ضرب وسب لـ«سيدة القصر».. تجاوزات في «ثقافة أسيوط»

وزيرة الثقافة ورئيس الهية العامة لقصور الثقافة
وزيرة الثقافة ورئيس الهية العامة لقصور الثقافة

ضرب الرئيس عبد الفتاح السيسي مثلاً يحتذى به، في احترام وتقدير المرأة، ونصرة المظلومين والاستماع إليهم، ولكن للقائمين على الثقافة طريق آخر، يتبعوه لحل مشاكل موظفيهم، فالإهانة والعنف هو منهج التعامل مع من يشتكى أو يعترض على أى قرار غير قانوني يُتخذ .

 

شاهدنا الكثير من الفيديوهات لرئيس الجمهورية تستوقفه سيدة في الشارع وتعرض عليه مظلمة أو طلب، ويقف يستمع لها بصدر رحب، وعلى نفس المنوال، منظومة الشكاوى الحكومية التي تستجيب بمنتهى السرعة في أغلب الشكاوى والأولوية لديهم للحالات العاجلة والإنسانية، ولكن هذه الثقافة لا تتبع داخل أروقة الهيئة العامة لقصور الثقافة.

 

بداية القصة

 

منذ أيام تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى- من المهتمين بالثقافة - أقوال عن تعدى رئيس هيئة قصور الثقافة دكتور أحمد عواض على مديرة قصر ثقافة أسيوط بالضرب والسب، وتواصلت «بوابة أخبار اليوم» مع مصادرها بمحافظة أسيوط، وداخل أروقة الثقافة للوقوف على أبعاد تلك المشكلة، على أمل أن يكون ذلك مجرد شائعة من شائعات مواقع التواصل الاجتماعى، فكيف لرئيس الثقافة الجماهيرية، أن يتصرف بتلك الطريقة!!.

 

وأكد شهود عيان للواقعة بأن ما تم تداوله صحيح، فمديرة قصر ثقافة أسيوط تتحلى بأخلاق كريمة، وبالفعل عاملها رئيس هيئة قصور الثقافة بطريقة لا تليق، بمشاركة بعض أفراد الأمن، لأنها كانت تودع وزيرة الثقافة عقب انتهاء حفل «إبدأ حلمك» الذي أشرفت على تنظيمه .

 

الكواليس 

 

وعلمت «بوابة أخبار اليوم» كواليس وخلفيات الواقعة، فلم يكن الخلاف وليد اللحظة، حيث أن «صفاء كامل حمدان»، تم تعيينها في فرع ثقافة أسيوط فور تخرجها لأنها كانت من أوائل الخرجين، وحصلت على الماجستير، وعلى وشك الحصول على الدكتوراه، لتصبح بذلك أعلى مؤهل بفرع ثقافة أسيوط كله، وتعرضت للظلم عندما تم ترشيح شخص على الدرجة الثانية لرئاسة قصر ثقافة أسيوط، وذلك أثار غضب صفاء كامل حمدان، فقدمت تظلماً وسعت للحصول على حقها بالطرق الرسمية والإدارية وفقا للائحة العمل، ولكنها لم تصل لشئ .

 

فلجأت لبوابة الشكاوى الحكومية والتي أرسلت الشكوى بدورها لوزارة الثقافة وأصدرت لجنة التظلمات والشكاوى بالوزارة، توصية بتعيينها مدير قصر ثقافة أسيوط، ولكن هيئة قصور الثقافة لم تنفذ تلك التوصية .

 

قررت «صفاء» أن تستمر في المطالبة بحقها فلجأت للقضاء الذي أكد أحقيتها بذلك المنصب وصدر حكما بالتخطي في الترقية في ديسمبر2019.

 

ومن شهر ديسمبر، لم ترد هيئة قصور الثقافة على حكم المحكمة ولم يتم التنفيذ، إلى أن تسلمت «صفاء» عملها بعد عناء في أغسطس 2020، ومنذ ذلك الحين وهي مقيدة ولا يسمح لها القيام بمهام عملها كما نصت اللائحة والقانون، ورغم ذلك تحدت كل الصعاب وعملت على استعدادات احتفالية مشروع «إبدأ حلمك»، لإعداد ممثل شامل .

 

يوم الواقعة

 

وفي يوم 13 أكتوبر، حضرت دكتور إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، ومحافظ أسيوط اللواء عصام سعد حفل تخريج الدفعة الأولى للمبادرة بقصر ثقافة أسيوط، ولكن لم يمر الافتتاح مرور الكرام .

