بدأت منذ عام 1822

كاتب إنجليزى يكشف عن مخطط دولى لسرقة آثار مصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رصد الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية كتابا جديدا يكشف عن مخطط دولى لـسرقة آثار مصر وهو كتاب باللغة الإنجليزية صدر منذ يومين  بعنوان A World Beneath the Sands: The Golden Age of Egyptology (عالم تحت الرمال: العصر الذهبي لعلم المصريات) .

ويوضح دقيل أن الكتاب من تأليف عالم المصريات البريطاني (توبي ويلكنسون) يؤكد أن آثارنا المصرية تعرضت للسرقة الممنهجة خلال القرون الماضية من قبل الأجانب وخاصة من قبل الإنجليز والفرنسيين الذين تنافسوا على سرقة آثار مصر ويتناول الكتاب تاريخ نهب الآثار المصرية خلال قرن من الزمان منذ اكتشاف الكتابة الهيروغليفية عام 1822 إلى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 وأن الغرب تنافس على ثروات مصر القديمة.

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على ما أورده الكتاب من مضار التسارع الوحشي بين البريطانيين والفرنسيين والألمان والأمريكيين حول الاستئثار بأسرار الآثار المصرية وكنوزها حيث كانت أساليب بعضهم في التنقيب عن الآثار سيئة ومدمرة رغم ما أمدونا بها بتاريخ ظل مدفونًا تحت الرمال لقرون طويلة وكان الغرب لا يسعى فقط لاكتشافها بل أيضا ن امتلاكها .
 
ويتابع الدكتور ريحان بأن التنافس المحموم بين بريطانيا وفرنسا على الأخص كان نحو السيطرة على آثار مصر ونهبها حيث ذكر الكتاب أن فرنسا وبريطانيا كانت لديهما رغبة شديدة في التفوق على بعضهما البعض من أجل السيطرة على مصر سياسيًا وأثريًا وأن كلتيهما استخدمت المجموعات والآثار المصرية في متاحفهما الوطنية مثل متحف اللوفر والمتحف البريطاني كمقياس ورمز لنجاحهما على اكتشاف الآثار المصرية.

ويوضح الدكتور ريحان أن المؤلف ويلكنسون سلط الضوء على بعض الحوادث المؤسفة والجرائم التي ارتكبتها الدول الأوروبية بحق الآثار المصرية حيث إن الضابط بالجيش البريطاني المدعو (ريتشارد ويليام هوارد فايس) قد استخدم البارود والديناميت لتفجير الأهرامات بحثًا عن مدخل إليها بل وقام بعمل حفرة بعمق 27 قدمًا في الجزء الخلفي من أبو الهول على أمل إيجاد غرفة بداخله واستخراج ما بداخلها من الكنوز وأن الآثارى الفرنسي (أوجست مارييت) الذي اكتشف معبد السيرابيوم في سقارة عام 1851 استخدم أكياس الحبوب لتهريب مئات القطع الأثرية وشحنها خلسة إلى فرنسا.

وكذلك فإن فريق التنقيب الألماني قام بسرقة رأس (تمثال نفرتيتي) في تل العمارنة ونقلوه على الفور إلى برلين وأن هذه العمليات من النهب، وخاصة عملية سرقة رأس نفرتيتي عام 1912 جعل المصريين يدركون مدى استغلال الأجانب لهم وسرقة تراثهم وأن ما جرى من نهب لآثار مصر خلال تلك الفترة من خلال الغرب إنما هو عملية "استيلاء ثقافي" حيث أكد أن ما حدث كان سرقة ثقافية محمومة وطويلة الأجل وشاملة.

وشهد المؤلف  توبي ويلكنسون أن هذه السرقات كانت ممولة من الحكومات الأجنبية وأنها كانت عبارة عن مخطط دولي كبير لسرقة آثار مصر.