رشا قلج المصرية الأكثر إلهاما في أفريقيا: تجربة السيسي محط أنظار العالم

د.رشا قلج
د.رشا قلج

امرأة قوية وملهمة.. قضت معظم سنوات عمرها بالخارج تعمل فى مجال العمل التنموى والخيرى داخل أفريقيا وخارجها.. حققت إنجازا مبهرا بأختيارها كأول امرأة مصرية وأفريقية تتولى منصب الرئيس التنفيذى لواحدة من أكبر المؤسسات الخيرية والتنموية فى أوروبا وهى "ميرك" الخيرية الدولية ثم حققت إنجازا آخر باختيارها مرتين على التوالى ضمن قائمة ضمت أكثر السيدات الهاما وتأثيرا فى القارة السمراء عامى 2019 و2020.. هى الدكتورة رشا قلج التى جاءت منذ عدة أيام ضمن قائمة أسماء المعينين لعضوية مجلس الشيوخ من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى والتى شملت 100 عضو.. وتمثل قلج إضافة قوية لمجلس الشيوخ لامتلاكها خبرات عديدة فى العمل داخل أفريقيا حيث تتمتع بخبرات قوية فى أفريقيا على جميع الأصعدة والمستويات حيث أطلقت عدة مبادرات ناجحة بالتعاون مع أكثر من ١٨ سيدة أولى من سيدات الدول الأفريقية فى أكثر من ٣٥ دولة كما أنها تملك ٢٦ سنة خبرة فى مجال الصناعات الدوائية والتنمية الصحية والاجتماعية حيث تخرجت فى كلية الصيدلة جامعة الاسكندرية، ثم أكملت دراساتها العليا فى جامعة "روبرت جوردون" بأسكتلندا وحصلت على ماجستير إدارة الأعمال.. بهذه الخبرات المتنوعة استحقت تلك السيدة أن تكون ضمن "مجلس حكماء وخبراء" مجلس الشيوخ.

مصر استعادت ريادتها في القارة السمراء

والإعلام ‬والفن قوى ناعمة مهمة لزيادة الروابط المصرية الأفريقية

أفريقيا أرض الفرص الواعدة

- فى البداية سألتها: كيف استقبلتِ خبر اختيارك؟

 كانت مفاجأة سعيدة لم أتوقعها وشرف لى أن أكون ضمن قائمة المعينين من قبل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى وهو الأمر الذى أشعر معه أننى بصدد مهمة وطنية تحملنى بذلك مسئولية كبرى لتقديم كل خبراتى وجهدى لخدمة بلدى التى أعشق ترابها كما أننى سعيدة للعمل فى مجلس الشيوخ مع خبرات متنوعة ومختلفة فى كل المجالات ويمثلون كافة أطياف المجتمع.

مشروعات التنمية 

- ما الذى ستعملين على تقديمه فى المجلس طوال السنوات الخمس القادمة؟

التركيز على أفريقيا بالطبع لأنه مجالى كما سأعمل على استثمار نجاح الدبلوماسية المصرية فى القارة السمراء حيث شهدت الأعوام الماضية تحقيق إنجازات أفريقية عديدة خلال رئاسة الرئيس السيسى للاتحاد الأفريقى العام الماضى من أجل تحقيق الأمن والسلام والتنمية فى ربوع القارة السمراء كما أن مصر استعادت ريادتها وعلاقتها القوية بالدول الأفريقية من خلال مشروعات التنمية وكذلك المباردرات الصحية والمساعدات والمنح التعليمية وسأعمل خلال فترة عضويتى بالمجلس على تنفيذ رؤية مصر لحل مشكلات القارة الأفريقية التى ترتبط بتحقيق التنمية وتعزيز التعاون بين شعوب أفريقيا ومصر على كافه الأصعدة وخلق فرص عمل واستثمار للشباب من خلال فتح أسواق أفريقية تحتاج للمهارات والقدرات اللازمة لتحقيق التنمية والازدهار فى قارتنا حيث إن مصر تستطيع أن تكون مركزاً للاستثمارات الأفريقية نظراً لما تمتلكه من مقومات لازمة من الموارد البشرية والبنية التحتية التى تؤهلها لتحقيق هذا الهدف خاصة وأن مصر تمتلك خبرات فى كل المجالات والاستثمار فى أفريقيا يعتبر هدفا لكثير من دول العالم لما تمتلكه القارة السمراء من الموارد فهى تمتلك حوالى 90% من احتياطيات الموارد فى العالم وفق أجندة أفريقيا 2063 لذلك هناك ضرورة لإنجاز مشروعات البنية االتحتية فى القارة.

