أمس واليوم وغدا

‮«‬جودة‭ ‬حياة‮»‬‭ ‬كل‭ ‬المصريين‭.. ‬حلم‭ ‬يتحقق

عصام السباعي
عصام السباعي

نتابع كلنا النشاط المكثف للرئيس عبد الفتاح السيسي طوال أيام الأسبوع، وعلى مدار شهور السنة، سواء من خلال اجتماعات محددة الموضوع أو الزيارات الميدانية لمواقع العمل المختلفة، وأنا أكتب هذه الكلمات كان الرئيس قد تفقد عددا مــن مـــواقــــع العمــــل بمشــروعــات التطـــويــر بشــبكـة الطــــرق بالقاهرة الكبرى، ومجموعة الطرق والكبارى بمحور متحف الحضارات بمنطقة مصر القديمة، لاحظوا معى اهتمام الرئيس بمتابعة الموقف التنفيذى الإنشائى لتلك المشروعات، ومعدلات الإنجاز اليومى، وتوقيتات الانتهاء منها، ومطالبته فى كل موقع بضرورة الالتزام الدقيق بالمعايير والمواصفات العالمية، وقبل ذلك بحث الرئيس الموقف التنفيذى للأعمال الإنشائية والهندسية فى العاصمة الإدارية الجديدة، وسير العمل بعدد من المشروعات القومية، خاصةً الطرق، وأعمال التطوير الشامل لبحيرة المنزلة، كما تابع فى اليوم السابق الموقف التنفيذى لإنشاء الجامعات الجديدة الأهلية، والدولية، والتكنولوجية ، والمخطط المستقبلى لاحتياجات مصر فى قطاع مؤسسات منظومة التعليم العالى حتى عام 2050، كما ناقش فى اليوم الذى قبله  مشروع المجمعات الصناعية.


هل لاحظتم معى أن تلك الخطوات لا تنفصل عن الاتصالات مع العالم، ففى نفس الفترة بحث هاتفياً مع رئيس كوريا الجنوبية تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير العلاقات التجارية فى ضوء سلسلة المشروعات التنموية الكبرى الجارى تنفيذها فى مصر، كما شارك فى القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان فى نيقوسيا، لتعزيز التشاور السياسى، ومتابعة المشروعات المشتركة الجارية، وساهم برؤى ومبادرات إيجــابـيــــــة، عــــــبر الفيديوكــونفرانس، فـــــى القـمــــــــــة التنسيقية الثانية بين الاتحاد الإفريقى والتجمعات الاقتصادية الإقليمية على مستوى القارة.


دعونى أسألكم: هل تعرفون أن هناك خيطا دقيقا وقويا يربط بين كل تلك التحركات، سواء الداخلية والخارجية، وأن كل اجتماع له أجندة مصغرة، لها مكانها ضمن مشروع ضخم يحمل اسم أجندة التنمية المستدامة رؤية مصر2030، هل تعلمون ما أول أهداف تلك الأجندة؟ وما الهدف الأساسى الذى يتابعه الرئيس يوميا؟ إنه باختصار الارتقاء بجودة حياة المواطن المصرى وتحسين مستوى معيشته، هو إنشاء مصر الجديدة العصرية القوية بأبنائها وإمكاناتها، هو تنفيذ ما وعد به، وتطبيق النص الدستورى بضمان الحياة الكريمة لجميع المواطنين، فى التأمين الاجتماعى والصحة والتعليم وجودة البيئة المحيطة والثقافة، وهذا هو الهدف السامى الذى يسعى الرئيس السيسى والحكومة إلى تحقيقه، ونتابع تطوراته وإنجازاته كل يوم فى حياتنا اليومية وفى القطاعات المختلفة، ومازال العمل مستمرا برغم التحديات الصعبة، والأعباء الإضافية التى استدعتها أزمة فيروس كورونا، الهدف الرئيسى هو تحقيق أعلى معدلات جودة الحياة لكل المصريين، بلا تفرقة .. بلا تمييز .. بعدل .. بمساواة فى كل الحقوق وكل الواجبات، وكل خطوة وكل نقطة عرق تقربنا من تحقيق ذلك الهدف.


