محاضر للمخالفين.. حرق «البوص» يكثف السحابة السوداء في سماء أسيوط

 السحابة السوداء
السحابة السوداء

تشهد محافظة أسيوط خلال الأيام الماضية، ظهور السحابة السوداء الناتجة عن حرق مخلفات الذرة "البوص"، وقد أدى ارتفاع درجة الحرارة وسكون الرياح إلى تفاقمها، ومعه زاد شعور المواطنين بالاختناق وتدهور الحالة الصحية لمرضى الصدر والحساسية، بالإضافة إلى انعدام الرؤية على الطرق الزارعية.


وحول أسباب حرق أعواد الذرة "البوص"، أكد المزارعون أنه يتم لعدم احتياجهم إليه حالياً، بعد انتشار أفران الغاز بالإضافة إلى تكلفة نقله، في ظل انخفاض أسعار مخلفات الذرة الشامية والذي يضطر المزارعون إلى التخلص منها بالحرق وسط الحقول، مما ترتب عليه اجتياح السحابة السوداء سماء أسيوط وحدوث اختناق شديد خاصة في فترة الليل.


كان اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط السابق، طلب من وزارة الزراعة مد المحافظة بعدد 20 مفرمة للمخلفات الزراعية لتوزيعها على المراكز والأحياء لتعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية وإعادة تدويرها وتحويلها إلى سماد عضوي "كمبوست" وأعلاف عضوية "سيلاج"، لمواجهة الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية بالقرى والمراكز، مشددًا على تخصيص أماكن لتجميع المخلفات الزراعية بكل قرية على أن تكون بعيدة عن الطرق الرئيسية والكتلة السكنية، ويتم إخطار الحماية المدنية بتلك الأماكن تحسباً لحدوث أية حرائق محتملة تمهيداً لنقلها لأماكن المفارم، وبالفعل تم تشغيل ٢١ مفرمة لفرم مخلفات الذرة الرفيعة "البوص". 

وقال أسامة حسن، فلاح، إن حرق "البوص" له تأثير وينتج عنه مشاكل مضرة للصحة، مضيفًا: "لكن ما باليد حيلة ظروف نقله لماكينات التدوير يجبرنا على حرقه باليد، ولضمان أنه لم ينقل من الأرض ويكلفنا مبالغ كبيرة، فلذلك نحرقه للتخلص منه". 


وأضاف محمد سمير، أن حرق "البوص: يضر بالصحة العامة، لافتا إلى أن جو أسيوط أصبح ملوثاً منذ أسبوع تقريباً مع بداية حرق مخلفات الذرة في أسيوط، وهو شيء ليس بالجديد وإنما يحدث كل عام في هذه الفترة، ولكن هذا العام توجد مشكلة أكبر من ذلك، وهي أن مخلفات الذرة مازالت خضراء فتسببت في ضرر كبير للجسم وهي حساسية الجيوب الأنفية.  

وشدد اللواء عصام سعد محافظ أسيوط، على تكثيف الرقابة وشن حملات دورية ويومية لضبط المخالفات البيئية بقرى ومراكز المحافظة، خاصة الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية "الذرة الشامية"، وتحرير المحاضر الفورية واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين للقانون والمتسببين في تلوث البيئة ليكون رادعاً قوياً لكل من تسول له نفسه الإضرار بصحة المواطنين، والحد من هذه الظاهرة.

وأوضح محافظ أسيوط، أنه تم تحرير 45 محضرًا وغرامة فورية للمخالفين، ضمن حملات دورية يتم شنها بمراكز وقرى المحافظة، بالتنسيق بين مديرية الزراعة وإدارة البيئة بالمحافظة والوحدات المحلية والجمعيات الزراعية وجهاز شئون البيئة، حفاظًا على صحة المواطنين والعمل على القضاء على هذه الظاهرة وما تسببه من خطورة في حرقها من تكوين السحب السوداء الضارة.  

ووجه محافظ أسيوط رؤساء المراكز والأحياء بالتنسيق مع إدارة شئون البيئة بالمحافظة ومديرية الزراعة، لتوعية المواطنين بخطورة الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية، وضرورة استخدام مفارم للمخلفات الزراعية وتشغيلها بالقرى والمراكز وتخصيص أماكن تجميع المخلفات الزراعية، وتوعية المزارعين بنقل المخلفات إليها منعًا للمسائلة القانونية لتعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية وإعادة تدويرها، فضلاً عن تحرير المحاضر والغرامات الفورية للمخالفين.

وأشار إلى تنظيم العديد من الندوات وحملات التوعية بالقرى والنجوع لتوعية المواطنين والمزارعين والفلاحين وإرشادهم لكيفية التخلص الآمن والاستفادة من مخلفات محاصيل الذرة والقطن كعلف للحيوانات وتعظيم الاستفادة من تلك المخلفات.  

وأضافت هالة فرغلي، مدير إدارة البيئة بالمحافظة، أن حملات الإدارة المكثفة بمختلف مراكز المحافظة بالتنسيق مع رؤساء المراكز والأحياء، تمكنت من تحرير ما يقرب من 45 محضر حرق مخلفات زراعية بمختلف القرى والنجوع حتى الآن، وتحديداً بمراكز (أبنوب، القوصية، منفلوط، ديروط) وفرض غرامات على المخالفين، تبدأ من ألف جنيه وتجاوزت 10 آلاف جنيه على حسب مساحة الأرض.