كما سأحرص على دعم تشجيع الشباب المصرى للعمل فى أفريقيا فهى تعتبر أرض الفرص الواعدة وزيادة المشروعات المصرية المختلفة بالقارة كفيل بأن يزرع الانتماء وروح المحبة والاندماج بين شعبنا والشعوب الأفريقية والذى أيضا يمكن أن يتحقق من خلال التعاون في الإعلام والفن.

- هل ترصدين استجابة أفريقية نحو خطط التنمية المصرية لأفريقيا؟

بالطبع كل الدول الأفريقية تحترم مصر وتقدر القيادة المصرية بشكل ألمسه فى كل رحلاتى الأفريقية والحقيقو أن هناك الكثير من الدول الأفريقية تحاول السير على البوصلة المصرية ونقل تجربتها الاقتصادية والتنموية الناجحة وخاصة فى مجالات الصحة والسياحة وجودة الطرق والطاقة والبنية التحتية والبترول وموارد الطاقة والزراعة والصيد والموارد البحرية والمائية والتعليم العالى والأمن والسلام.

وكثير من الدول الأفريقية تبحث عن تجربة مصر لتتبع طريقها فى النهوض بالاقتصاد وكيف حققت هذه القفزة العالية فى أقل من خمس سنوات رغم الظروف العالمية المتقلبة بل وتتوقع المراكز الاقتصادية الكبرى لمصر أن تكون من أقوى عشر اقتصاديات فى العالم فى ٢٠٣٠ وهذا أشبه بالمعجزة وإنجاز كبير للرئيس السيسى وللدولة المصرية وأصبحت التجربة محط أنظار العالم ويجب أن تدرس التجربة المصرية ليس فقط فى أفريقيا بل فى جميع أنحاء العالم. وهذا رأيى ورأى خبراء عالميين فى الاستثمار والاقتصاد تحدثت إليهم خلال عملى في ألمانيا وأوروبا والإمارات وأفريقيا.

مؤسسة ميرك الخيرية 

- تحولات عديدة شهدتها حياتك العملية.. كيف أصبحتِ ضمن قائمة الأكثر تأثيرا وإلهاما فى أفريقيا لعامين متتاليين؟

تحولت من سيدة تعمل فى مجال علوم صناعة الدواء داخل المختبرات إلى سيدة يعرض عليها منصب الرئيس التنفيذى لمؤسسة ميرك الخيرية الدولية كتقدير للنجاحات التى حققتها فى مجال التنمية فى القارة والذى كان فريدا من نوعه فى الحقيقة ولأنى انتهجت سياسة مختلفة تماما وهى سياسة تمكين وتدريب وتنمية القدرات بالكوادر التى تستحق وليس بالتعميم. كان الاختيار الصحيح للكوادر والشركاء العامل الأساسى للنجاح ولذلك نجحنا فى تدريب أكثر من ١٠٠٠ طبيب أفريقى ليكونوا متخصصين فى مجالات مطلوبة جدا لتحسين الصحة فى أفريقيا كعلاج الأورام وصحة المرأة والصحة الإنجابية والعائلية والسكرى والأمراض القلبية والتنفسية والعناية المركزة.. الموسسة الخيرية ميرك واحدة من أكبر وأهم المؤسسات الخيرية فى أوروبا وكنت أنا أول سيدة مصرية أفريقية يعرض عليها هذا المنصب، الذى يتطلب السفر لمختلف الدول الأفريقية فى حين أننى فى الأساس لدى "فوبيا" السفر بالطائرات وكذلك والخوف من الإصابة بالأمراض، لا أنكر أنني فى البداية كنت قلقة ومتخوفة لكن شيئا ما بداخلى دفعنى لقبول هذا العمل ومن خلال جولاتى حول أكثر من 26 دولة أفريقية والتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتى.. ووجدت كما ذكرت سابقا أن أفريقيا ليست فى حاجة إلى مساعدات مالية كما تفعل الكثير من المنظمات الخيرية ولكنها فى حاجة ماسة للتعليم والتنمية والتغلب على بعض التحديات المجتمعية والاقتصاديه التى تقيد تقدمها وهو ما عملت عليه طوال السنوات الماضية هذا بجوار دعم مشكلات المرأة الأفريقية وإلهامها بطريقة الحل.

- حملتك الأفريقية "أكثر من مجرد أم" بالتعاون مع السيدات الأوائل لأفريقيا لمست العديد من القلوب فى القارة السمراء ووضعتك على قوائم الأكثر تأثيرا.. لماذا؟

اكتشفت أن السيدات فقط فى أفريقيا هن من يُلمن على عدم الإنجاب وليس الرجال و25% من الأزواج فى سن الإنجاب والتزاوج لديهم عقم فى أفريقيا، وهذه النسبة كبيرة جداً و85% من هذه الحالات تكون نتيجة لأمراض معدية وزواج الأطفال وغيرها من الممارسات الخاطئة لذا كان من المهم إطلاق مبادرة "أكثر من مجرد أم" وقد حققت أثرا إيجابيا فى تغيير هذه الأفكار والمعتقدات الخاطئة ومحاولة القضاء على وصمة العار المرتبطة بالعقم وذلك بالاشتراك مع 18 سيدة من سيدات إفريقيا الأوائل اللاتى أصبحن سفراء لهذه الحملة ووضعت الحملة الكثير من الحلول على كل المستويات مع التطبيق العملى لها فى كل دولة أفريقية وشملت الحملة توعية للسيدات والرجال مع الاهتمام بتغيير المعتقدات ودعم التعليم. وهذه الحملة مهمة حدا لى كسيدة أفريقية.

التدريب فى مصر 

- ما هى المشكلات الأخرى فى أفريقيا التى عملت على تقديم حلول لها؟

هناك دول فى أفريقيا لا يوجد بها طبيب واحد أورام فمن يصاب هناك بالسرطان لا يجد مكانا للعلاج لذلك عملت على إطلاق منحة ممولة لتدريب أكثر من ٨٠ طبيب أورام للعمل فى أفريقيا من حوالى ٢٥ دوله أفريقية وأول مجموعة كانت ١٥ طبيبا من دول مثل "زامبيا، وسيراليون، وبوروندى، وليبيريا، وغينيا، كوناكرى، وجمهورية غانا، ناميبيا، أوغندا، ليبيريا، أفريقيا الوسطى، وتشاد، والنيجر"، على أن يتم ذلك التدريب فى مصر من خلال بروتوكول تعاون مع المعهد القومى للأورام وهؤلاء بطبيعة الحال بعد عودتهم سيساهمون فى علاج آلاف من مرضى السرطان فى أفريقيا.

- لديك مواقف قوية ضد زواج الأطفال فى أفريقيا كيف واجهتِ هذه الظاهرة؟

زواج الأطفال فى أفريقيا بشكل عام يتسبب فى خسائر تصل إلى 63 مليار دولار لاقتصاديات هذه الدول وذلك وفقا لدراسات حديثة نشرها البنك الدولى فعندما يتركن الفتيات الدراسة فى سن مبكر من أجل الزواج والإنجاب، فإن هذا يؤثر على صحتهن، وصحة أطفالهن وبالتالي ضعف الناتج القومى ومن أجل مواجهة هذه الظاهرة والحفاظ على اقتصاد الدول يجب على إبقاء الفتيات فى الدراسة". واطلقت حملةتشمل هذه الكثير من الفعاليات والقصص والأغانى وبرامج التلفزيون والأفلام التى تم كتابتها وإنتاجها وتصميمها لتناسب ثقافة وعادات كل دولة أفريقية وأعمل على نشرها فى مختلف الوسائل الإعلامية والجامعات والمدارس الأفريقية بالتعاون أيضاً مع السيدات الأوائل فى أفريقيا

- لقبتك الصحافة الأفريقيه بـ "أنجلينا جولي" أفريقيا و"ماما" أفريقيا.. لماذا؟

فى السنوات الأولى خلال جولاتى فى مختلف أنحاء أفريقيا أعتقد البعض أننى النجمة العالمية انجلينا جولى ولكنى احب لقب ماما أفريقيا أكثر بكتير فانا حريصة على أن أفخر دائما وأؤكد على أننى سيدة أفريقية مصرية وأحب أفريقيا وأعتز بهويتى المصرية الأفريقية إلي أبعد الحدود وأرجو أن أستطيع أن أنقل هذا الشعور لكل الناس ليروا أفريقيا بعينى لأن ذلك سوف يفتح لهم أبوابا من النجاح والتألق لا حصر لها كما حدث معى بالضبط.

- أخيرا هلا تلاحظين أى تغيرات حقيقية فى تعامل الدولة مع ملف المرأة المصرية؟

فخورة أن مصر شهدت مؤخرا وخاصة منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى تطورا ملحوظا فى ملف المرأة.. حيث تم إجراء تعديل بالدستور لينص على زيادة نسبة تمثيل المرأة فى البرلمان بنسبة لا تقل عن ٢٥٪ من إجمالى الأعضاء كما أن مجلس الشيوخ تم تمثيل المرأة به بنسبة ١٠٪ من إجمالى الأعضاء الذين يبلغ عددهم ٣٠٠ عضو.. الأمر الذى يعكس حرص الدولة المصرية على تفعيل دور المرأة إيمانا باهميته وفاعليته وتأثيره على المجتمع. اتوقع ان هذا التوجه سيساهم بشكل كبير خلال الفترة القادمة فى إبراز دور العديد من الكوادر النسائية فى مختلف المجالات بما يعود بالنفع على المجتمع.