لاختيار عروسة.. تعلم كيفية صلاة «الاستخارة»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يفضل الكثير من المسلمين الاستعانة بالله سبحانه وتعالى، قبل الإقدام على أمر ما، لتيسير الأمر إن كان خيرا، أو إبعاده إن كان شرا، ويكون ذلك عن طريق صلاة الاستخارة.


وكثيرا ما يلجأ إلى صلاة الاستخارة المقبلين على الزواج، أو قبل قرار الموافقة على عروس أو عريس خوفا من الإقدام على أمر فيه شر.


ويوضح الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لفضيلة مفتي الجمهورية، كيفية صلاة الاستخارة في خطوات كالتالي:
أولًا: صلاة الاستخارة تطلق على الركعتين اللتين يصليهما المسلم لله تعالى طلبًا للصواب والاختيار الصحيح في أمر من الأمور، وهي من السنن المؤكدة التي يتطلب من المسلم فعلها خاصة في الأمور المهمة.


واستدل على ذلك بحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِن القرآن.


ثانيًا: ورد في نصوص الفقهاء ثلاث صور لكيفية الاستخارة:                                                  
الأولى: اتفق عليها الفقهاء، وهي: صلاة ركعتين من غير الفريضة بنية الاستخارة مع الدعاء المأثور الذي سياتي لاحقًا.


والثانية: ذهب جمهور الفقهاء من الحنفيَّة والمالكية والشافعية إلى جواز الاستخارة بالدعاء من غير صلاة ركعتين، خاصة في حالة تعذر أدائها بالركعتين والدعاء معًا.


والثالثة: صرح بها المالكيَّة والشافعية أنها تجوز بالدعاء عقب أي صلاة مع نيتها.


ثالثًا: ذهب الحنفيَّة والمالكية والشافعية إلى استحباب الدعاء الوارد مع افتتاحه وختمه بالحمد والثناء على الله تعالى والصلاة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم.


ونص الدعاء ورد في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي. قَالَ : وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ».


وانتهى الدكتور مجدي عاشور، إلى أن طلب المسلم الصواب والاختيار من الله تعالى في أموره المباحة كلها هو مستحب ومطلوب على الدوام، ويحصل بإحدى الصور الثلاث السابقة وفق المتيسر لحاله ومقدرته، ويكون الدعاء عقب الصلاة باتفاق المذاهب الأربعة، والصورة الأولى أَوْلَى.