حوار| المغربي «تغماوي»: المهرجانات السينمائية ليست لـ«الشو»

سعيد تغماوي برفقة الراحل عمر الشريف
سعيد تغماوي برفقة الراحل عمر الشريف

تعلمت الكثير من خالد الحجر وذكريات «غرفة للإيجار» لا تنسى

اعتز بأصولي وديني ولا أخجل أن أقول وسط اليهود «أنا ذاهب لأصلي»

 

شاب عربي مغربي مسلم لا يمتلك سوى الموهبة والطموح والإصرار.. قد يعتقد البعض أنها أسباب كافية للوصول للنجاح، ولكن النجم سعيد تغماوي لم يكن يسعى للنجاح فقط، ولكنه وضع نصب أعينه الأسطورة عمر الشريف، وقرر أن يصل للعالمية مثله، وأن يقتحم أبواب هوليوود المغلقة وهو يحمل على عاتقه مسئولية الحفاظ على ثقافته واحترام اصوله وديانته.. لذلك لا يعتبر سعيد تغماوي تجربة ملهمة للعمل الجاد ولكنه أيضًا قصة كفاح طويلة.

 

خلال حواره مع «بوابة أخبار اليوم»، حاولنا أن نكشف أهم المحطات في حياته والعقبات التى مر بها حتى وصل للعالمية، وأهمية تكريمه من مهرجان الجونة السينمائي في دورته الرابعة بجائزة عمر الشريف، خلال السطور التالية:

 

ما الذي يمثله لك تكريم بجائزة تحمل اسم النجم العالمي عمر الشريف؟

أمر مؤثر جدا بالنسبة لي، فمن يعرفني يعرف حبي لهذا النجم الذي اعتبره أسطورة حقيقية في عالم الفن فقد استطاع أن يحقق ويصل لمكانه لم يصل لها أحد من قبله، وطوال السنوات الماضية لم يكن هناك إلا عمر شريف واحد، وعلى المستوى الشخصي أحبه جدا فهو مثلى الأعلى لذلك حينما يتم تكريمي بجائزة تحمل اسمه أشعر بفخر وسعادة لا توصف.

 

في رأيك كيف أثر وباء كورونا على صناعة السينما؟

بالطبع أثر بشكل كبير على صناعة السينما وغيرها فنحن نمر بوقت مجنون، ونرى ما يحدث حولنا على جميع الأصعدة وليس صناعه الفن فقط، فهناك العديد من المهرجانات قررت إلغاء دوراتها للعام 2020، وأخرى قررت إقامة المهرجانات بشكل افتراضي، والحقيقة أن أهمية هذه المهرجانات الحقيقية، تكمن في السوق وفي شبكة المعارف التي تستطيع أن توفرها لك سواء إذا كنت صانع أفلام تبحث عن دعم لأفلامك وتمويل من الشركات المنتجة التي تتواجد بشكل أساسي في أسواق مثل سوق مهرجان كان السينمائي مثلا، أو إذا كنت ممثل موهوب تبحث عن فرصه جدية مع أحد المخرجين الموهوبين، وهنا كما ذكت تكمن أهمية المرهجانات فهي ليست للشو وعرض الأفلام واقامة الحفلات فقط، ولكن الحيقة أنها أرض خصبة تسطيع من خلالها تمويل مشروعك والعثور على الدعم الفني وبناء شبكة علاقات تفتح لك العديد من الفرص الذهبية التي لن تتكرر.

 

كيف ترى إلغاء مهرجان مراكش بسبب ازمة كورونا؟

في البداية أنا سعيد بإصرار إدارة مهرجان الجونة على، إقامة الدورة الرابعة للمهرجان، رغم ما يشهده العالم من ازمة، ليصبح أول مهرجان عربي يُقام هذا العام في ظل كورونا، وأنا أعتبر هذه الدورة رسالة للعالم بأننا يمكننا التعايش مع هذا الفيروس، بدلامن الموت منه، نجيب وسميح ساويرس محاربان لاتخاذهما قرارا بإقامة هذا الحدث المدهش والمهم، ولكن أيضًا لا استطيع أن ألوم على إدارة مهرجان مراكش، لاتخاذها مثل هذا القرار، فهذا الوباء اللعين منع مهرجانات مثل كان من إقامة دورته، لذلك بالتأكيد مهرجان مراكش له أسبابه القوية التي تمنعه، فيجب أن نعلم أن مراكش بالأساس بلد تعتمد على السياحة والمهرجان لعرض الأفلام فقط وليس لدعم الصناعة بالشكل الذي تحدثنا عنه، ولكنه أيضًا يوفر فرص عمل كثيرة وهي خسارة كبيرة.

