أسبوع الحسم في مفاوضات سد النهضة

سد النهضة
سد النهضة

محمد الشماع

عزيمة مصرية سودانية للوصول إلى اتفاق ملزم.. وإثيوبيا تراهن على رحيل ترامب 
تصريحات الرئيس الأمريكى حول «تفجير السد» حركت المياه الراكدة.. وأمل أديس أبابا فى «بايدن»
الفيضانات أجبرت الخرطوم على الانضمام إلى القاهرة فى موقفها



الأسبوع الجاري يعتبر أسبوع الحسم في مفاوضات سد النهضة، وذلك بعد أن شددت مصر على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم ينهي حالة الجدل التي استمرت لسنوات طويلة.

وخلال الأيام الماضية عُقد اجتماع لوزراء الخارجية والموارد المائية والري من مصر والسودان وإثيوبيا وبرئاسة وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، وبمشاركة مراقبين من أعضاء هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من أجل التباحث حول كيفية إعادة إطلاق المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي.

وأكدت مصر خلال الاجتماع، حسب بيان صدر عن وزارة الري المصرية، على أهمية تنفيذ مقررات اجتماعات هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي بالتوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل سد النهضة ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث ويؤمّن مصالحها المائية.

من جهته، أكد السودان خلال الاجتماع، حسب بيان صدر عن الخرطوم، تمسكه بالعملية التفاوضية كوسيلة وحيدة للتوصل لاتفاق مرضٍ حول سد النهضة الإثيوبي. وقد أبدى السودان تحفظه على مواصلة المفاوضات بنفس المنهج السابق الذي قاد لطريق مسدود في الجولات السابقة. وتقدم السودان بمقترح بإعطاء دور أكبر للخبراء والمراقبين في عملية التفاوض لتقريب وجهات النظر.

وقد انتهى الاجتماع إلى قرار بأن يوجّه الجانب السوداني، بوصفه الدولة التي تتولي الرئاسة الدورية لاجتماعات الدول الثلاث، الدعوة، لعقد اجتماعات تمتد لمدة أسبوع بهدف استكمال تجميع وتنقيح مسودة اتفاق سد النهضة، والتي كانت الدول الثلاث قد بدأت في إعداده خلال جولة المفاوضات الأخيرة، وذلك من أجل التشاور حول السبيل الأمثل لإدارة المفاوضات خلال الفترة المقبلة.

واتفقت الدول الثلاث على أن يتم العمل خلال هذا الأسبوع على وضع جدول أعمال واضح ومفصل وجدول زمني محكم ومحدد لمسار التفاوض وقائمة واضحة بالمخرجات التي يجب التوصل إليها بالاستعانة بالمراقبين والخبراء بطريقة مغايرة للجولات السابقة.

اجتماعات هذا الأسبوع والتي تعتبر مصيرية في عمر مفاوضات سد النهضة جاءت بعد أيام قليلة من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص إمكانية “تفجير سد النهضة”، وهو التصريح الذي قال عنه الدكتور عباس شراكى، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إنه حرك المياه الراكدة. 

شراكي أضاف أن النتائج غير مرضية بشأن مفاوضات سد النهضة، لافتاً إلى أن اتفاق واشنطن بشأن سد النهضة مازال جاريا، مشيراً إلى أن الموقف السوداني تقارب كثيراً من الموقف المصرى فى الفترة الأخيرة، خاصة أنهم شعروا بالخطر الشديد من سد النهضة خلال فترة الفيضانات التى حدثت مؤخراً، ولا بد أن يكون هناك تنسيق بين مصر والسودان وإثيوبيا فى التحكم فى ملء السد وتشغيله.

وأشار إلى أن إثيوبيا شعرت بالخطورة رغم التصريحات المتداولة لها، لافتاً إلى أنه متفائل جدا بخصوص الخطوات السودانية الأخيرة بشأن سد النهضة.

فيما قال الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الأثيوبيين يعولون على مجىء إدارة ديمقراطية لأمريكا حتى يستمروا في المماطلة التي كان يتعاملون بها، لا سيما أن الانتخابات الأمريكية ستبدأ في الثاني من نوفمبر، ولفت إلى أن ما يحدث هذا الأسبوع مصيري وهدفه تغيير النهج التفاوضي من أجل تغيير دور المراقبين ليكونوا أشبه بالوسطاء.

بينما قال السفير صلاح حليمة نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية، إن تصريحات دونالد ترامب، دفع نحو ضرورة إحياء المفاوضات للتنبيه لخطورة الوضع الذى يعانى أزمة سد النهضة، موضحا أن تصريحاته ليس فيها معنى التهديد العسكرى أو الحرب على النحو الذى أخذته إثيوبيا، ولكن هذه التصريحات يجب أن تفهم بمفهومها الصحيح، وأن هناك خطورة فى الموقف تهدد الأمن والاستقرار ويجب مواصلة المفاوضات ويتم التوصل لحل لأزمة سد النهضة.

وأوضح أن هناك نهجاً جديداً سيتم اتباعه فى هذه المباحثات، ويعتقد أن هذا النهج يقوم على أساس مشروع الاتفاق الأمريكى فى فبراير 2020، حيث قدم حلاً شاملاً كاملاً متوازن يراعى كل الأطراف دون أن يكون هناك ضرر جسيم لأى طرف.

الأسبوع المقبل ولاشك سيكون حاسماً بين إرادة وعزيمة مصرية للوصول إلى اتفاق ملزم، ومماطلة من أديس أبابا للمقامرة بمجيء رئيس جديد لأمريكا.