حرمته أمه من الموبايل فانتحر.. الطفل «يوسف» يتخلص من حياته «شنقا»

الضحية
الضحية

أيمن فاروق – محمد الجريتلى

كم من الجرائم ترتكب بسبب الألعاب الإلكترونية التي سيطرت على عقول الشباب والفتيات من مختلف الأعمار والمستويات .


الضحية في هذه الواقعة طفل صغير لم يتحمل فكرة حرمانه من هاتفه المحمول ولعبته المفضلة وقرر الانتحار في قرار عجيب لا يصدقه عقل ولم يتخيله أحد من أفراد أسرته .


الواقعة غريبة بكل المقاييس جرائم انتحار الأطفال من الجرائم القليلة والنادرة فهذه الجريمة تعد بمثابة تحذير وجرس إنذار أمام علماء النفس والاجتماع لدراسة مثل هذه الجرائم التي وقعت مؤخرًا وإن كانت فردية ولكن يجب دراستها، ومعرفة ماهى الأسباب التي تدفع طفل للانتحار داخل حجرته وخاصة أن هذه الواقعة جاءت بعد ساعات قليلة من انتحار طفل ايطالي ألقى بنفسه من شرفة غرفته في الطابق العاشر بعد حرمانه من لعبته المفضلة على الموبايل!

دخلت الأم بصوت خفيض تنادي على ابنها يوسف فى محاولة لمصالحته بعد تعنيفه لكثرة جلوسه على هاتفه المحمول، خطوات الأم مسرعة ناحية غرفة الطفل الصغير اقتربت منه لكن طفلها لم يتفاعل معها فى الرد، كل ذلك والأم يدور فى مخيلتها أن ابنها يوسف لايزال غاضبًا منها بسبب أخذها المحمول منه.
 بضحكة وصوت عالى تنادي الأم يا يوسف لكن  الطفل لا يرد، هنا كانت الأم قد وصلت إلى الحجرة وفتحت الباب، فشعرت أنها تشاهد فيلم رعب، أو فى كابوس مفجع ولم تستيقظ من نومها.


 صدمة أصابت الأم فور رؤيتها طفلها الصغير ملقى على الأرض وبجانبه ستارة ملفوف طرفها على عنقه ووجهه يميل إلى اللون الأزرق عيناه جاحظتان.


 لم تصدق الأم أو هكذا عقلها الباطن يرفض الإقرار بالأمر الواقع وأن ابنها فى عالم آخر توقفت للحظات مرت عليها وكأنها دهر، عاشت تلك اللحظات بين الواقع والخيال عقلها رافض الواقع تحاول الصراخ لكن صوتها مكتوم داخلها من "هول" المفاجأة، ابنتها خلفها تنادي عليها، هنا الأم استوعبت أنها تعيش فى واقع أليم.

صرخت مستغيثة بابنتها الكبرى سارة وابنها محمد، دوت صرخاتها فى أرجاء الشقة بل وتجاوزتها إلى الخارج، سمع الجيران والمارة والأقارب صوت الأم.
 ابنتها أسرعت اليها  الأم اقتربت من طفلها يوسف بالصف الخامس الابتدائي  احتضنته.

 ضمت رأسه على صدرها  أمسكت به وبأنين وبكاء حاد، دموعها انهمرت على رأس طفلها وهي تقبض بيديها عليه، فى مشهد مأساوي أبكى ابنتها وابنها، وجلسا بجانبها يبكيان، فى حالة هيستيرية.

دقائق قليلة وتجمع الأهالى داخل وخارج الشقة، بقرية إبراش بمشتول السوق محافظة الشرقية.

وأبلغ الأهالى مأمور مركز مشتول السوق  وانتقل رئيس المباحث ورجال المركز إلى مكان الواقعة.


لايزال المشهد المأساوي  يسيطر على المنزل فقط الأم استبدلت مكانها وانتقلت إلى الكنبة المجاورة إلى جثة طفلها، وبجوارها ابنتها سارة  وعلى الجانب الأخر ابنها الكبير .

رجال الشرطة يفحصون المكان، يعاينون الجثة  رئيس المباحث يتحدث إلى الابن، لكن الأم فى واد آخر  تسترجع ذكريات اليوم الأخير  وهي تأخذ الهاتف المحمول من طفلها يوسف  لكنه يطلب منها أن تتركه بحوزته يتصفحه ويلعب عليه بعض الألعاب.

الأم تنصح ابنها بألا يجلس على الموبايل كثيرا  لأنه يضر بصحته وتحديدا نظره  لكن الطفل كان شديد الإلحاح على الأم بترك الهاتف المحمول معه للعب لفترة بسيطة.

