تساؤلات

مقادير الحواوشى

أحمد عباس
أحمد عباس

تعرف ما هى مقادير الحواوشى؟.. أقول لك..
هى أن تفرم الأشياء كلها فرما جيدًا، وتكرر الفرم مرات ومرات، حتى يصير المزيج «أملس»، ثم تفرده بنعومة على خبز شهى مُحمر، تسيل منه دهون تصيب بالذبحة الصدرية وضيق الشرايين. مع كثير من التوابل، وكل ما «يشعلل» الخلطة أكثر، حتى يذهب الطعم، وتبقى «اللسوعة»، وتتلخص الرغبة فى المزيد، والمزيد من «اللهلبة».
كأنك مثلا تتمادى فى نشر أخبار عورات وقضايا «زنا المحارم»، فتمطرنا المواقع الإلكترونية بلينكات عن قضية الابن الذى عاشر خالته لسنوات، ثم قتله ابنها فى لحظة، ثم قضية أخرى عن أب عاشر ابنته، وأخ عاشر نفس البنت، ولديهم جنين، وكيف سيسجل هذا الطفل ومن سيضمه، والى أى أب ينتمى، وإلى أى نسل يرجع. ثم قضية الزوجة التى قطعت زوجها، وعروس تزوجها جدتها فى العاشرة من عمرها، و«عناتيل» فى كافة عموم البلد، يفعلون الفواحش كاملة بلا ترك لواحدة منها.. وهذه بالضبط هى طريقة عمل «الحواوشى».
وهل يعرف أيضا، السيد وزير الدولة للإعلام أن الصحف القومية الوطنية الواعية المملوكة للشعب لن تختفى، ولن تُزهق بهذه الطريق، أنا أتمنى عليك يا سيد أسامة أن تُسدِ لنا نصائحك لترتق المهنة، وتزدهر الصناعة، ولا نُفرط بالساهل فى صحف ذات تاريخ وقيمة.
لفتتنى أيضا صورة مُعلقة على كوبرى أكتوبر فى مطلعه من اتجاه المنصة، لمرشح شاب للبرلمان المصرى، مذكور على القائمة الوطنية من أجل مصر، وتتكرر الصورة مرات عديدة فى المنتصف وبمقاسات أكبر وأعلى، حتى تصل بالسلامة إلى المهندسين، أما الرجل الذى فى الصورة فيشبه الإعلامى يوسف الحسينى، فهل هذا هو يوسف الحُسينى؟!
ومن الخلطة أيضًا أن تشاهد الولد الذى وقف على مسرح وتندر بطرق أداء مذيعى محطة القرآن الكريم. ووالله بلا ازدراء أو ترصد، الولد تافه، وبائس، وجاهل، لا يفهم شيئا، ولم يمارس شيئا، ولم يواجه شيئا، الولد مُغرر به، فالجالسون أمامه على الطاولات، لما صفقوا له، وضحكوا، صدق أنه ظريف أو صاحب رأى.
كذلك تحدث الأشياء، وتنمو المسائل وتكبر من كثرة دق الكفوف، والتصفيق الحار وهذه هى مقادير خلطة «الحواوشى».. بالهنا والشفا.