«ادفع تنجز».. «المخلصاتي» يحكم دواوين الحكومة 

«ادفع تنجز».. «المخلصاتي» يحكم دواوين الحكومة 
«ادفع تنجز».. «المخلصاتي» يحكم دواوين الحكومة 

سماسرة على أبواب المصالح لاصطياد الزبائن .. شعار الموظفين

أم سارة اتبهدلت فى الشوارع  يوماً.. والموظف وصَّل الورق لحد البيت بـ جنيهاً

300 جنيه بطاقة التموين.. 100 لشهادة الميلاد .. و جنيه لتأسيس جمعية أهلية فى 48 ساعة 

 

ريم حمادة  ـ شاهندة أبو العز

 

هل عشت تجربة مع أي مصلحة حكومية لإنهاء إجراءات أو أوراق رسمية ؟.. هل عانيت من تعنت بعض الموظفين أو أسلوب  اللامبالاة الذي يُصدره البعض أحياناً؟ الإجابة قطعاً بـ» نعم «  فجميعنا مر بمأساة إنهاء الأوراق داخل المصالح الحكومية والتى لا تنتهى إلا بطريقتين المعارف والوساطة أو «المخلصاتى» المهنة الشهيرة فى كافة المصالح فى مصر التى تحمل دائماً شعار «برز تنجز»  فإما الدفع أو العبارة الأشهر «فوت علينا بكرة» ولأن بكرة لن يأتى فلا بديل عن  «المخلصاتية» الذين إما أن يكونوا يعملون لحساب أحد قيادات المصلحة يتصيدون الزبائن من على أبوابها أو واحد من الموظفين أنفسهم. 


محررتا «الأخبار المسائي»  قامتا بمغامرة داخل عدد من المصالح الحكومية لتعيش الواقع بكل تفاصيله والذى حاولنا نقله من خلال السطور التالية..


كانت البداية من قطاع الأحوال المدنية بالعباسية لاستخراج القيد العائلي،  حيث ذهب محررتا الأخبار المسائي بهدف السؤال عن كيفية استخراج شهادة قيد عائلي وما الأوراق المطلوبة لذلك.


وما بين الزحام الشديد والأوراق التي تنتظر الأختام كانت تجلس فتاة عشرينية سمراء تتابع عن كثب حركة المواطنين ترتدي سترة زرقاء اللون وهو الزي الرسمي للعاملات هناك، عند الاقتراب منها وسؤالها عن الأوراق المطلوبة قالت « اسألي تحت هيقولولك ايه اللي هتحتاجيه».


ومع طرح استفسار عن إمكانية إنهاء الإجراءات والأختام المطلوبة، ارشدتنا إلى أحد الاشخاص بالدور الأرضي يستطيع مساعدتنا في تخليص الأوراق، ثم اصطحبتنا إليه قائلة :«بصي دا هيقدر يخلصلك الدنيا والورق بس راضيه» وبدفع مبلغ بسيط من المال ،عادت الفتاة إلينا مسرعة قائلة: «بيقولك هاتي الورق وتعالى ويخلص لك الدنيا».

 


وكانت الجولة الثانية أمام المركز النموذجي لإصدار الوثائق المميكنة وسجل المواطنين بالخارج بالعباسية أيضاً وبمجرد أن وطأت أقدامنا استقبلنا شاب عشريني يعمل بكافية ملاصق للسجل مبادراً بعرض خدماته قائلاً « عايزة تخلصي بطاقة ولا شهادة ميلاد»! تجاوبنا معه بأننا نريد استخراج شهادة ميلاد لرضيع تم ولادته بإحدى الدول العربية.