هنا كانت الأم تسترجع ذكريات اليوم الأخير مع طفلها ودموعها تنهمر من عينيها بغزارة، لسان حالها يقول  ياريتني تركت المحمول معه.

المشهد الوحيد الذي يسيطر على الأم صورة طفلها يوسف  عقلها يأبى الإقرار بموت طفلها  لم تصدق نفسها أنه غضب وأصيب بحالة نفسية سيئة لأنها أخذت منه هاتفه المحمول.

تشعر بحالة من تأنيب الضمير.. الأب حضر من الخارج يتساءل عما يدور فى منزله، فأخبره ابنه بوفاة يوسف الصدمة عقدت لسانه لم يصدق أن ابنه يوسف انتحر وظل يتساءل كيف انتحر؟


لايزال صغيرًا لكن التكنولوجيا الحديثة وألعاب الموت على الهاتف المحمول والتي تحمل طابع العنف هي السبب، جعلت الأطفال يعيشون أكبر من أعمارهم  إلى جانب أنها تعلمهم العنف والقتال والموت.

لم يصدق الأب ماجرى لابنه  نظر لزوجته لكنها فى حالة هيستيرية صعبة  وابنته تبكي  والمشهد مأساوي  اقترب منه رئيس المباحث وسأله عن سبب إقدام ابنه على الانتحار  لم يرد الأب سوى بكلمة أنه لم يعلم أن ابنه سينتحر .

وأكد أنه فى الأيام الأخيرة كان طبيعيًا وأشار الأب أنه كان ينصحه بعدم الإمساك بالهاتف المحمول كثيرًا وكذلك أمه والاهتمام بدراسته  لكن بعد ذلك فوجئنا بالحادث الأليم.


انتقلنا إلى قرية إبراش التقينا مع أسرة وأقارب الطفل يوسف، حالة من الحزن تسيطر على أهالى القرية، قال  أحمد ، أحد أقارب الطفل  إن محمود بحيرى والد يوسف كان يحبه كثيرًا ويهتم به ويشجعه على تعلم دروسه.

بينما نفى محمد بحيرى  شقيق الطفل يوسف الأكبر واقعة انتحار شقيقه مضيفًا بأنه توفي أثناء مذاكرة دروسه داخل غرفة نومه وناشد شقيق يوسف الأكبر وسائل الإعلام بتحري الدقة في نشر الحقائق.


وفى نفس السياق رفض والدا الطفل يوسف  الحديث  نظرا لحالتهما وحزنهما الشديد على طفلهما.


وكان اللواء إبراهيم عبدالغفار  مدير أمن الشرقية  قد تلقى إخطارًا من مدير المباحث الجنائية  يفيد بورود بلاغ بالعثور على جثة طفل  مشنوقًا داخل غرفة نومه بمنزل أسرته بقرية إبراش  التابعة لمركز شرطة مشتول  وتبين أن الطفل يوسف محمود  11 سنة  تلميذ بالصف الخامس الابتدائي  تخلص من حياته شنقًا  بسبب نهر أسرته له ومطالبته بعدم الإكثار من الجلوس على الموبايل.


نقلت الجثة إلى مشرحة مستشفى مشتول السوق المركزي  والتحفظ عليها تحت تصرف النيابة العامة  التي باشرت التحقيق.


الضحية الايطالية


وعلى بعد آلاف الأميال من مصر وقعت حادثة انتحار أخرى ارتكبها طفل ايطالي ترك رسالة غامضة لوالديه جاء فيها   أحبكما أمي وأبي يجب أن أتبع الرجل الأسود صاحب الغطاء هذه كلمات رسالة تركها الطفل الذي يبلغ من العمر 11 عاما عثر عليها والداه على جهازه اللوحى بعدما أقدم على الانتحار بالقفز من الطابق العاشر  ليثير الرعب والصدمة  خاصة أنه كان محبوبًا وبصحة جيدة ولم يتعرض لأى ضغوط أو تنمر.


ولم يستبعد المحققون فى إيطاليا علاقة الرسالة وواقعة الانتحار بشخصية جوناثان جاليندو الخيالية على الإنترنت والمتنكرة في هيئة كلب يشبه البشر ويرتدي غطاء على الرأس ويتحدى الأطفال بتأدية أعمال متطرفة تصل حد الانتحار  ولهذا أعادت واقعة انتحار الطفل وشخصية  جاليندو  إلى الأذهان لعبة  الحوت الأزرق  التى ارتبطت بأكثر من 130 حالة انتحار بين صغار السن في مختلف أنحاء العالم.