أسرار اللحظات الأخيرة في جريمة الساحل ..المتهم حاول الانتحار مرتين وفشل!

 جريمة الساحل
جريمة الساحل

محمد عطية

«مشاجرة .. ضرب .. مخدرات.. أموال .. عقاب .. انتحار» وكانت النهاية فشل، كل هذه الكلمات كانت السر وراء مذبحة منطقة الساحل البشعة التي ارتكبها زوج في حق في طليقته ليس فقط بل في حق منطقته بالكامل عندما قرر إنهاء حياة جيرانه عقابًا لهم لتدخلهم منذ شهور في مشاجرة بينه وطليقته، ولأنه يتعاطى المخدرات بشراهة، لم يشعر بوعيه إلا وهو بين قبضة رجال مباحث قسم شرطة الساحل بعدما حاول الانتحار مرتين، تفاصيل أكثر إثارة سوف نسردها لكم في السطور التالية.

عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشر ليلاً يوم الجمعة الماضية، وبالأخص داخل حارة "الشرم" بمنطقة جسر البحر بالساحل بمحاقظة القاهرة، في الوقت ذاته حركة الشارع تكاد تكون قليلة، فالإجراءات الاحترازية لا تزال يأخذها الناس بمحمل الجد، وهناك من يجلس داخل بيته مسترخيًا بعد يوم عمل شاق، المقهى الوحيد بالحارة يجلس عليه سكان الحارة لمشاهدة مبارة الأهلي والوداد المغربي، وبمجرد انتهاء المبارة بعشر دقائق وأثناء ما كان الجميع يجلسون يتسامرون عن المبارة، فوجئوا بجارهم "مجدي" يقترب منهم يرفع ملابسه ملتقطا سلاحًا ناريًا ويشهره في وجوه الجميع، وبدأ بإطلاق وابل من الرصاص بشكل عشوائي عليهم، من نالته رصاصات الغدر يسقط حتى غرق الجميع في دمائه، وعندما حاول الأهالي الاقترب منه للسيطرة عليه كانت الطلقات تنطلق من فوهة المسدس في جنون، لحظات وفرغت الطبنجة التي كان يحملها وقتها وجد الأهالي الفرصة سانحة في السيطرة على مجدي الذي بدا لهم وكأن مس من الجن أصابه، اقتربوا منه سريعًا وأمسكوا به، في تلك اللحظة حاول الفرار منهم إلا أنه فشل، فلم يجد حلًا أمامه إلا أن يخرج سلاحًا أبيض "كتر" من بين ملابسه ويذبح نفسه ليسقط غارقًا في دمائه.


سرعان وكان الأهالي ينقلون المصابين إلى المستشفى، في الوقت ذاته كان رئيس مباحث قسم شرطة الساحل يتلقى البلاغ بوجود إطلاق نار وعدد من المصابين بمحيط أحد المقاهي، أخطر مدير مباحث القاهرة الذي أمر بسرعة الانتقال إلى مكان الواقعة وضبط المتهم، وبإجراء التحريات وسماع شهود العيان؛ تبين قيام "مجدي" موظف بشركة التعاون للبترول جارهم منذ سنوات قليلة، بإطلاق النار على 4 أشخاص من سلاح ناري وأصابهم في مناطق متفرقة من أجسادهم، ثم حاول ذبح نفسه بسلاح أبيض، ما أسفر عن إصابته بإصابات بالغة، يرقد حاليًا بالمستشفى في حالة حرجة، واطمأن رئيس المباحث على حالة المصابين لسؤالهم عن الذي حادث في هذه الحارة.
ولكن باستكمال التحريات بسؤال الزوجة وشهود العيان الذين لم يصبهم أذى؛ دلت أن المتهم دائم الخلافات مع زوجته، وترك على إثرها المنطقة عدة مرات ثم عاد وعرف وسط الأهالي بإدمانه المخدرات، وترك المنطقة والشقة لزوجته بعد طلاقهما.