سرعان ما رحب الشاب وأخذنا لنستريح قليلاً حتى نتوارى عن الأعين هامساً « هجبلك حد يخلص لك الدنيا كلها استني» ،ومرت دقائق معدودة ليظهر الشاب وبصحبته أحد العاملين بالقطاع يدعى «م- سليمان» وبعد أن عرف طلبنا  رد قائلاً :» هاتي الورق وأنا هخلص لك كل حاجة وخدي رقمي، وشوفي تحبي تيجي إمتى، ومش هنختلف هما 100 جنيه» .


بعدها توجهنا إلى مجمع التحرير وقت انصراف معظم الموظفين لذا كان الجو هادئاً والمكاتب فارغة إلا من صوت الموسيقى الصاخبة التي تتسلل من وراء باب إحدى الغرف بالطابق الخامس حيث مقر الشؤون الاجتماعية ، ومع الاقتراب من مصدر الصوت كانت تجلس إحدى الموظفات بمفردها تدعى «هـ»، ترد على استفسارات المترددين على المجمع طيلة اليوم، تحاول إنهاء ما في يديها من  أوراق  بعدما خيم السكون وهدأت الحركة على المجمع ،و بعد الترحيب، بادرت الموظفة بالسؤال عن طلبنا الذي أتى بنا في وقت انصراف الموظفين وانتهاء مواعيد العمل ، فأجبناها أننا جئنا للاستفسار عن كيفية إنشاء جمعية حقوقية ومعرفة  الأوراق المطلوبة لذلك؟! 
لترد مسرعة قائلة: « بلاش جمعيات حقوقية في الوقت الحالي مش هتكمل، شوفوا أي نشاط تاني الأول». 


حاولنا سؤالها إذا قمنا بتغيير نشاط الجمعية لتكون مختصة بشؤون الإعاقة، وإمكانية إنهاء الأوراق والإجراءات في أسرع وقت.. لترد قائلة « اللي هيخلص لكم الورق هياخد فلوس كتير، ممكن يوصل لكذا ألف ، انتم معاكم فلوس؟»، فبادرناها بالإجابة بالتأكيد ،فتابعت الموظفة « زميل شغال معانا، هتصل اقوله أن في مصلحة واشوف هياخد كام واقولك» وعلينا ان نعاود الاتصال بها في وقت لاحق وبالفعل تبادلنا الأرقام.

 

بعدها عادت لتؤكد لنا أنه من الممكن أن ينجز لنا جميع الأوراق ويسهل علينا إنهاء إجراءات الجمعية في أسرع وقت مع أحد الموظفين في إدارة التضامن الاجتماعي التابعة للمنطقة التي سيتم إنشاء الجمعية بها ، مضيفة: «وانتى كمان  شوفي حد من اللي ماسكين إدارة التضامن وبينك وبينه راضيه بـ 500 جنيه هيخلصلك الدنيا». 


ومن التضامن للتموين يا قلبى لا تحزن  حيث توجهنا إلى أحد مكاتب التموين بحي عين شمس عرب الطوايلة عن كيفية استخراج بطاقة تموين جديدة وإضافة الأبناء ،لنتقابل بـ « أم سارة «  إحدى المواطنات تروى مأساتها فتقول بعد محاولات فاشلة لإنهاء إجراءات البطاقة التموينية لمدة تزيد على 15 يوماً داخل مبنى وزارة التموين لجأت لأحد الموظفين ويدعى « أ.م « وطلب منى 250 جنيهاً وصور شهادات ميلاد الأبناء وصور بطاقة الرقم القومي لرب الأسرة والزوجة وقسيمة الزواج ليقوم بإنهاء البطاقة نيابة عنى وهي في منزلها دون الذهاب إلي الوزارة واستلامها بعد 15 يوماً وفعلا  بعد لف  ودوخة وبعد الدفع لقيت البطاقة خلصت ووصلتنى لحد البيت ونفس الموضوع حصل مع جارتى «صباح السعيد» بطاقتها ضاعت وكانت بتعمل «بدل فاقد» ودفعت 300 جنيه لموظف عرفها بيه صاحب الفرن اللى باشتري منه.