ولا أعتقد أن الرئيس عبد الفتاح السيسى ينتظر شكرا من أحد على أى نجاح أو انتصار حققه للبلد، سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى، وكما أفهم فهو لا ينتظر ذلك من أحد ولايريده ، ولا أبالغ لو قلت أنه يعتبر نفسه مقاتلا فى مهمة وطنية، وأن همه الأول تنفيذ المهام التى كلفه بها الشعب فى مرحلة كانت صعبة فى تاريخ الوطن ومازالت كذلك، وقيادة مصر إلى بر الأمان، ولست بحاجة إلى التذكيربدوره الوطنى أيام إخوان الشيطان، وكيف أحبطت ثورة 30 يونيو خطط حرق البلد، وتمزيق الوفاق الوطنى، والتفريط فى سيناء، ولا التنسيق مع بعض القوى الخارجية، الذى وصل إلى مرحلة التآمر والخيانات العظمى، ولا عمليات الإرهاب الحقيرة التى استهدفت الآمنين حتى فى دور العبادة، والطرق والمواصلات، أم استعادة أيام كانت فيها المؤشرات الاقتصادية تترنح، وفرص العمل عزيزة، والطلب على السلع مجمد، وقد تصلبت شرايين الاقتصاد بمختلف أنواعها، وكان كل شيء حولنا يكشف تردى الأوضاع: الخبز.. البنزين.. التعليم.. المستشفيات.. المستويات العالية من التضخم والبطالة.. كانت الضحكة عزيزة مثل الجنيه، وتغيرت الأمور من حال إلى حال فى سنوات معدودة، ولم يكن الرئيس مبالغا عندما قال إن ماتحقق فى ست سنوات يحتاج إلى 20 سنة لكى يتم إنجازه.


وانظر حولك فى علاقتنا مع دول العالم شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، ومع كل التجمعات والمنظمات الدولية، انظر إلى ما تحقق فى قطاع الصحة، والتعليم والتضامن الاجتماعى ونظم الحماية، وأصحاب المعاشات، باختصار فقد استعادت مصر دورها المحورى فى المنطقة والعالم، وباختصار أكثر استرد البلد أنفاسه، بعد مرحلة إنعاش ناجحة تم فيها تحريك الاقتصاد تدريجيا من خلال المشروعات القومية، وضخ الأجور فى السوق لينتعش وتدور عجلة التعاملات، وتطورت الأمور بعد ذلك إلى الأفضل لتتم تجربة اقتصادية تنموية شاملة ورائدة تصل إلى حد المعجزة، وأصبح الاقتصاد المصرى مستعدا للانطلاق بعد ضبط مؤشرات الاقتصاد واللوجستيات، وجاءت أزمة فيروس كورونا لتضرب كل العالم، وتأخرت الانطلاقة قليلا، ولكن البلد لم يتأثر بنفس درجات الدول الأخرى بفضل الإصلاحات التى تمت، ونظم الحماية الاجتماعية التى طبقت، والنظام المؤسسى الذى اكتمل بنيانه، وهو ما أكدته المؤسسات المالية التى تراقب، والمنظمات الدولية والإقليمية التى ترصد وتشيد.


اســتعـرضــت كــل ذلــك وأنـا أشـــاهـــــد تســلــم الرئيــس عبدالفتاح السيسى، درع العمل التنموى العربى لعام 2020 ، خلال استقباله أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وهو الدرع الذى يتم تقديمه كل عام لرائد من رواد التنمية غير التقليديين فى العالم العربى، والذين يسهمون فى نقل مجتمعاتهم إلى الأمام، ويحملون بين جوانحهم العزم الصادق والإرادة والتجرد للمضى فى طريق الإصلاح والتغيير إلى آخر المدى، وهكذا استندت حيثيات منح الدرع للرئيـس، إلـــــى التجــربة المتمــيزة وغـــير التقليديــــة والملهمة فى قيادة عملية تنموية فى مصر، وسط ظروف صعبة وضاغطة منذ 2014، وتسليط الضوء على النهج الذى تبناه الرئيس منذ البداية، وهو عدم الاكتفاء بإدارة الأمور أو القبول بالواقع القائم، بل العمل على إصلاح الأوضاع بشكل جذرى وحاسم مستدام، مهما كانت العقبات أو الصعاب، وفى كل الأحوال مبروك لمصر وكل المصريين ذلك التكريم ممثلا فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومازال المشوار طويلا ومليئا بالإنجازات والانتصارات من أجل تحقيق الهدف الرئيسى.. رفعة وتقدم مصر، وجودة الحياة لجميع المصريين فى جميع المجالات.


وما أرجوه أن يتم الاهتمام أكثر بإطلاع أهل بلدنا على تطورات ذلك المؤشر، خاصة ما تصدره وزارة التخطيط عن مؤشر جودة الحياة ضمن مبادرة حياة كريمة، ويتم من خلاله قياس التقدم الذى يتم فى تنمية وتطوير التجمعات الريفية، لأن ما يتم بالفعل يستحق التحية والتقدير، ويؤكد أن هناك طفرة ملموسة تتم على أرض الواقع فى كل مناحى الحياة والعيشة والمعيشة وتحسين جودتها، فى الصحة ومياه الشرب والصرف الصحى والتعليم وخدمات الرياضة والغاز الطبيعى والطرق، وكل جوانب الحياة.ودائما ودوما وأبدا.. تحيا مصر.