في مثل هذا اليوم| الراحل محمد خان.. درس الهندسة واحترف الإخراج

 المخرج محمد خان
المخرج محمد خان

عرض برنامج "صباح الخير يا مصر" الذي يعرض على القناة الأولى، والفضائية المصرية، وon، وتقدمه الإعلامية دينا عبد الكريم، تقريرا عن الذكرى الـ 78 لميلاد المخرج "الحريف"محمد خان الذي ولد لأب باكستاني وأم مصرية.

 

ويعد المخرج محمد خان واحدا من أهم المخرجين في السينما المصرية، ودوما ما تميزت أفلامه بالواقعية الشديدة والتعبير عن الطبقات المهمشة، وكانت تحقق نجاحا كبيرا.

 

وخلال مشواره السينمائي تعاون المخرج محمد خان مع كبار النجوم من مختلف الأجيال، وقدم أول أفلامه السينمائية عام 1980 وهو فيلم "ضربة شمس" من بطولة النجم الراحل نور الشريف، وتعاون بعد ذلك مع النجوم يحيى الفخراني في فيلمي "عودة مواطن، خرج ولم يعد"، والنجم الراحل فاروق الفيشاوي في فيلم "مشوار عمر"، والعديد من النجوم الآخرين مثل محمود حميدة ونبيلة عبيد، وكون ثنائيا مع الفنان أحمد زكي قدما من خلاله العديد من الأفلام السينمائية، كما تعاون مع الفنانين من الجيل الجديد في السينما، فقدم فيلم "بنات وسط البلد" من بطولة منة شلبي، وفيلم "في شقة مصر الجديدة" من بطولة غادة عادل والعديد من الأفلام الأخرى.

 

نشأ في منزل مجاور لدار سينما مزدوجة وكان يرى مقاعد إحداها ولا يرى الشاشة. وكان يشاهد الأفلام في اليوم الأول ويتابع شريط الصوت بتركيز بقية الأيام. كان حريصاً على جمع إعلانات الأفلام من الصحف، وشراء مجموعات صور الأفلام. وبالرغم من ذلك، إلا أنه لم يكن يحلم يوماً بأن يصبح مخرجاً سينمائياً حيث كانت الهندسة المعمارية هي حلم طفولته.


في عام 1956، سافر إلى إنجلترا لدراسة الهندسة المعمارية، إلا أنه التقى بالصدفة بشاب سويسري يدرس السينما هناك وذهب معه إلى مدرسة الفنون، فترك الهندسة والتحق بمعهد السينما في لندن . ولكن دراسته في المعهد اقتصرت فقط على الاحتكاك بالآلات ومعرفته للتقنية السينمائية، أما مدرسته الحقيقية فكانت من خلال تعرفه على السينما العالمية في الستينات، ومشاهدته لكمية رهيبة من الأفلام، ومعاصرته لجميع التيارات السينمائية الجديدة في نفس وقت نشوئها وتفاعلها.

 

وشاهد أفلام الموجة الفرنسية الجديدة، وأفلام الموجات الجديدة للسينما التشيكية والهولندية والأمريكية، وجيل المخرجين الجدد فيها، كما تابع أفلام أنطونيوني وفلليني وكيروساوا وغيرهم من عمالقة الإخراج في العالم. وبالإضافة إلى هذه الحصيلة الكبيرة من الأفلام، كانت هناك حصيلته النظرية، أي متابعته لمدارس النقد السينمائي المختلفة، مثل "كراسات السينما الفرنسية والمجلات السينمائية الإنجليزية الأخرى. وهي بالفعل مدرسة محمد خان الحقيقية، التي جعلته ينظر إلى السينما نظرة جادة ومختلفة عن ما هو سائد في مصر والعالم العربي. وقد تأثر بأنطونيوني على وجه الخصوص.

 

عاش محمد خان فترة طويلة في إنجلترا، دامت سبع سنوات، حيث أنهى دراسته في معهد السينما عام 1963. بعدها عاد إلى القاهرة وعمل في شركة فيلمنتاج (الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي)، تحت إدارة المخرج صلاح أبو سيف ، وذلك بقسم القراءة والسيناريو مع رأفت الميهي و مصطفى محرم و أحمد راشد و هاشم النحاس. ولم يستطع خان الاستمرار في العمل في هذا القسم أكثر من عام واحد، سافر بعدها إلى لبنان ليعمل مساعداً للإخراج مع يوسف معلوف ووديع فارس وكوستا وفاروق عجرمة. وبعد عامين هناك، سافر مرة أخرى إلى إنجلترا ، حيث هزته هناك أحداث حرب 1967. وأنشأ دار نشر وأصدر كتابين، الأول عن السينما المصرية والثاني عن السينما التشيكية، وكان يكتب مقالات عن السينما. وفي عام 1977 عاد إلى مصر وأخرج فيلماً قصيراً.

 

عاد محمد خان إلى القاهرة وبدأ مشواره السينمائي بفيلم ضربة شمس عام 1978، أولى تجاربه الروائية الفيلمية، والذي أعجب به نور الشريف عند قراءته للسيناريو، لدرجة أنه قرر أن ينتجه.