 

في حديثك تؤكد دائما على احترامك لأصولك العربية ولكونك مسلم، هل تسبب ذلك في عقابات لك؟

أنا شاب عربي مسلم، نشأت في بلاد اجنبية، ليس على ان اتخلى عن هويتي وأصولي وثقافتي لأحقق النجاح والشهرة، على العكس أنا مؤمن بأن العمل والاجتهاد مفتاح النجاح، لأن الله لا يضيع أجر العمل فهو من يأخذ ومن يعطي، هذا الإيمان كان الداعم لي طوال هذه الرحلة، أنا مؤمن بأن الله معي وأن بر عائلتي ودعاء والدتي من أهم اسباب النجاح، أنا بالفعل ارى الجنة تحت أقدام أمي، وكانت هي الداعم لى في كل أزمة وكل حزن أمر به، كل هذه الأشياء كانت معي في رحلة نجاحي، أصولي وإيماني وثقافتي دعمتني بشكل كبير في مواجهة العديد من المواقف، يكفي أن أذكر منها أنني كنت أجلس وسط يهود وأقول لهم أنا ذاهب لاصلي، فلم انكر ايماني بالله يوما لإرضاء أي شخص أو لكسب المزيد من المعارف، كنت أعلم ان الله معي وسيرزقني النجاح، وأنا مؤمن أن الله يعطي كل شخص ابتلائات يستطيع تحملها وكلما كانت كبير كان تحمل الشخص اكبر واقوى.
 

كيف كانت كواليس فيلم "غرفة للإيجار" مع المخرج المصري خالد الحجر؟
تعلمت من خالد الكثير، فقد كنت صغير واعتبر الفيلم نقطة مهمة وتجربة مفيدة في مشوار الفني، ولكن الجميل في هذا الفيلم هو أنه كان حلم بالنسبه لخالد وحلم لي ايضًا، فقلت له أنت مخرج لا يعرفه احد في لندن وانا ممثل مبتدئ، ولكن أنا ساضع كل معارفي وامكانياتي لك ليخرج هذا العمل للنور، وبالفعل لم أكن على علاقة وطيدة في ذلك الوقت بالنجمة جوليت لويس ولكن كتبت لها خطاب وبدات في التحرك مع خالد خطوة بخطوة وكانت تجربة مميزة لا استطيع ان انساها. 

 

هل ترى أن الجيل الجديد من المهاجرين لهم دورفي إبراز قضاياهم في السينما العالمية؟
بالطبع لهم دور كبير في التعبير عن قضايا المهاجرين واللاجئيين الأن، وبدلا من ترك الغرب يتحدث عنا من وجهة نظره وهو لا يعرف أي شئ عن ثقافتنا أو عاداتنا، يجب أن نتحدث نحن عن أنفسنا، يجب أن نعبر عن همومنا وأحلامنا وحقوقنا من خلال السينما فهي الوسيلة الوحيدة التي يمتلكها الفنان للتعبير عن نفسه، ويجب أن أوضح أن ظهور العرب في السينما العالمية للتعير عن مشكلاتهم ليس عنصرية ولكنه أفضل شئ يمكن أن يقدمه الفنان لفنه والبيئة التي جاء منها، وهي مهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة.

 

كيف تعرفت على عمر الشرف وما هي أفضل ذكرياتك معه؟

لن تتسع المجلدات لحديثي عن عمر الشريف، فهو بالنسبة لي أسطور بالمعني الحرفي للكلمة، عرفته وأنا طفل من متابعه الأفلام العربية مع أمي، وعشقت طريقته وأسلوبه ونبرة صوته التي أفتقدها دائما، وعندما أصبحت شاب كبر حب عمر الشريف في قلبي واصبح بالنسبة لي حلم، وأمل في نفس الوقت، فهناك من استطاع أن يحقق النجاح والعالمية، فلماذا لا أستطيع أنا؟، كنت سعيد بأن هناك شخص يمثلنا أمام العالم، والطريف أنني أتعرف على عمر الشريف في كواليس فيلم مثلا، بل في صالة للعب البوكر، فمن يعرفه يعلم أنه لاعب بوكر ماهر وبالفعل التقينا في إحدى كازينوهات باريس وتعرفت عليه وقابلته أكثر من مرة دون أن يعلم انني ممثل وبعدها أصبحنا اصدقاء ودعمني كثيرا وتعلمت منه الكثير كممثل ورجل وحققت حلمي بالتمثيل معه وقدمت دور ابنه ، وأصبح بالنسبة لي أسطورة لن تتكرر، فهو أول نجم عربي يصل أجره لمليون دولار في هوليوود، وهذا امر عظيم، لأن المخرجين في الخارج يمكنهم  حب نجم ولكن احترامهم لهذا النجم يحدده المبلغ المدفوع.