كنوز | دهشة يوسف وهبي في لندن!

يوسف وهبي
يوسف وهبي

ترك لنا «روديارك كيبلنك» مقولته الشهيرة «الشرق شرق.. والغرب غرب.. ولن يلتقيا» وهى مقولة مختلف عليها بين كبار المفكرين والمستشرقين الذين أبهرتهم حضارة الشرق ودعوا إلى التزاوج بين «الشرق والغرب» وفق المفاهيم الإنسانية.

ويبدو أن عميد المسرح العربي الفنان يوسف وهبي أراد بشكل غير مباشر أن يؤكد مقولة «روديارك كليبلنك» في المقال القصير التالي الذى يقول فيه:

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛُﻨﺖ أﻣضى إﺟﺎزة اﻟﻌﺎم اﻟﻤﺎضى ﻓى أوروﺑﺎ، زرت ﻟﻨﺪن، واﺳﺘأﺟﺮت ﺷﻘﺔ ﻣﻔﺮوﺷﺔ أقيم بها، وﻣﺎ أن وﺿﻌﺖ ﺣﻘﺎﺋﺒﻲ فى تلك الشقة ﺣﺘى زارنى ﻣﺴﺘأﺟﺮ اﻟﺸﻘﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ وﺳﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﻣﻮاﻋﻴﺪ ﻧﻮﻣﻲ ومواعيد ﻳﻘﻈﺘﻲ!.

دﻫﺸﺖ ﻓﻲ ﻣﺒﺪﺃ اﻷﻣﺮ وﻟﻜﻨﻨﻲ –ﺑﻌﺪ أن ﻋﺮﻓﺖ اﻟﺴﺒﺐ– أﻳﻘﻨﺖ أن ﻧﺠﺎح الإﻧﺠﻠﻴﺰ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻳﻌﻮد ﺑﻼ رﻳﺐ إﻟﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻞ ﻓﺮد ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻟﻪ وﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ من حقوق وواجبات اجتماعية تحكمها قيم أخلاقية قبل صرامة القوانين وتنفيذها.

ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺳﺒﺐ اﻟﺰﻳﺎرة واﻟﺴﺆال، إن ﺟﺎرى ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﻮاﻋﻴﺪ ﻟﻌﺐ أﻃﻔﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺃوﻗﺎت ﻧﻮﻣﻲ ﻓﺘﻀﺎﻳﻘﻨﻲ!!

إن ﻫﺬه اﻟﺤﺎدﺛﺔ ﻟﺘﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ذﻫﻨﻲ ﻛﻠﻤﺎ وﻗﻊ ﺑﺼﺮى ﻋﻠﻲ ﺃوجه اﻟﻔﻮﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻋﻤﻮﻣﺎً، ولهذا أؤكد أن ﻧﺠﺎح اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻧﺠﺎح اﻟﻔﺮد.. وﻧﺠﺎح اﻟﻔﺮد ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﺣﺘﺮاﻣﻪ ﻟﺤﻘﻮق اﻟﻐﻴﺮ.

ﻣﺠﻠﺔ «الإﺛﻨﻴﻦ واﻟﺪﻧﻴﺎ» – 1951

> ملحوظة: يعبر يوسف وهبي في هذا المقال عن ضيقه من فوضى المجتمع في عام 1951، وقبلها بسنوات حازت القاهرة على لقب أجمل عاصمة فى العالم لنظافة ورقى شوارعها ومبانيها وميادينها، ومع ذلك يتحدث يوسف وهبى عن «الفوضى».. فيا ترى لو كان حيا بيننا الآن فماذا كان سيقول عما أصاب القاهرة من عشوائيات خلقها الباعة والتكاتك فى كل مكان؟!

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي