مع احترامى

إلا رسول الله

فرج أبوالعز
فرج أبوالعز

لا أحد يتفق مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون حول وصف الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة وأزكى السلام بالإبداع فلا إبداع عندما يتعلق بالإساءة إلى خاتم الرسل والمرسلين ولا لأى نبى أنزل الله عليه رسالته فالأديان جميعها تدعو للاحترام والسماحة والتعايش لكن مفهوم البعض الخاطئ تجاه الإبداع وراء كل ما نشهده على الساحة من تراشق لا مبرر له على الإطلاق ولا يقره أى دين سماوى.
يقينى أن الواقعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فى ظل شطط البعض تجاه مفهوم الإبداع فالله تعالى هو البديع ولا إبداع فوق إبداعه ويجب ألا نتزيد فى استغلال مفهوم الإبداع فى الإساءة للرسل والنبيين فهم فوق شطط البشر ويجب أن نكمم أيدينا وأفواهنا وننأى عن أى شطط يسيء لمفهوم الإبداع قبل أن يسيء للرسل الذى كرمهم الله تعالى بحمل رسالته.
مع احترامى وتقديرى الشديدين للمسلمين حول العالم تجاه ردود الأفعال الغاضبة ضد واقعة الرسوم المسيئة ووصف الرئيسس الفرنسى لها بأنها نوع من الإبداع لكن يجب علينا أن نتأسى بأخلاق رسولنا الكريم ونجعله فعلا وليس قولا قدوتنا فى ذلك بعدم الإساءة لمن أساء إلينا خاصة مع انتشار الرسوم المسيئة للرئيس الفرنسى على مواقع التواصل الاجتماعى فقدوتنا يجب أن تكون فى رسولنا الكريم الذى عفا عن الكفار بعد فتح مكة عندما سألهم: ما تظنون أنى فاعل بكم قالوا: خيرا أخ كريم وابن أخ كريم فرد رسول الهدى ونبى الرحمة: اذهبوا فأنتم طلقاء.. هكذا هى رحمة وسماحة رسولنا الكريم.
لا أحد يزايد على الغضب الشعبى العارم تجاه واقعة الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم ووصف الرئيس الفرنسى لها ولا أحد يقبل ذلك بغض النظر عن دينه لكننا يجب أن نراعى أن رسولنا الكريم محفوظة سيرته العطرة بأمر الله تعالى: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم.. فقط علينا أن نراعى أن هناك دورا لمنظمات التعاون الإسلامى التى تعمل على مستوى العالم وعليها التواصل من خلال حوار الحضارات للوصول لاتفاق محدد المعالم يمنع الإساءة للرسل بأى شكل من الأشكال والتأكيد على أن الديمقراطية فى أبسط تعريفاتها تعنى احترام الآخر وليس الإساءة إليه برسوم لا تمت للإبداع بصلة بل لا تعدو كونها شطحات بشر غابت عنهم الحكمة والصواب.
كل هذا لا يعد مبررا لأن نسيء لرئيس دولة كبرى أخطأ بوصف رسوم مسيئة للرسول الكريم بأنها إبداع فهذه رؤيته التى نرفضها تماما وفى الوقت نفسه يجب ألا ننسى أننا نتعامل مع رئيس دولة تربطنا بها علاقات سياسية واقتصادية فى مختلف المجالات فى ظل عالم متلاطم الأمواج وتحديات كبيرة نواجهها على المستويين الإقليمى والدولى فالرئيس ماكرون عبر عن رؤيته الشخصية وليس عن رؤية فرنسا الدولة أو الشعب الفرنسى.
يجب علينا أن نحث منظمات التعاون الإسلامى أن تلعب دورها فى الدفاع عن ثوابت الدين وأن تتحرك عبر القنوات الرسمية لوقف تلك المهاترات التى تتكرر كثيرا فى عالم الغرب تحت زعم الإبداع لكن فى الوقت نفسه نحافظ على الخيط الرفيع الذى يحافظ على علاقتنا كدولة مع دول تساندنا فى مواقف دولية كبيرة ولنا معها علاقات تعاون تصب فى مصلتنا كدولة.
علينا عدم المبالغة وألا ننساق فى ردود أفعال ودعوات شعبية للمقاطعة تضر بمصالح اقتصادية وسياسية نحن فى أحوج وقت لها.. ولنا فى ذلك القدوة برسولنا الكريم عليه الصلاة وأفضل السلام الذى عقد صلح الحديبية مع الكفار والتزم به رغم ما كان فيه من إجحاف لينتهى الأمر بفتح مكة لينتشر الإسلام فى مشارق الأرض ومغاربها.
للزجل كلمة:
بنور المصطفى اهتديت
بسماحته ورحمته ارتضيت
يا من تدعى الإبداع خسئت
أذلك المبدع المصور وتبت يديك