انتقلت "أخبار الحوادث" إلى المنطقة وبدأنا بالحديث مع "هدى" في العقد الثالث، طليقة المتهم لتروي لنا بداية القصة كاملة قائلة: "تعرفت على "مجدي" منذ ثلاث سنوات فهو يعمل بشركة للبترول وقتها علمت أنه متزوج لكنه اوهمني أنه طلقها، بل وأوهمني بالحب ومثل عليا أنه بيحبني وبالفعل تزوجنا في شهر 5 من عام 2017 بشقته بمنطقة الخصوص وبعد أسبوع من زواجنا طلب مني ترك الشقة للذهاب للجلوس مع والدته، بالفعل ذهبنا ومكثنا برفقتها ومرت شهور انجبنا خلالها "ساجد" طفل جميل كالملائكه ومن وقتها وبدأت المشاكل تتوالى، وعلمت أن زوجته الأولى رفعت عليه قضايا نفقه، بل وذهبت إلى الشقة وجلست فيها، وعندما طلبت منه الاستقلال بشقة تكون لنا، طلب مني أن اخذ قرضا لوقت مؤقت وهو سيسدده، حتى نتمكن من شراء شقة بالفعل اخذت قرضًا واشترينا شقة وعشنا فيها، وعادت حياتنا تستقر من جديد، لكن بمرور شهور قليلة انقلبت حياتنا رأسًا على عقب، بدأ يأخذ مرتبي بالكامل لا ليسدد القرض وإنما لينفقه على السموم التي أدمنها، ليس فقط بل أخذ ذهبي وأرباح الشركة السنوية، بحجة التخلص من نفقة زوجته حتى يتفرغ لي، لكن فوجئت أنه أنفقها في شراء المخدرات، إلى أن ساءت المعاملة بيننا وبدأ يشتمني بأبشع الألفاظ، بجانب إهانته لي، وضربه لي كل يوم، لدرجة أنه في معظم الأوقات يحبسني في المنزل بالأسبوع".


وتتابع مطلقته قائلة، "وفي يوم من الأيام قررت أن اطلب منه الطلاق وكان أسود يوم في حياتي عندما طلبت منه هذا الطلب ضربني وأهانني، إلى أن وصل الأمر إلى دخوله مكتبي في العمل ليلفظني بألفاظ بذيئة، بل وبدأ يهددني بقتل ابننا، إلى أن قرروا نقلي من الشركة لمكان آخر منعًا للمشاكل والاختلاط.


وفي إحدى المرات حضر إلى شقتي وكسر الباب ووضع سكينة على رقبة نجلي، وقال لي "يا تمضيلي على إيصالات الأمانة دي يا ادبحلك ابنك قصاد عينك"، وبعدما مضيت أخذني بالقوة لعمل توكيل لسحب حسابي البنكي، حتى انفصلنا في شهر فبراير الماضي، وبعد الطلاق بخمسة أيام، حضر الى الشقة وأشهر سلاحًا في وجهي وتدخل الجيران على صراخي، وقاموا بتهدئته حتى حضر والدي والشرطة وحررت بعد ذلك محضر عدم تعرض، إلى أن جاء يوم الجمعة الماضي وقتها كنت نائمة سمعت صوت صراخ عالً بالشارع وعندما خرجت علمت بما حدث، وقتها طلبت الشرطة، حقيقي حسبنا الله ونعم الوكيل في كل اللي عمله ده، فلم يحترم وجود طفل مشترك بينا أو الحياة الزوجية التي كانت بيننا، بل واكتشفت من الشغل قبل الحادث أنه كان بقاله اسبوع مش بيروح الشغل وقال للناس انه بيراقبني عشان ينتقم".

وبعده استمعنا الى شهود العيان، دا لو مشهد من فيلم عمره ما هينفع يتكرر تاني، بهذه الكلمات بدأ أهالي منطقة بالساحل، روايتهم عن ما حدث يوم الجمعة الماضي، بعد انتهاء مبارة الأهلي، ليبدأ "رامي"، كنا نجلس لمشاهد مبارة الأهلي وبمجرد انتهاء المبارة فوجئنا بضرب نار في أول الشارع وعندما ذهبنا وجدنا "عم حمادة" ساقط في الأرض غارقا بدمائه، وعندما حاول أحد الاقتراب من المتهم كان يطلق عليه النار حتى سقط الواحد تلو الآخر، إلى ان فرغ رصاص الطبنجة فأمسكنا به، حاول الفرار لكنه لم ينجح، لكن فوجئنا به يخرج سلاحا ابيض "كتر" من ملابسه ويذبح نفسه وقتها تركه الأهالي ظنًا أنه توفي، حتى حضرت الاسعاف والشرطة، وعرفنا أنه مازال قيد الحياة، عندما حمله رجال الإسعاف الى داخل السيارة، حاول مرة أخرى قطع شرايين يده، لكن رجال الإسعاف السيطرة عليه، في الوقت ذاته تواصل نيابة الساحل الجزئية التحقيقات، وتبين من التقرير الطبي المبدئي للمصابين إصابة الأول بطلق ناري في الكتف والثاني بطلق ناري بالرأس والثالث بطلق ناري في القدم، إلى أن تم نقل الرابع لمستشفى معهد ناصر لتلقي العلاج، كما أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.