حكايات يوم التلات.. عن الفنانين والفنانات «شادية»

الكاتب محمد أبوذكري
الكاتب محمد أبوذكري

قالت ذات يوم أمام أيقونة السينما المصرية يسرا صاحبة  أجمل طله وأرق روح وأرقى إحساس وأصدق مشاعر.. في إحدى أفلام الشاشة الكبرى (لا تسألني من أنا) وكانت تقف بجانبهما وأمامهما وبينهما سمراء النيل صاحبة أطيب قلب وأعظم أداء ورصيد وافر من الحب والود والمشاعر يسكن روحها وعقلها وقلبها لأنها دون ألقاب أو تقديمات أو حتى رسميات لتكون هي أيضًا أحد أضلاع الفيلم المفعم بالأداء الدرامي الإنساني البديع، وكأن الثلاثي في محراب تمتلئ جنباته وجدرانه وسماء وأرضه وأحضانه لتقول لهما أنا من وأنا معكما وأنا بينكما ولا تجيب إلا بصمتها الرائع النظرات، القليل الكلمات، المعبر بصدق أنا مديحه يسرى وتهمس في أذني الفضاء  أنها تقف إمام عملاقة الصوت الصافي البريء، المكسوفة دوما، الملهوفة شغفا، الدلوعة نورا وقمرا جاء من ليل السماء ليتربع في قلوب البشر لتكون هي شادية.

شادية ومديحه يسرى ويسرا ومعهن كوكبة من نجوم السينما المصرية رمز الرجولة والمروءة والشهامة هشام سليم، ورمز الأنوثة والتميز والروعة فى الأداء إلهام شاهين ومعهم الفنان طارق الدسوقي.

وفى أداء عالمي مؤثر ومثير مع موسيقى تصويرية معبرة لعمار الشريعي في مشهد سينمائي بديع ليسرا ـ وهى تقول (دادة ريحينى ياداوة، أنا بنت مين بنت حرام، لترد شادية بانكسار وألم ودموع لا ترغب في السقوط، لتستعطفها يسرا، وترد عليها شادية بأسى وتردد وخوف ولهفة وصوت يتهدج، صادق المشاعر شديد الواقعية صدقيني يا زينب وهذا اسم يسرا في الفيلم أنا أمك يا زينب والتي أعلنت شادية بروعة قاسية شريفة (مديحه يسرى) إنها لم تنجب وأنا بعتك لشريفة علشان أربى أخواتك.

ما هذا الأداء، وما تلك العذوبة الصادقة وما كل ذلك من تدفق لتقول في نهاية المشهد (طول ما فى فقر الناس مش بس حتبيع ولادها، حتبيع لحمها) تلك هي شادية أو فؤاده رمز مصر وبنت مصر والتي أعلنت في نهاية مشوارها مع الفن والسينما والغناء والعناء لتذهب الى ربها تائبة راضية مرضية ونفس مطمئنة لتبكى بدموع قلبها البرىء وتبتهل الى الله قائلة (خد بإيدى).