردة
على الجانب الآخر كانت "م" تتشاجر لتوها مع والدها على خلفية تأخرها المستمر خارج البيت، ولأن الفتاة من أنصار حرية المرأة، والتى هي فى الأصل لا تعرف عنها غير أن تصبح متمردة، رأت أن فى تركها المنزل حلًا يبعدها عن سطوة الأسرة عليها، على حد فهمها.
حاولت الأم أن تمنعها من الخروج، لكن الفتاة قررت أن تترك المنزل كنوع من العقاب لوالدها الذي ينصحها، وعليه خرجت دون أن تلين لمواساة أمها لها، ودون أن تلتف خلفها وتفكر لحظة واحدة، وكعادتها قادت سيارتها مسرعة بتهور، وياليتها هى الأخرى لم تخرج.
لقاء الموت
على أعتاب محل خضراوات وقفت الأم مع ابنتها "لمار" تشتري طلباتها، وخوفًا على ابنتها من الطريق والسيارات المارة به أمسكت الأم بيد ابنتها، حتى تنتهي من شراء ما جاءت لأجله، وما هي إلا لحظات وحدث ما لا يتوقعه أحد.


جاءت السيارة المسرعة التى كانت تقودها "م" وهى فى حالة غضب شديدة، لا تكاد ترى مترًا أمامها وكأن عيونها أغلقت تمامًا، ولا ترى غير أن بفعلتها تلك هي عقاب لأهلها. وبمجرد ما أن دخلت شارع المدارس المتفرع من شارع النحاس، إذ بها تفقد قدرتها على التحكم فى سيارتها، اللهم إلا أنها كانت تضغط بقوة على مقود البنزين فتزيد من سرعة السيارة، ولم تفق إلا وهى تدخل بسيارتها فى محل الخضراوات بكل ما فيه.


اسرع الناس إلى مكان الحادث محاولين إنقاذ ما يمكن إنقاذه، إلا أن الأم التى كانت فى يديها ابنتها "لمار" هى الوحيدة التى ظلت تصرخ بطريقة هستيرية، فابنتها التى كانت فى يدها للتو هى وحدها التى صدمتها السيارة، وارتمت على مسافة لا تقل عن 4 أمتار، وارتطمت بحائط على آخر الرصيف، وسقطت الفتاة فى التو واللحظة مغشيًا عليها، وحمل الناس الطفلة إلى مستشفى طنطا العام، وهناك تم تشخيص حالة الطفلة بنزيف داخلى وكسر فى الجمجمة، ولم تفلح محاولات الأطباء فى إسعاف الفتاة، لتفارق الحياة بعد أقل من يومين.


تم اقتياد الفتاة المتهمة إلى قسم الشرطة من قبل بعض الأهلى خوفًا من الفتك بها، وبالفعل تحرر محضر بالواقعة، وإحالتها إلى النيابة التي أمرت بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات.