حكايات| «يا ست يا بريمة».. أول بئر مصرية لـ«الذهب الأسود»

صورة تعبيرة لأحد أقدم عمليات حفر آبار البترول في العالم
صورة تعبيرة لأحد أقدم عمليات حفر آبار البترول في العالم

سنوات تجر أخرى، تحقق مصر اكتشافات جديدة للذهب الأسود، تضرب آلاتها في باطن الأرض بحثًا عن خيرها، لكنها لا تنسى أبدًا أول بئر للبترول تم اكتشافها في البلاد.

 

قبل حلول الألفية وتوسيع خارطة الاكتشافات البترولية في مصر، نجحت أم الدنيا في حفر أول بئر قبل  134 عامًا؛ حيث تعتبر مصر من أوائل دول العالم التي أحرزت السبق في مختلف مراحل الصناعة البترولية.

 

بالعودة للعام 1886 ضربت أيادي المصريين بآلاتها في الأرض لتحفر أول بئر في منطقة جمسة (470 كم من القاهرة) على الساحل الغربي للبحر الأحمر، وهي يرويها الموقع الرسمي لوزارة البترول والثروة المعدنية.

 

 

لكن الإنتاج التجاري للبئر المصرية الجديدة لم يبدأ من الحقل إلا عام 1910، لتصبح هذه شارة مواصلة الاكتشافات البترولية في مصر، وفي عام 1961 تم اكتشاف أول حقل بترول بحري في مصر والشرق الأوسط وحمل اسم (بلاعيم بحري).

 

تحتفظ شركة ترست لنفسها بموقع مميز منذ أبريل 1909 لنجاحها في إنتاج البترول من حقل جمسة لأول مرة بعد أن حصلت على امتياز التنقيب في المنطقة، بعد تنازل الشركة المصرية للبترول لها في 1907، وبدأت أعمال الحفر في أول يناير 1908 تحت إشراف مهندس يدعى جوش، مدير الموقع.

ولم تتوقف الماكينات عن الحمل حتى تم اكتشاف أن البئر منتجة في 1909، وبدأ الإنتاج التجاري من الحقل في عام 1910 بعد أن اشترت شركة بترول البحر الأحمر حقول شركة ترست ثم تحولت إلى شركة آبار الزيوت الإنجليزية المصرية في عام 1911.


 
وتوالى بعد ذلك حفر 23 بئر بترول في تلك المنطقة التي ظلت لعدة سنوات هي مصدر إنتاج البترول الوحيد في مصر، ولكن إنتاج البترول من تلك الآبار بدأ بالهبوط تدريجيا حتى توقف في عام 1927.

 

 

تاريخيًا، انفردت شركة آبار الزيوت الإنجليزية المصرية بالعمل في مصر منذ ذلك التاريخ لمدة تزيد على 25 عاما قبل دخول الشركات الأمريكية والأجنبية إلى مصر وتوالت الاكتشافات البترولية في مصر بعد ذلك.

 

ويذكر بعض المؤرخين أن استخدام البترول الخام بدأ في مصر منذ عهد الفراعنة كوقود للإضاءة في المصابيح كما يتضح على جدران المعابد، وكان أول مسح جيولوجي في مصر.