بسم الله

الشيطان الأخرس!

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

أستعير من الصديق اللواء المحترم حسين مصطفى عنوانه وكلماته حول أزمة نعيشها حاليا وهى الإساءة لنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. والذى كتب يقول: الساكت عن الحق شيطان أخرس. أحب رسول الله وخاتم أنبيائه، ونؤمن برسالته. وحجم الإيمان سر بينى وبين الله لا يحتاج إشهارا على الفيسبوك ولا أقبل المزايدة عليه. ماكرون لم يخطئ فى حق الإسلام ولم يقل سننشر الرسوم ولم يسئ للرسول الكريم، فقط قال إنه يحمى حرية التعبير طبقاً للدستور، ووجه كلامه إلى المسلمين المتطرفين وليس كل المسلمين بفرنسا. نحن الذين نسيئ للإسلام بذبح رجل فرنسى وفصل رأسه عن جسده، علاوة على عمليات إرهابية متكررة فى فرنسا نتج عنها ضحايا أبرياء بالعشرات.
يفسر مصطفى حديثه بأن ذكاء مخططى الإرهاب وراغبى تدمير مصر جعل قطاعا من الطيبين يتقبل أكاذيب الجزيرة واتباعها مدعى الدين، ويطالبون بمقاطعة فرنسا لتخفيف الضغط عن المقاطعة لعدو مصر الأول خليفتهم التركى المهرج الذى استغل الواقعة لينال إعجاب الأغبياء ولكنه سينال عقابا أوروبيا شاملا تأخر كثيراً. هذا الخلط والهياج يهدف إلى فقدان حليف مهم يقف مع مصر ضد تركيا فى شرق المتوسط. حليف قام بتسليح مصر بحراً وجواً فى وقت عصيب، أعتقد أنها واضحة. مقاطعة البضائع الفرنسية هى مقاطعة لمصانع مصرية، وتشريد لعمالها، لصالح البضائع التركية. وبالمناسبة لم تنجح فى مصر أى حملة مقاطعة لمنتجات دولة أخرى.
هل يمكن أن نفكر بالعقل فيما يقوله اللواء حسين مصطفى، ولا ننجرف إلى ما يريده الإرهابيون والخونة فى قطر وتركيا لضرب مصر وشعبها. لقد تعمدوا ضرب العلاقات المصرية الفرنسية بترجمة مزيفة لكلمة ماكرون. الشعب والدولة المصرية لا توافق على أية إساءة أو مساس بالرسول والإسلام. لكن لابد أن نعترف أن أول من ضرب الإسلام فى مقتل هم المتطرفون والإرهابيون الذين يقتلون المسلمين فى كل مكان. لنعود للعقل ولا نستغل حساسية المحبة الفطرية للرسول الكريم لكى نحقق أهداف أهل الفوضى وكارهى الوطن. علينا ألا نردد كالببغاء ما يقوله الخونة، حتى لا نساعد فى إفساد علاقاتنا بالأمم الأخرى.
دعاء: اللهم لا تحرمنا شفاعة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.