«الأميرالاي» ابن أسيوط أول «قومندان» لمدرسة البوليس المصرية

مدرسة البوليس المصرية
مدرسة البوليس المصرية

يعد الأميرالاي خلف محمد الحسيني ابن أسيوط، أول "قائد وزعيم" لمدرسة البوليس المصرية، بعد أن كان يتولى قيادة المدرسة وتدريبها رجال من ضباط الجيش المصري. 

عُين الضابط خلف محمد الحسيني عام 1916، قومندان لمدرسة البوليس المصرية كأول مصري يتقلد هذا المنصب الرفيع، بعد أن كان تدريبهم بداية إنشاء مدرسة البوليس قادة من الجيش المصري ثم تولاها ابن أسيوط لكفائته النادرة في العمل الشرطي كأحد ابناء المدرسة واكثرهم كفاءة وقدرة على الإدارة وتخريج جيل جديد من ضباط الشرطة المصريين الوطنين الذين يدينون بالولاء لمصر فقط. 

وتقرر إنشاء أول مدرسة للبوليس في مصر عام 1896 في ثكنات عابدين، وكانت قوة البوليس قبلها تغذي من رجال الجيش وتتبع الإدارة العسكرية، ثم نُقلت إلى بولاق، وكان يتولى أعباء التدريب ضابط من الجيش يطلق عليه (القومندان) فيما بعد، وفي عام 1906 نُقلت مدرسة البوليس من بولاق إلى القلعة واستمر نظامها دون تغيير، ثم نُقلت المدرسة إلى سراى شريف باشا بالقاهرة.

اقرأ أيضا| محافظة أسيوط والمنطقة الجنوبية العسكرية يفتتحان مدرسة نزلة باخوم الابتدائية 


تولى عزيز بك المصري رئاسة المدرسة في عام 1928م، حيث عمد إلى تطويرها وتحديثها، ثم تحولت المدرسة إلى كلية في أوائل الأربعينات وفي عام 1975 م أُنشئت أكاديمية الشرطة وصارت كلية الشرطة إحدى فروعها المتعددة. 

مولد القومندان

وُلد خلف الحسيني في بلدة قرية بني حسين  مركز أسيوط عام 1880م في أسرة طيبة متدينة اتخذ الكثير من أفرادها العلم طريقاً لهم حيث كان منهم من علماء الأزهر الشريف الشيخ  محمد علي خلف شيخ المقاريء المصرية سابقاً والشيخ حماد محمد خلف الذي كان أستاذًا لا يشق له غبار في اللغة العربية وتتلمذ علي يديه أجيال من أبناء المحافظة وغيرهم حتى منتصف القرن العشرين.

تعليمه

حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية، وبعد إتمام الدراسة الابتدائية في مدرسة أسيوط الابتدائية انتقلت الأسرة إلى القاهرة والتحق "خلف" بالمدرسة الخديوية التجهيزية بدرب الجماميز وحصل على شهادة البكالوريا، ثم التحق بمدرسة البوليس المصرية ودخل سلك العسكرية، وتم تعيينه ضابطا للبوليس في رتبة الملازم سنة 1901. 

رُقي إلى رتبة اليوزباشي (النقيب) والصاغ (الرائد) عام 1908م، وعُين مأمور لقسم مريوط بالقرب من الإسكندرية، وتدرج في مناصب ورتب الشرطة، ونظرا لتفوقه في فنون الفروسية منذ أن كان طالباً بمدرسة البوليس فقد عُيّن قومندانًا لمدرسة البوليس المصرية عام 1916، كأول قومندان مصري يشغل هذا المنصب وحتى وصل إلى رتبة الأميرالاي وعندها تولى حكمدارية مديرية الشرقية.

نشاطه الوطني

وفي عام 1911 كلّفـه الخديوي عبـاس حلمي الثاني بالسفر إلى واحة سيوه في مهمة رسمية سرية تتعلق بمصلحة الوطن في ذلك الوقت بعد نشوب الحرب بين المقاومة الليبية، والايطاليين، وقد أدى المهمة الموكلة إليه على الوجه الأكمل،كما قامت الحكومة المصرية بتعيينه على رأس قوة حربية للانضمام إلى صفوف القبائل السنوسية في نضالها ضد الاستعمار الإيطالي في صحراء ليبيا حيث كانت الدولة المصرية تدعم الكفاح الليبي ضد الاستعمار الإيطالي في الفترة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى.