تفنيد شبهات «التكفيريين» فى ورشة عمل لـ«أئمة الصومال»

د. إبراهيم الهدهد خلال الورشة
د. إبراهيم الهدهد خلال الورشة

أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، المستشار العلمى للمنظمة العالمية لخريجى الأزهر، أن النسبة الأكثر انخراطاً وتأثراً بفكر الجماعات المتطرفة هم الشباب، حيث يسلك المتطرفون أسلوب التأثير بالخطاب الدينى، لإيقاع الشباب فى شراك التطرف، بتشويه الأوضاع القائمة فى المجتمعات، ودفن المحاسن وتصيد المساوئ والأخطاء، ومن ثم إباحة القتل والسرقة واستباحة الأعراض، وتكفير الحاكم ومن يتبعه، ورفض جميع القوانين الوضعية، فيصبح الجهاد عندهم بأساليبهم المتطرفة هو الطريق الوحيد لتغيير المجتمع، مستدلين بفهم خاطئ للآية الكريمة « ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون»، دون إدراك لقواعد الفهم الصحيح للنصوص الشرعية .. جاء ذلك خلال ورشة عمل تفاعلية، أقامتها المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، بمقرها الرئيس بالقاهرة، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، لأئمة وأعضاء المنظمة بفرع الصومال تحت رعاية الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، حول مناقشة شبهات الجماعات التكفيرية والإرهابية وكيفية الرد عليها.
وأوضح الهدهد، خلال الورشة، أن فكر هذه الجماعات لم يكن وليد عصرنا هذا، بل بدأ ظهوره منذ عام 36 هجريًا، بظهور فرقة الخوارج فى عهد الإمام على بن أبى طالب، ومحاولتهم الخروج على الحكام والأئمة، فمنذ ذلك العصر وأفكار هذه الفئة تظهر حينًا، وتخبو أحيانًا أخرى.

وأشار إلى أن تجنيد تلك الجماعات للأطفال، يدل على ضعف معتقدهم وفشله أيضا، فهم يستغلون براءة وحماس الأطفال لشحذ أنفسهم لأداء مهام الكبار فى نصرة الدين بمفهومهم الخاطئ، فيُعلمون الطفل كيفية حمل السلاح والتدريب على القتال، ومحاربة أعداء الإسلام من منظورهم الخاطئ، فأطفال فى عمر الزهور، يقتلون أنفسهم ويقتلون الغير بفكر هؤلاء الجماعات، وهم لم يكلفوا شرعاً بذلك، فتلك الجماعات ذنبها عظيم.
وشرح المعنى الصحيح والمقصود لعدة آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، اختزلها المتطرفون فى فهم ضعيف وغير منصف، متجاهلين الجانب التطبيقى فى الشريعة، ومراعاة حال التنزيل، والواقع المعاصر، وسياق اللغة العربية، واستخدموها لتبرير أفعالهم الإجرامية، ومنها حديث « أمرت أن أقاتل الناس...»، وحديث « من بدل دينه فاقتلوه»، موضحًا سياقات تلك الأحاديث، والفهم الصحيح لها، دون الخروج عن الدائرة التى قصدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما بيَّن رحمة الإسلام وحقنه للدماء والتأكيد على أن الإسلام دين يُعرض وُيبلغ عنه، ولا يُفرض على أحد.. كما دار نقاش بين أئمة الصومال المشاركين بالورشة والمستشار العلمى للمنظمة حول كيفية مواجهة فكر تلك الجماعات المتطرفة فى بلادهم، فأوضح أن هذا الفكر الخاطئ يتصدى له أئمة وشيوخ وعلماء الأزهر، ويواجه بالحجة والبرهان.