هل تنجح جهود الإسكان في إنهاء كابوس غرق القاهرة الجديدة من الأمطار؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مع كل موجة طقس سىء وأمطار يعيش  سكان القاهرة الجديدة كابوس غرق مدينتهم وتكدس مياه الأمطار في الشوارع لمستويات مرتفعة رغم كونها إحدى مدن الجيل الثالث التى تضم أحياء راقية وإسكان اجتماعي ومتوسط.

ويطالب سكان مدينة القاهرة الجديدة من جهاز المدينة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الأمطار المتوقعة خلال الأيام القادمة حتى لا يتكرر غرق مدينتهم الهادئة والتى تعرضت للغرق مرتين فى 2018 و2020 وانقطاع المياه والتيار الكهربائي.

استعدادت مكثفة

استعدادات مكثفة وإجراءات كثيرة اتخذتها وزارة الإسكان متمثلة فى هيئة المجتمعات العمرانية وجهاز مدينة القاهرة الجديدة، لمواجهة غرق المدينة حال سقوط أمطار كثيفة، وتلاشي تكرار ما حدث خلال العامين الماضيين وعقد الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، اجتماع للجنة إدارة الأزمات بوزارة الإسكان، لمتابعة استعدادات شركات مياه الشرب والصرف الصحى على مستوى الجمهورية، وأجهزة المدن الجديدة، لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول بموسم الشتاء المقبل، وآثارها السيئة على المناطق العمرانية، من أجل حماية المواطنين من تلك الأخطار، والحفاظ على الاستثمارات والثروة العقارية، وذلك بحضور قيادات الوزارة، وقيادات قطاع مرافق المياه والصرف.

 

ونقل وزير الإسكان لقيادات قطاع المرافق، توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة صيانة الآلات والمعدات، المستخدمة فى التعامل مع مياه الأمطار، والاهتمام بنظافتها وطلائها، والمحافظة عليها، لإطالة عمرها الافتراضى، وأداء دورها بشكل أفضل، والاستفادة منها لأطول فترة ممكنة، وكذا ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة للعاملين أثناء تأدية عملهم، والاستفادة من الخبرات السابقة فى التعامل مع سقوط الأمطار.
وأكد الوزير ضرورة إعداد قاعدة بيانات جغرافية بمكونات منظومة صرف الأمطار، ومعرفة المناطق الساخنة بالمحافظات والمدن لتجمع مياه الأمطار، ووضع حلول عاجلة، وحلول دائمة للتعامل معها، موجها بتكليف رؤساء أجهزة المدن الجديدة، بحصر المناطق الساخنة لتجمع مياه الأمطار بكل مدينة، وتنفيذ حلول عاجلة للتعامل معها، مع مراعاة تأثير تجمعات مياه الأمطار على الطرق الإقليمية المحيطة، والعمل على تخفيف هذه التأثيرات.

 


وأشاد الدكتور عاصم الجزار، بنجاح فكرة آبار الشحن الجوفى، فى امتصاص المياه الزائدة، وتسريبها إلى طبقات الأرض، وكذا استغلال الجزر الوسطى بالطرق الرئيسية، وبعض المناطق الخضراء، كمسطحات لتخزين مياه الأمطار، بمدينة القاهرة الجديدة، حيث يتم تنفيذ هذه الأفكار لأول مرة بمصر لاستيعاب مياه الأمطار، مطالباً بتعميمها بالمدن الجديدة، والاستفادة منها بمختلف المحافظات على مستوى الجمهورية، فهى ليست فقط حلولاً دائمة لتجميع مياه الأمطار، بل إنها تُضيف لمسة حضارية وجمالية، ويُمكن استخدام هذه المسطحات كأماكن ترفيهية للسكان. 

نجاح توجيه مياه الأمطار لإحدى الحدائق 
أعلن المهندس جمال طلعت، مساعد نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لتنمية وتطوير المدن، نجاح تجربة توجيه لمياه الأمطار لإحدى الحدائق بمدينة القاهرة الجديدة بعد تنفيذ المناسيب والمنحدرات المطلوبة بالحديقة.


ويهدف ذلك إلى استيعاب أكبر كمية من مياه الأمطار، وتنفيذ مطبات التوجيه لمعالجة فروق المناسيب بالطرق، وسهولة توجيه مياه الأمطار دون تدخل بشرى، مضيفاً أنه جارٍ تشطيب وتأمين المنحدرات بعد التأكد من نجاح التجربة.


وأشار المهندس جمال طلعت، إلى أن هذه التجربة هى التجربة الثانية بعد التجربة الأولى الناجحة، وهي بيارات الشحن الجوفى لمياه الأمطار، والتي تم تنفيذها بمدينة القاهرة الجديدة أيضاً، حيث يجري حالياً تنفيذ عدد ١٥ بيارة منها، بالإضافة إلى ١٢ حديقة وجزيرة بطول ٢ كم، لتكون هذه الأعمال ضمن محور الحلول غير التقليدية لمواجهة آثار السيول بالقاهرة الجديدة.