باحث أثري يروي حكايات وأسرار لا تنتهي عن «الملك رمسيس الثاني»

الملك "رمسيس الثانى"
الملك "رمسيس الثانى"


قال الباحث الأثري أحمد عامر إن الملك "رمسيس الثاني" ثالث حكام الأسرة التاسعة عشرة في الفترة من 1279 ق.م إلى 1213 ق.م، ويعد من أعظم ملوك مصر الفرعونية وإمتدت فترة حكمه لحوالي سبعة وستون عاما.

وأضاف الباحث الأثري أن الملك "رمسيس الثاني" دفن بعد وفاته في وادي الملوك بالأقصر في المقبرة "كيه فيه 7"، إلا أن مومياءه نقلت إلى خبيئة الموميات في الدير البحري، حيث تم إكتشافها عام 1881م بواسطة "جاستون ماسبيرو" ونقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة، بعد خمس سنوات.

وتابع "عامر" أن الملك "رمسيس الثاني" ترك الكثير من الآثار المهمة منها التحفة الرائعة في أبوسمبل، حيث أن المعبد الكبير المنحوت في الصخر بني عام 1244 ق.م واستغرق حوالي واحد وعشرون عامًا في بنائه أى 1265 ق.م ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لـ"رمسيس الثاني" وهو جالس، ويزيد ارتفاع كل تمثال على عشرون مترا، والمعبد الصغير المنحوت في الصخر لزوجته "نفرتاري" وكان مكرسا لعبادة الإلهة "حتحور" إلهة الحب والتي تصور برأس بقرة، وتوجد فى واجهة المعبد سته تماثيل ضخمة واقفة، أربعه منها لـ"رمسيس الثاني" وإثنين للملكة "نفرتاري"، ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالى عشرة أمتار تقريبا.
وأضاف "عامر" أن ظاهرة تعامد الشمس داخل قدس الأقداس في المعبد الكبير تعد من أبرز الظواهر الفلكية النادرة التي تحدث مرتين كل عام يومي 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام قبل نقل المعبد من مكانه الأصلي بسبب المياه التي كانت تغمره، حيث كان التاريخ الأصلي يومي 21 أكتوبر و21 فبراير، حيث تحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك "رمسيس الثاني" ويرجع تاريخ اليومين إلى أنهما كانا بمثابة ميلاد الملك "رمسيس الثاني"، والآخر يوم تتويجه بحكم البلاد وإعتلائه العرش لحكم البلاد، كما تتعامد الشمس أيضا على تماثيل الآلهة "أمون"، و"رع حور آختي"، و"بتاح" التي قدسها، وعبدها المصري القديم، وتخترق أشعة الشمس صالات معبد "رمسيس الثانى" التى ترتفع بطول ستون مترا داخل قدس الأقداس.
وأوضح "عامر" أن الملك "رمسيس الثانى" قد أقام الكثير من المسلات والمعابد، منها مسلته بمعبد "الكرنك" ومسلة أخرى موجوده فى باريس فى ميدان الكونكورد، كما قام بإتمام معبد "أبيدوس" ثم بنى معبد صغير خاص به بجوار معبد والده ولكنه تهدم ولم يتبق منه إلا أطلال، وأقام فى طيبة معبد "الرامسيوم" وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إليه وقد سمى باسم المعبد الجنائزى.
واستطرد الباحث الأثري إلى معركة "قادش" التي كانت في عهد الملك "رمسيس الثاني" وكانت في عام 1285 ق.م، وهي من أعظم معارك رمسيس الثاني التي وضحت من خلالها رؤية مصر الإستراتيجية للمعارك الحربية، وقد تعرض "رمسيس الثاني" في بداية المعركة لخدعة من أعدائه عندما هاجم عدوه في سرعة مباغتة كادت أن تقضي على الجيش المصري، وأكد أن شجاعة الملك "رمسيس الثاني" وكفاءته العسكرية في هذا الوقت العصيب جعلته يتحكم في سير المعركة فقد استطاع بذكائه إخراج جيشه من هذا المأزق بل وحول الهزيمة المنتظرة إلى نصر ساحق الذي كان من نتيجته أن سارع الملوك الخاتيين بتقديم فروض الولاء والطاعة لملك مصر الشجاع الذي وافق على عرض السلام والصداقة.