جائحة كورونا تطغى على ديوان الشحات

«متى ينتهى» الديوان العشرون للشاعر محمد الشحات

غلاف ديوان الشاعر محمد الشحات
غلاف ديوان الشاعر محمد الشحات

 

صدر ديوان «متى ينتهى» للشاعر محمد الشحات ، وهو الديوان العشرون له منذ صدور ديوانه الأول عام 1974( الدوران حول الرأس الفارغ ) .

ويضم الديون 43 قصيدة كست جائحة كورونا التى اكتسحت العالم وجعلته يعيش فى حالة من الفزع والرعب الشديدين عدداً غير قليل من قصائد الديون، وقصيدة متى ينتهى التى حملت اسم الديون، تناولها الناقد العراقى الكبير أحمد فاضل فى مقال له قال فيها : قد استرعى انتباهي الشكل الشعرى الواسع الذي صور من خلاله الشحات ، وهو يستحضر روح المكان الذي ضم ذكرياته وذكريات الأشخاص الذين عرفهم ، حين ابتدأ مفتتح القصيدة قائلاً بروح الصدمة التي قالها روبنسون:

 قال لى صاحبى

وهو يغلق هاتفَهُ

لن يحق لوجهكَ

أن يلتقى أيّ وجهٍ 

فلابد أن تتخلصَ من رغبات التصافحِ

أن تتخلصَ من لحظات العناقْ

وأن تحبس الشوق فى رئتيكَ

عن الأهل والصحْبِ

والعائدين إلى الملتقى

بعد طول غيابٍ

الأبيات هنا لا تحتاج شرحها ، فقد انسابت لغتها لتكون قريبة من ذائقة المتلقى ، التواق لنص يجارى ثقافته ولا يدخله لدهاليز الرمزية التي يعتمدها الكثير من الشعراء في كتابة قصائدهم .

ويضيف الناقد أحمد فاضل:  الشحات ومنذ صدور ديوانه الأول (الدوران حول الرأس الفارغ ) في عام 1974 ، تصاعدت لديه الروح الشعرية لتتسامى أمامه مجسدة لعواطفه وأحاسيسه ، حتى إذا ما أصدر ديوانه الأخير في عام 2020 « رجفة المقامات» ، أصبح الشعر لديه مجموعة آلات للتعاطف مع ما يحيطه من : ناس ، أمكنة ، وأزمنة عاشها ويعيشها ، وحينما نتغلغل بعيداً فى الأبيات المتبقية من قصيدته «متى ينتهى» ، نجد أن صوته قد علا على بقية الأصوات الداخلة فيها – هذا إذا ما عرفنا أن وحدة الصوت في القصيدة يثرى إيقاعها ، وأن بعض أشكال المحاكاة الصوتية فيها واضحة ومفهومة كدفقة إنحدارها وصعودها – حيث يملأ مشهدها ويوجد في كل سطر من أبياتها ، كما فى:

 وحين ترى ما تراكم فوق

ملامحهم

 من هواجسَ

فاترك لهم فسحةً كى يفروا

من الموتِ

فالموت يجلس مبتهجاً

قابَ قوسينِ صارَ

ودارَ

فهذا زمان التباعدِ

ليس يحق لأقدامك السير فى

الطرقاتِ ولا فى التجول بين ربوع

المدينةِ .

ومع أن القصيدة تفصح عن باقي هواجسها ، فإننا لا نستغرب ما يشعر به الشاعر – وهو أحد أصواتها القوية