يذبح زوجته بسبب وجبة عشاء.. فعاقبته المحكمة بالإعدام

المتهم
المتهم

كتبت منى ربيع

اعتاد الزوجان على أن يتشاجرا ويصل صوتهما إلى الجيران مخترقًا الحواجز في الليل أو النهار كأنه طقس يومي اعتاده الاثنان، الزوج عامل بأحد المصانع دائم الاعتداء على زوجته بالضرب، لدرجة أن الجيران كانوا يتدخلون في أغلب الأوقات لفض مشاجراتهم معا.

حجة الزوج أنه يؤدب زوجته التى اعتادت عدم تنفيذ أوامره وعصيانها بصفة مستمرة، حتى جاء ذات يوم من عمله، طالبا منها تحضير العشاء، رفضت الزوجة التي تغط في نوم عميق، فكبرت في دماغ الزوج، استل سكينا وذبح زوجته في مشهد مرعب ثم واصل طعنها عدة مرات في أنحاء مختلفة بجسدها وفر هاربًا، ليجد نفسه في النهاية ماثلا في قفص الاتهام أمام محكمة الجنايات التى أصدرت قرارها منذ أيام بإحالة أوراقه للمفتي لأخذ الرأي الشرعي في شأن إعدامه.

 

حسن شاب في بداية العقد الثالث من عمره، يعمل في مصنع، يدخر أمواله كي يتمكن من الزواج، فهو يعيش وحيدا بعد وفاة والديه، اعجب بجارته سناء لم يتردد في الذهاب إلى أسرتها طالبا يدها، فهو في النهاية جارها.

لم تمانع أسرة سناء فالاثنان ظروفهما متقاربة، ليتم الزواج في حفل عائلي بسيط حضره الأهل والأصدقاء وانتقلت سناء لتعيش مع زوجها حسن في بيته، لا أحد يعلم أن حسن عصبي المزاج سريع الغضب كثير الوقوع في الأخطاء بسبب تسرعه في أفعاله!

 


ظن حسن أن الدنيا فتحت له ذراعيها، وسيذوق طعم الاستقرار ويشعر بالجو العائلى الذى افتقده منذ وقت طويل بعد وفاة والديه، لكن غاب عن سناء أيضا أن من تزوجته يريد الدنيا كلها تسير على مزاجه هو، يجب عليها أن تستيقظ من نومها مبكرًا قبله ولا تنام إلا بعد أن يأتي من الخارج ويسمح لها بالذهاب إلى فراشها، "هو كده حكم قرقوش، والست شغاله في بيت جوزها"، هكذا دائمًا يصرخ الزوج في وجه زوجته، وحين كانت ترد الإهانة ببعض كلمات مصحوبة بالدموع، تنهال الصفعات على وجهها كالرز، فلايمر يوم إلا وتتجدد فيه المشاكل بسبب أو بدون سبب، حتى العلاقة الحميمة كانت المجني عليها تشعر وكأنها جريمة اغتصاب تُرتكب في حقها في جنح الليل باسم ورقة اسمها وثيقة زواج، دون أن تنبس ببنت شفة.

تطورت الأمور بينهما لدرجة انها كثيرًا ما تغادر في نصف الليل بحقيبة ملابسها عائدة إلى بيت أهلها، ثم يقوم الكبار من العائلتين بمساعى الصلح بين الزوجين لرأب الصدع، وتعود سناء إلى منزل زوجها مرة اخرى، عام كامل والاثنان على ذلك الحال، ضرب وإهانة وإذلال بداعِ أو بدون داعِ، فليس لها الحق أن تغادر إلى فراشها قبل أن تسأله في إذعان وخضوع، "عايز حاجة مني الليلة يا سي السيد"؟!، ولأن لكل شيء نهاية سلبًا كان أو إيجابًا بسهولة شديدة انتهت حياة سناء على يد زوج لا يعرف معنى الحياة الزوجية أو قيمة المرأة التي تعيش معه تحت سقف واحد!

 


جاء الزوج من عمله في أحد الأيام متأخرًا وجد زوجته نائمة، أيقظها بعصبية بحجة إعداد وجبة العشاء له، حاولت سناء أن تقنعه بأنها تشعر بالتعب والمرض وعليه أن يعد لنفسه العشاء، لكن الزوج المتسلط يجذب زوجته من على السرير ويلقي بها على الأرض، وأثناء ذلك اشتعلت بين الزوجين مشاجرة جديدة، اعتاد عليها الجيران لكن هذه المرة كان صوت سناء يشبه الاستغاثة أو هو كذلك؛ استل الزوج سكينا من المطبخ وأمسك برقبة زوجته وكأنه يُمسك بفرخة وبلا إحساس بما يفعله يذبح زوجته من رقبتها، لم يكتف بهذا وإنما سدد لها أكثر من 10 طعنات لتسقط غارقة في دمائها ويفر هاربًا.

 سكت الصوت فجأة، فظن الجيران أن الأمور هدأت بين حسن وسناء وخلد الاثنان للنوم لكن توالت المفاجآت!

 

في صباح اليوم التالى اكتشف الجيران الجريمة أبلغوا الشرطة وأسرة سناء، ليتم القبض على الزوج قبل هروبه إلى محافظة أخرى، وإحالته للنيابة معترفًا بجريمته بعدما جاء تقرير الطب الشرعي أن الوفاة جاءت بقطع في الرقبة وإصابتها بعشر طعنات في أنحاء متفرقة من جسدها. 

أمام محكمة جنايات الزقازيق برئاسة المستشار إبراهيم عبد الحي رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين تامر ممدوح سليم، ومحمد ماهر رشاد، وأمانة سر محمد فاروق بدأت محاكمة المتهم، وبعدها أصدرت قرارها بإحالة أوراق الزوج إلى فضيلة المفتي؛ لأخذ الرأي الشرعي في شأن إعدامه.