مصرية

سينما ٦ أكتوبر ومجموعة ٧٣ مؤرخين

إيمان همام
إيمان همام

مرت ٤٧ عاماً على حرب أكتوبر العظيمة والمجيدة، ولم تقدم السينما المصرية عن هذه الحرب سوى عدد لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، منها ما كان فى عجالة ولم يف بعظمة العبور وكان معظمها كالطعام المسلوق، ستظل حرب أكتوبر وتفاصيلها رمزاً للفخر والعزة للمصريين بشكل خاص والعرب بشكل عام، حيث كان فى اتحادهم قوة، وكان للدول العربية دور لا ينسى فى مساندة الجيش المصرى لهزيمة إسرائيل، وكانت هناك انجازات كثيرة وملموسة فى الأيام الأولى للحرب، فعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح ثم حطمت حصون بارليف والتوغل شرقاً داخل سيناء فى ملحمة عظيمة بعد فشل الجيش الاسرائيلى فى احتلال مدينتى الإسماعيلية والسويس بفضل ابناء الجيش والمقاومة الشعبية، تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية، فمدت جسراً جوياً لإسرائيل بلغ إجمالى ما نقل عبره «٢٧٨٩٥ طناً» من المساعدات الحربية، وفى النهاية استطاع الجيش المصرى العظيم تحطيم اسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر التى كان يدعيها القادة العسكريون فى إسرائيل، وتتجلى فى هذه لمعركة بطولات لا تعد ولا تحصى من قادة وجنود الجيش المصرى، فكانت هذه الحرب بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل، هذه الحرب العظيمة كان يقف وراءها إنسان لا يملك إلا روحه ودمه ورغبته فى الانتصار وحياة أفضل على أرض تحترمه ويصونها، ذلك الانسان هو المقاتل الذى تحول مع مرور السنين إلى ذكرى باهتة يتم استدعاؤها فقط فى المناسبة وتحولوا إلى جنود مجهولين رغم ما كان لهم من حكايات معروفة معلنة، لكنها توارت مع السنين خلف الصخب المهرجانى الكاذب.
نحن بحاجة إلى تسليط الضوء على هؤلاء الجنود المجهولين الأبطال وبطولاتهم فى حرب التحرير.. تحية إجلال «لمجموعة ٧٣ مؤرخين» الذين فعلوا ما لم تفعله السينما المصرية، قدموا أفلاماً حقيقية من واقع حرب أكتوبر المجيدة والبطولات العظيمة، مع سرد البطولات الجماعية والشخصية من قادة وجنود، فقدموا مادة فيلمية حقيقية عن مصر واسرائيل، شكراً مجموعة ٧٣ مؤرخين بقيادة الاستاذ أحمد زايد رئيس المجموعة وفريق العمل العظيم.. لقد قدموا مادة سينمائية غنية عظيمة لصنع أفلام تسجل وقائع الحرب الكبرى، لتقديمها لشبابنا وأطفالنا ليعرفوا ما فعله الأجداد والآباء لاسترداد الأرض وما قدموه من دماء وأرواح فى سبيل ذلك النصر العظيم فمتى تقدم السينما عملاً يليق بأسطورة انتصار اكتوبر ١٩٧٣.