شالي حصن سيوة القديم.. بناهها أهالي الواحة فوق الجبل خوفا من الغزاه

شالي حصن سيوة القديم
شالي حصن سيوة القديم

لم تبح واحة سيوة بكل أسرارها حتى الآن فمازالت تلك الواحة الخضراء القابعة أقصى جنوب غرب البلاد في صحراء مصر الغربية والتي تبعد عن مدينة مرسي مطروح بحوالي ٣٠٠ كيلو متر.

وتفشي سرا من أسرارها يوما بعد يوم لتظل واحة الأساطير التي ينتشر على أراضيها اشجار النخيل والزيتون وعيون المياه المتدفقة من باطن الأرض والتي يعود تاريخها إلى العصور الرومانية القديمة وتزخر بكنوزها التاريخية والأثرية كمعبد الإله آمون ومعبد الوحي أو التكهنات وقاعة تتويج الإسكندر الأكبر وجبل الموتى ورمال جبل الدكرور الساخنة التي يرتادها العشرات من السياح الأجانب والعرب طلبا للسياحة العلاجية خلال أشهر الصيف.

اقرا ايضا|  «السكة الحديد» تتيح خدمة جديدة لركاب خط مرسى مطروح

وتعد مدينة "شالي" القلعة القديمة من أشهر معالم سيوة التاريخية، ويعود تاريخ هذه المدينة القديمة إلى مئات السنين وتعني كلمة "شالي" باللغة السيوية القديمة "المدينة". 

ويقول عبد العزيز الدميري مدير عام آثار مطروح وسيوة واحد أبناء الواحة أن قلعة شالي كانت كالبلدة الصغيرة التي يسكنها نحو 600 شخص يعرفون بأبناء القبائل السيوية وبها حدائق نخيل وأشجار زيتون ولكن تضاءل عدد سكان هذه الواحة حتى أصبحوا 40 رجلًا نتيجة لاعتداءات القوافل وقطاع الطرق مما اضطر أهل الواحة لترك قريتهم المعرضة لخطر الغزو واختاروا موقعًا جديدًا وشيدوا فيه قرية جديدة محصنة فوق الجبل ليكون في ذلك حماية لهم من أعدائهم ويساعدهم علي الإحساس بالأمن والطمأنينة وليس هذا الموقع الجديد الذي اختاروه إلا مدينة سيوة الحالية.

وشيًد أهل الواحة الصغيرة منازلهم على منحدر التل وأحاطوها بسور متين البناء ولم يجعلوا له غير باب واحد مازال قائمًا إلى الآن، باسم "الباب انشال ويعنى "باب المدينة"، وفي الجهة الشمالية من السور يوجد الجامع القديم، وبعد مرور قرن من الزمان  فتحوا بابًا ثانيًا أطلقوا عليه "الباب أثراب" أي الباب الجديد. وقاموا بعد ذلك بفتح باب ثالث للمدينة من أجل النساء سمي "باب قدوحة".

وأضاف الدميري أن الاهالي بدأوا في بناء منازلهم من "الكرشيف" وهو عبارة عن الطين الذي يؤخذ من الأرض المشبعة بالملح  وتسمى المونة السيوى وهى خليط الطين والماء الممزوج بالملح الصخري 

وفي عام 1926  هطلت أمطار غزيرة استمرت ثلاثة أيام متوالية نتج عنها انهيار بعض المنازل وتصدع الباقي، ولهذا لم يجد أصحابها بُدًا من هجرها خوفًا على حياتهم ومنذ هذا الحادث ترك سكان شالي منازلهم القديمة وشيدوا منازل جديدة عند سفح الجبل، 

ويقول محمد العوضي مدير قطاع الآثار الإسلامية بمطروح وسيوة أن مدخل القلعة الذي يؤدي إلى دهليز ضيق به مقعد مُشيّد من الطين، كان يجلس عليه حارس البوابة وعلى مقربة منه موقد كانت تشتعل فيه النار ليلًا ونهارا يؤدي إلى شارعً ضيق خلف البوابة مازال باقيًا ويتسع المكان مع وجود لمصاطب كان يجلس عليها أهالي المدينة، مشيرا إلى وجود المسجد العتيق وهو أقدم مساجد الواحة والذي يسمى تطندى.