 

في بداية اليوم .. ذهب أحد أفراد الأمن إلى مدير قصر ثقافة أسيوط وأبلغها على لسان رئيس هيئة قصور الثقافة، ألا تخرج من مكتبها إلا لقضاء حوائجها الشخصية، وأكد على عدم نزولها المسرح والظهور أمام الوزيرة للمشاركة بالحفل، وإظهار مجهودها أمام الحضور، لكي لا ترى ثمار تعبها في الفترة السابقة للحفل .

 

استجابت مدير قصر ثقافة أسيوط، لتحديد إقامتها داخل مكتبها، لكي لا تحدث قلقاً وتوتراً وباشرت عملها من داخل مكتبها عن طريق التواصل مع موظفيها من داخل المكتب، ولكنها خافت أن يتصدر المشهد للوزيرة بأنها «غير موجودة» وبالتالى غير جديرة بإدارة قصر ثقافة أسيوط، فقررت النزول لاستقبال المحافظ ووزيرة الثقافة ولكنها مُنعت من استقبال أي ضيوف..

 

فقررت أن تدخل قاعة الفنون التشكيلية تنتظر قدوم الوزيرة والمحافظ، خلال جولتهم التفقدية، لعرض الأعمال الفنية التي أشرفت على إنتاجها، لتقدم لهم شرح للأعمال المشاركة بالمعرض بما أنها فنانة تشكيلية في المقام الأول ومدير قصر الثقافة والمشرف على أغلب الورش التي أنتجت المعرض، ففوجئت برئيس هيئة قصور الثقافة دكتور أحمد عواض يمنعها من الحديث بطريقة مهينة و يلوح لها بيده، واصطحب الوزيرة والمحافظ من أمامها لاستكمال الجولة .

 

شعُرت مدير قصر ثقافة أسيوط بالإهانة أمام موظفيها، والضيوف، ولكنها سكتت لكى يكتمل اليوم فى هدوء، وبداخلها حزن كبير، لما تعرضت له، ولم تكن تتوقع ما هو آت، فعادت إلى مكتبها.

 

وبعد انتهاء عرض الحفل، علمت أن الوزيرة والمحافظ سوف يغادران، فقررت أن تنفذ بروتوكول العمل وتذهب لتوديعهم، وبمجرد وقوفها أمام الوزيرة لتعرفها بأنها مدير القصر والقائم على الحفل، ففوجئت برئيس هيئة قصور الثقافة دكتور أحمد عواض يدفعها بقوة بعيداً، مما جعلها لا تستطيع الوقوف وأصيبت بكدمة في قدمها، فأصرت على الحديث مع الوزيرة فقام دكتور أحمد عواض بضربها مرتين في منطقة الصدر، مما استفزها وجعلها تصر على الحديث، فقامت برفع صوتها لكي تسمعها وزيرة الثقافة دكتور إيناس عبد الدايم قائلة «سيادة الوزيرة أنا ليا مظلمة». فردت الوزيرة «عندك مظلمة اكتبيها في ورقة»، وخرجت بعدها وزيرة الثقافة من المكان.

 

ولكن الدكتور أحمد عواض رئيس هيئة قصور الثقافة، لم ينته عنده الموقف لذلك الحد، فعاد يلقى السباب على مديرة قصر ثقافة أسيوط أمام الجمهور والموظفين، ولم تستطع دكتورة صفاء كامل حمدان أن ترد تلك الإساءات ولكنها اختارت أن تأخذ حقها بالقانون، فذهبت لقسم الشرطة وحررت محضرا لدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة رقم 7168 بتاريخ 13-10-2020.

 

وفوجئت بعد ذلك بأن رئيس هيئة قصور الثقافة حرر محضر ضدها بأنها كسرت بروتوكول زيارة وزيرة الثقافة وتكلمت معها بدون إذن مسبق، مع العلم أن وجود مدير قصر الثقافة في استقبال وتوديع الضيوف شئ طبيعي، وإن كان هناك أية مخالفة تتم من أي موظف فلا بد من تحويله للشئون القانونية في جهة عمله وليس عمل محضر بالقسم .

 

ختامًا ...

 

هكذا تدار المشكلات داخل أروقة قصور الثقافة، وتلك هي الصورة التي تتصدر أمام جمهور أسيوط للقائمين على الثقافة، وما زالت النيابة تباشر التحقيقات في الواقعة.