معجزة طبية.. «داليا» انتصرت على السرطان واعتبرته «دور برد»

داليا
داليا

فتاة جميلة، وهبت حياتها لخدمة أطفال ذوي الهمم، بابتساماتها ووجها البشوش استطاعت أن تخطف قلوب من حولها، حياتها كانت تسير كالساعة ما بين العمل والتنزه مع أصدقائها المقربين، ولكن فجأة انقلب حالها رأسًا على عقب. 

 

بدون أي مقدمات شعرت داليا مصطفى بالصداع المستمر وعدم الوضح في الرؤية، فذهبت إلى الأطباء لتطمئن على نفسها وأكدوا لها أنها تعاني من التهاب الأذن الوسطى وأن الموضع بسيط ولم يستدع القلق ونصحوها بضرورة عمل قياس اتزان – ضح الماء في أذنيها للتخلص من الألم- على مدار ثلاثة أسابيع لم تهدأ الفتاة الثلاثينية تلجأ للأدوية والمُسكنات تارة والذهاب إلى المستشفى تارة أخرى. 

عاشت حياة صعبة، وفي أحد الأيام ذهبت إلى المستشفى ونصحها الطبيب بضرورة الخضوع للأشعة على الفقرات والمخ؛ ولكن المفاجأة فاقت كل التوقعات، عندما اكتشفت أنها مصابة بالمرض الخبيث سرطان في المخ بسبب وجود ماء زائد في هذه المنطقة. 

تقول داليا: «أسرتي لم تخبرني بمرضي وقرروا أن يخفوا عني الحقيقة، عشت أصعب لحظات حياتي، خضعت للعملية في المخ وأبلغوني أنني سأخضع لعملية أخري بعد أسبوعين، بقيت في المستشفى لمدة شهرين ونصف لم أدرك ما يدور حولي لم أستطع الحديث أو الحركة».

بعدها خرجت داليا من المستشفى واكتشفت أنها مريضة سرطان، شعرت بالحزن وانفجرت من البكاء ولوهلة فاقت من كل الأوهام والأفكار المرعبة التي تطاردها وقررت أن تتعامل مع المرض "كأنه دور برد عادي".


في الوقت المناسب 

وأخبرتها أسرتها أن العملية الأولى التي خضعت لها كانت عملية إنقاذ لأن الورم كان في المنطقة الموجود في المخ كان مانع خروج الماء الزائد وأثر على حركتها، لذلك تم تركيب أنابيب صغيرة في مخها إلى وقتنا الحاضر. 
وتضيف داليا:«لو كنت استنيت على العملية ساعتين كان زماني فقدت البصر، ولو كنت استنيت ٢٤ ساعة كان المخ انفجر.. سبحان الله!».

معجزة طبية
وتسترجع داليا ذكرياتها وتقول: بالنسبة للعملية الثانية كانت عبارة عن اخذ عينة من الورم لتحليلها لأن الورم كان متشبثًا في الأعصاب ويصعب إزالته، خصوصًا أن الأطباء يأسوا من حالتها وأخبروا أسرتها قائلين "قدامها سنة وهتموت".

لم تستلم الفتاة الشجاعة وباتت تردد الحمدلله أنا راضية يارب، وتؤكد داليا:«طول عمري بسمع و أعرف و بشوف ناس عندها سرطان و كنت فاكرة أنى فاهمة و حاسة بيهم، بس لما بقيت أنا المريضة عرفت يعنى ايه سرطان بجد». 

وبدأت داليا في رحلة العلاج الإشعاعي وعلاج الكيماوى، وبالمعافرة والصبر والدعاء اختفى الورم وشخصها الأطباء في أمريكا بأنها حالة نادرة الوجود ومعجزة صعب تكرارها.
 وتتابع: «الورم اختفى.. لدرجة أنى لما روحت أمريكا اشوف العلاج هناك أفضل ولا لأ قالولي ال حصلك ده معجزة، علشان كل الناس ال عندهم نوع السرطان بتاعك يا ماتوا يا بقى عندهم إعاقة جسدية». 

حولَت داليا المحنة إلى محنة بعدما اكتشف حقيقة أقرب الأشخاص، وقررت التخلي عن خطيبها الذي تسبب في أذي نقسي كبير لها، والتقرب من الله والدعاء باستمرار وإدراك قيمة الأسرة وأهم من كل شيء تعلمت الرضا.

وتختتم داليا حديثها قائلة: الحمدلله تعالجت واتجوزت من رجل محترم يخاف عليّ من الهواء الطائر، ورُزقت منه بابنتي غالية، نصيحة لكل السيدات بالتخلي عن أوجاعهن وآلامهن والتعامل مع السرطان "كأنه دور برد".

 

اقرأ أيضاً : العلاج الإشعاعي.. دوره وأضراره على المحيطين بمريض السرطان