«السير عكس عقارب الساعة».. قطر «هاوية» الأزمات في المنطقة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

قالت وكالة الأنباء القطرية، اليوم الثلاثاء 27 أكتوبر، إن فتحي باشاغا، وزير الداخلية الليبي في حكومة فايز السراج، قد أبرم اتفاقًا أمنيًا مع نظيره القطري خالد بن خليفة، في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مشيرةً إلى أن الاتفاق يهدف إلى تعزيز التعاون في المجال الأمني.

كما ينص الاتفاق على تبادل المعلومات بشان التنظيمات الإرهابية وأساليب عملها وشبكات الإرهاب من حيث الإعداد والتمويل.

وجاء هذا الاتفاق بعد أيامٍ من التوصل لاتفاقٍ لوقف إطلاق النار بين وفدي حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي، في جنيف برعاية الأمم المتحدة.

وفي أول رد فعلٍ على الاتفاق بين الدوحة وحكومة الوفاق، قالت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي إن حكومة الوفاق خرقت اتفاق وقف إطلاق النار عبر توقيع اتفاقات جديدة مع قطر.

كما استهجن الجيش الوطني الليبي، أمس الاثنين 26 أكتوبر، الاتفاقات الأمنية القطرية مع حكومة الوفاق، معتبرًا إياها "محاولة خبيثة لتقويض اتفاق وقف النار".

وقال الجيش الوطني الليبي إن "توقيع قطر على اتفاقيات أمنية مع حكومة الوفاق خرق لاتفاق جنيف".

وبذلك تكون قطر قد واصلت مسلسل لعبها دور المحرك لبندول الأزمات في أكثر من موقع في الوطن العربي، الذي ريثما يتحرك يمضي كثير من الوقت حتى يهدأ ويتوقف مجددًا.

قطر عنوان الأزمة الخليجية

ومن أبرز الأزمات الأخيرة، والتي لا تزال قائمة حتى الآن، الأزمة الخليجية المتعلقة بمقاطعة كلٍ من مصر والسعودية والإمارات والبحرين لقطر، وذلك منذ الخامس من يونيو عام 2017.

وتنحني باللائمة على قطر في هذه الأزمة من قبل البلدان الأربعة، حين تسببت تصريحاتٍ منسوبةٍ لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني على وكالة الأنباء الرسمية في قطر، في إشعال فتيلها.

وفي التصريحات المنسوبة لأمير قطر، انتقد خلالها تميم القمة العربية الإسلامية الأمريكية، التي عُقدت آنذاك في الرياض، بمشاركة نحو خمسين زعيمًا عربيًا وإسلاميًا إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وزعمت قطر لاحقًا أن الوكالة الرسمية تم اختراقها، وأن التصريحات المنسوبة لأمير قطر غير صحيحة، لكن ذلك لم يكن مقنعًا للبلدان الأربعة، التي بدت أنها ضاقت ذرعًا من تصرفات الدوحة.

وقررت البلدان الأربعة مقاطعة قطر متهمةً إياها بدعم الإرهاب، وإيواء عناصر متشددة على أراضيها، وهو ما حاولت قطر التنصل منه.

وعرضت البلدان الأربعة على قطر قائمة من المطالب لإنهاء المقاطعة، كان أبرزها إغلاق قناة الجزيرة وخفض العلاقات الدبلوماسية بين قطر وإيران والامتناع عن استقبال متطرفين على أراضيها وإغلاق القاعدة العسكرية التركية في الدوحة.

لكن قطر غضت الطرف عن هذه المطالب، ورفضتها بإبلاغ ذلك أمير الكويت آنذاك الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي لعب دور الوسيط في الأزمة، ليتسبب العناد القطري في استمرار المقاطعة إلى وقتنا هذا.

دور خبيث في اليمن

وفي العالم الماضي، أبانت قطر عن دورٍ خبيثٍ في اليمن، بعدما تمكنت أجهزة مكافحة الإرهاب في عدن من الكشف على أنواع مختلفة من السلاح والذخيرة المسجلة باسم الجيش القطري.

ومن نوعية السلاح المضبوط يتبين أن الأهداف من هذا السلاح هو تنفيذ عمليات اغتيال لقيادات أمنية وسياسية واجتماعية واستخدام الأحزمة الناسفة لإيقاع أكبر قدر من الضحايا، وذلك نقلًا عن موقع "سكاي نيوز عربية".

وعلى الرغم من أن قطر انخرطت في البداية ضمن قوات التحالف العربي لمقاتلة جماعة أنصار الله "الحوثية" في اليمن، إلا أنها في أعقاب الأزمة الخليجية خرجت من التحالف وبدأت في لعب دورٍ داعمٍ للحوثيين، بإيعازٍ من إيران.

وثائق مسربة

أظهرت وثيقة مسربة من تسريبات البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون، التي تم الكشف عنها مؤخرًا أن قيادات مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان قررت تفويض خيرت الشاطر ومحمود عزت في 2012 بالسفر إلى الدوحة من أجل لقاء مستثمرين قطرين لم يتم الكشف عن أسمائهم من أجل التوقيع على عقود تهدف لإنشاء مجموعة إعلامية كبيرة في مصر.

وتابعت الوثيقة أن قيادات جماعة الإخوان المسلمين كانت تهدف إلى الحصول على 100 مليون دولار من القطريين من أجل إنشاء تلك المجموعة الإعلامية، وأن خيرت الشاطر نجح بالفعل في التوصل إلى اتفاق يقضي بإنشاء المجموعة الإعلامية على أن تبقى إدارتها في يد خيرت الشاطر نفسه.